لماذا يؤيد الإسلاميون التدخل الإيطالي في ليبيا؟
لماذا يؤيد الإسلاميون التدخل الإيطالي في ليبيا؟ لماذا يؤيد الإسلاميون التدخل الإيطالي في ليبيا؟
أخبار

لماذا يؤيد الإسلاميون التدخل الإيطالي في ليبيا؟

بلال العبويني

برزت خلافات وجودية داخل النخبة الحاكمة في طرابلس الغرب في أعقاب بدء العملية العسكرية الإيطالية التي يقال إنها تستهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وفيما هاجم نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجيبري الاتفاق، قائلاً إنه يصل إلى مستوى الخيانة العظمى، أيد المجلس الأعلى للدولة الذي يسيطر عليه المتشددون خطوة السراج.

وبات جلياً أن ثمة فرقًا شاسعاً بين ما أعلنه رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج عن اتفاقه مع إيطاليا، باعتباره دعمًا لحرس السواحل الليبي فنياً، وما يجري على الأرض من انتهاك إيطالي للأجواء والمياه الإقليمية الليبية.

وأمهل المجيبري السراج 72 ساعة لعقد اجتماع مع مجلس الوزراء لمناقشة التدخل الإيطالي وإلا صعد موقفه، قائلاً إن لديه الكثير لفعله.

في المقابل انتقد عضو المجلس الرئاسي محمد العماري، "إسلامي متشدد"، ما أسماه، حملة متعمدة مضللة من قبل وسائل الإعلام ضد الاتفاق الذي يسمح للسفن الحربية الإيطالية بالعمل في المياه الليبية.

وقال في بيان إن إيطاليا تساعد ببساطة فى التدريب والمساعدة الفنية والحفاظ على خفر السواحل الليبى ودعمه.

وبالنسبة للمواطن العادي، يقول الصحفي الليبي سعود العالي، فإن ذلك يعني أن الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية المتشددة وضعت نفسها في معسكر مباركة الاحتلال الإيطالي الجديد.

نفس الموقف عبر عنه رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، الذي أكد ترحيبه "بإجراءات التعاون مع الحكومة الإيطالية" .

وقال السويحلي في بيان إن الانتقادات الموجهة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بشأن اتفاق التعاون مع الحكومة الإيطالية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ما هي إلا "حملات إعلامية مستندة إلى مواقف أطراف سياسية وأخرى تدعي أنها قانونية ترفع شعارات الحرص على السيادة الوطنية ورفض التدخلات الأجنبية، في محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام وزعزعة حالة الاستقرار الملحوظ في البلاد على مدى الأسابيع الماضية".

وقال سعود العالي لـ "إرم نيوز" إن السويحلي لطالما حظي بدعم إيطالي، وهو بذلك إنما يرد الدين.

 وينظر مراقبون إلى خطوة السراج باعتبارها محاولة لوقف تقدم قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبالتالي ميل المجتمع الدولي للتعامل معه، ولهذا السبب تحظى بدعم المتشددين في الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة الذين يناصبون المشير حفتر العداء، ضاربين الصفح عن واقع أن الشعب ينظر إلى عودة الإيطاليين باعتبارها عودة للاستعمار.

ويلتقي أولئك مع موقف روما التي ترفض أي دور للمشير حفتر في مستقبل ليبيا، وبعد أقل من شهرعلى  كشف موقع "فيستا" الإيطالي المقرب من الاستخبارات الإيطالية، عن أن "رهان إيطاليا على السراج كان خاطئاً، وكان أجدى لها أن تحذو حذو فرنسا في الرهان على المشير حفتر".

ويعد هذا الموقف تراجعاً كبيرًا عن اتفاق باريس بين المشير حفتر والسراج برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نظرت روما إليه بعين الشك، بل ونسفاً له.

 وتقول مصادر سياسية ليبية لـ "إرم نيوز" إن الاتفاق مع إيطاليا هو قمة رأس الجليد، وتحته اتفاقات أخرى سرية لم يكشف النقاب عنها، تبرر هذا التهافت على دعم التدخل الإيطالي.

 وبات واضحاً أن الوجود العسكري الإيطالي يتجاوز الأهداف المعلنة للبعثة، وموضوع مكافحة الهجرة، وهو الأمر الذي كشف عنه توسع نطاق تحليق طائرات التجسس الإيطالية شرقاً وغرباً وجنوباً.

وكلفة هذا التدخل، من المفترض أن يتحملها المجلس الرئاسي، في بلد بات معظم سكانه " رقاد ريح" وفق التعبير الشعبي الليبي للدلالة على الفقر والعوز.

التالي