helpnetsecurity.com
helpnetsecurity.com
علوم وتقنية

الحوسبة الكمومية ستشعل شرارة الأمن السيبراني.. هل العالم مستعد؟

شادي عواد

تتجه الأنظار بشكل كبير نحو الحوسبة الكمومية، ويبدو أن الحكومات والشركات ليست مستعدة لمواجهة الدمار الذي ستحدثه أجهزة الكمبيوتر الكمومية في مجال الأمن السيبراني بحلول نهاية العقد، بحسب خبراء.

وقد تكسر تكنولوجيا الحوسبة الكمومية قواعد التشفير في وقت أقرب مما تعتقد؛ إذ إن بروتوكولات الأمن السيبراني القياسية ليست متقدمة بما يكفي للدفاع ضد هذه التكنولوجيا.

الأمن السيبراني في خطر

وبشكل عام، لن تجد أجهزة الكمبيوتر الكمومية الآن إلا في مختبرات الأبحاث المتطورة والمرافق الحكومية؛ لأن هذه التكنولوجيا لا تزال في طور النمو. كما أنها مكلفة وتتطلب بيئة تشغيل محددة للغاية، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ.

ومع تقدم تكنولوجيا الحوسبة الكمومية، سيصبح الحصول عليها أسهل. وقد تقع أيدي الجهات التهديدية ومجرمي الإنترنت عليها قريبًا؛ ما يشكل خطراً على الأمن القومي وقد يعرض بياناتك للخطر.

وفي حين أن أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية تستخدم الآحاد والأصفار لمعالجة المعلومات، تعتمد أجهزة الكمبيوتر الكمومية على البتات الكمومية، المعروفة باسم الكيوبت، بدلاً من الأرقام.

ووفقًا لمبدأ التراتبية، توجد الكيوبتات في حالات متعددة في وقت واحد، وتزيد بشكل كبير من سرعات المعالجة.

ويعتقد خبراء الأمن أن الحوسبة الكمومية تمثل تهديدًا للأمن السيبراني. ويشعرون بالقلق بشكل رئيس من أن معايير التشفير الحالية عديمة الفائدة في مواجهتها.

فالتشفير يمكنك من استخدام صيغ رياضية معقدة لتحويل البيانات إلى ما هو غير قابل للقراءة، وهو أمر ناجح بالفعل؛ لأن أجهزة الكمبيوتر التقليدية أضعف من أن تتمكن من حساب الحل في إطار زمني معقول.

فبينما يستغرق الكمبيوتر الكلاسيكي 300 تريليون سنة لفك مفتاح RSA 2048 بت، وهو تشفير المفتاح العام الأكثر شيوعًا، يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمومية فكه في ثماني ساعات فقط.

تأثير الحوسبة الكمومية على الأمن السيبراني

ويعمد العالم إلى تشفير المعلومات لتخزينها وإرسالها بشكل آمن، وإذا تمكنت الحوسبة الكمومية من اختراق طرق التشفير القياسية، فإن تسرب البيانات المستمر والانتهاكات والاعتراضات سيصبح هو الواقع الطبيعي الجديد.

وفي حال أصبحت طرق التشفير القياسية عديمة الفائدة، فلن تتمكن الشركات والتطبيقات من حماية معلوماتك الشخصية. وبالتالي ستكون بياناتك البيومترية والمالية والصحية متاحة مجاناً؛ ما يعني أن تفاصيل هويتك وبطاقة الائتمان الخاصة بك متاحة عملياً للسرقة.

وفي السياق عينه، تعتمد المستشفيات والمرافق العسكرية والبنية التحتية الحيوية أيضًا على التشفير. فإذا نجحت الحوسبة الكمومية في اختراق معايير التشفير، فستصبح الاتصالات الآمنة وتخزين البيانات من الماضي.

وفي حين أن الحوسبة الكمومية قد يكون لها تأثير كارثي على بروتوكولات التشفير القياسية، إلا أنها تلهم العالم أيضًا لتبني تكنولوجيا جديدة. وبما أن التحول الرقمي يمكن أن يحسن وضع الأمن السيبراني، فإن معايير الأمن العالمية من المفترض أن تتعزز.

وفي الختام، إذا لم تكن الحوسبة الكمومية موجودة، فسيحل محلها شيء آخر. ففي نهاية المطاف، ستأتي بعض التقنيات الجديدة الثورية لتغير قواعد اللعبة. وبعبارة أخرى، بات العالم على بيّنة الآن من أن الوقت قد حان لتحديث معايير التشفير.

التالي