اعترافات رجل الأعمال الجزائري علي حداد.. حقيقة الهروب للخارج وجواز سفر سلال المزور
اعترافات رجل الأعمال الجزائري علي حداد.. حقيقة الهروب للخارج وجواز سفر سلال المزور اعترافات رجل الأعمال الجزائري علي حداد.. حقيقة الهروب للخارج وجواز سفر سلال المزور
المغرب العربي

اعترافات رجل الأعمال الجزائري علي حداد.. حقيقة الهروب للخارج وجواز سفر سلال المزور

يحيى مطالقة

نفى رجل الأعمال الجزائري المعتقل، علي حداد، محاولته الهروب إلى بلد أوروبي عبر مركز الحدود البرية مع تونس، لحظة القبض عليه قبل أسابيع بتهمة حيازة جواز سفر غير قانوني.

وقال عند مثوله اليوم الإثنين، أمام القاضي بمحكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، إنه طلب استصدار جواز سفر إضافي من رئيس الوزراء السابق عبدالمالك سلال، وحصل عليه في ظرف ساعات.

وتفتح هذه الاعترافات الباب على مصراعيه أمام استدعاء وشيك لعبدالمالك سلال، الرجل المقرب من الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، بشأن تهم "استغلال نفوذ، وسوء استخدام الوظيفة الحكومية، وخرق القانون".

واعترف علي حداد، رئيس نادي رجال الأعمال الجزائريين سابقًا، باحتفاظه بجوازي سفر وإظهاره كل مرة واحدًا منهما، خلال سفرياته الرسمية المتعددة، ما يعتبر خرقًا واضحًا للتشريع المعمول به في الجزائر.

وخلال جلسة المحاكمة، قال مسؤول بوزارة الداخلية متهم بالتواطؤ مع حداد، إنه تلقى عام 2015 تعليمات من وكيل الوزارة بتمكين رجل الأعمال الشهير من استخراج جواز سفر ثانٍ، ما أذهل القاضي الذي تفاجأ من هذا الترابط بين المسؤولين في الإساءة للمنصب، بهدف تقديم تسهيلات لرجل أعمال".

ويعدّ حداد من أبرز المقربين من حاشية الرئيس الجزائري السابق، عبدالعزيز بوتفليقة، وتجمعه علاقة خاصة بشقيقه السعيد بوتفليقة، ما سهّل عليه بحسب تقارير، الحصول على صفقات متعددة في قطاعات الإعلام، والأشغال العمومية، والطرق، والبنى التحتية.

وأطيح برجل الأعمال البارز علي حداد، في أواخر مارس/آذار،  قبل هروبه عبر مركز الحدود البرية في ولاية الطارف المتاخمة لتونس، وتم اتخاذ إجراءات قانونية ضده، ليكون بذلك أول رجل أعمال يخضع للتوقيف والتحقيق من حاشية الرئيس المستقيل.

ثراء وفساد 

ولاحقًا جرى إدراج علي حداد على لائحة مكونة من 12 رجل أعمال ممنوعين من السفر إلى الخارج، وتم فتح تحقيقات قضائية ضدهم بتهم ضلوعهم بقضايا فساد، وتهريب أموال بالعملة الأجنبية، واستغلال النفوذ، والصفقات المشبوهة، والتمويل الخفي للأحزاب السياسية، وفق ما كشف عنه الادعاء العام لمجلس قضاء الجزائر العاصمة.

ويملك حداد، نادي اتحاد العاصمة الرياضي، وقناتي "دزاير تي في" و"دزاير نيوز"، وصحيفة "وقت الجزائر" بنسختها الناطقة بالفرنسية، إضافة إلى مجمع أعمال ينشط بقطاعات البناء والأشغال العامة والطرقات والخدمات.

وانتخب حداد، رئيسًا لمنتدى رؤساء المؤسسات منذ بداية العام 2015، لكنه استقال منه في ذروة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بوتفليقة، وصنفته مجلة "فوربس" الأمريكية، كأحد أثرياء الجزائر، وعرف بعلاقاته المتشعبة مع رئيس الوزراء السابق عبدالمالك سلال، والسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل.

ووصل النفوذ بالملياردير علي حداد، إلى حد تعيينه وزراء ومسؤولين كبارًا وإقالتهم، حين تتعارض إراداتهم مع مصالحه المالية، كما تمكّن من عزل رئيس الوزراء عبدالمجيد تبون بعد 81 يومًا من تعيينه رئيسًا للحكومة.

وجرّ معه في اعترافات قضائية سابقة، قادة أحزاب ووزراء ومسؤولين بارزين، ورئيسي حكومة سابقين هما أحمد أويحيى وعبدالمالك سلال، وكلها قضايا تخص صفقات مشبوهة بالعقار والتلاعب بالمال العام والثراء غير المشروع، وقد أحيلت إلى المحكمة العليا للبت فيها.

التالي