وسط استنفار أمني.. مطالبات فلسطينية بالتصدي لاقتحام نتنياهو لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي
وسط استنفار أمني.. مطالبات فلسطينية بالتصدي لاقتحام نتنياهو لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي وسط استنفار أمني.. مطالبات فلسطينية بالتصدي لاقتحام نتنياهو لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي
أخبار

وسط استنفار أمني.. مطالبات فلسطينية بالتصدي لاقتحام نتنياهو لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي

يحيى مطالقة

طالبت حركة فتح جميع مكونات الشعب الفلسطيني إلى رفض اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمدينة الخليل وبلدتها القديمة والحرم الإبراهيمي، عصر اليوم الأربعاء، ورفع الرايات السود واليافطات المنددة بالزيارة.

ودعت لتنظيم مسيرة عقب الصلاة في الحرم الإبراهيمي وصولًا إلى شارع السهلة وسط البلدة القديمة بالخليل، والذي تغلقه قوات الاحتلال منذ 19 عامًا.

ودعا العديد من النشطاء والقوى إلى فعاليات مناهضة لزيارة نتنياهو إلى المدينة، ووصفوها بأنّها تحمل بين ثناياها استفزازًا للفلسطينيين، ومحاولة لشرعنة وجود المستوطنين في المدينة.

وانتشرت قوّات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، بشكل مكثّف في محيط عدد من البؤر الاستيطانية بمدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة، بحسب وكالة "وفا" الرسمية.

وأفادت مصادر محلية، أن قوّات الاحتلال أجبرت عددًا من أصحاب المحال التجارية على إغلاقها في محيط الحرم الإبراهيمي، وعلى الطرق الرابطة بين المسجد ومستوطنة "كريات أربع"، في منطقة واد الحصين.

كما انتشرت قوّات كبيرة من جيش الاحتلال في محيط البلدة القديمة، وشارع الشهداء وحي تل الرميدة، كما نشر المستوطنون أغطية كبيرة في محيط المناطق التي سيزورها نتنياهو في المدينة؛ لحجب رؤية الأنشطة في المكان عن المناطق الفلسطينية المجاورة.

تحذير فلسطيني

من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة لاقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياته.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة: "نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو؛ لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف".
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية: "نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها".
وتابع الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن "اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس دولة الاحتلال رؤوبين ريفلين لمدينة الخليل، يشكل تصعيدا خطيرا واستفزازا لمشاعر المسلمين، ويأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن".

وحذر قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، من تداعيات اقتحام نتنياهو وزمرته المتطرفة لمدينة الخليل، في إطار حملته الدعائية لكسب أصوات المتطرفين والمستوطنين في الانتخابات المقبلة.

وقال إن اقتحام الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية في مهاترات انتخابية، هو جريمة وانتهاك للحقوق الفلسطينية، وللقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرارات منظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، والتي أكدت أكثر من مرة أن مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف هو تراث إسلامي خالص، ولا حق لغير المسلمين فيه أسوة بالحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة لمدينة القدس.

وحمل الهباش دولة الاحتلال مسؤولية سلامة قضاة وموظفي ومراجعي المحكمة الشرعية في البلدة القديمة لمدينة الخليل، جراء إجراءات الاحتلال المشددة واعتداءات المتطرفين المستوطنين المتكررة ضد موظفي المحكمة والمواطنين المراجعين الذين تقدم لهم المحكمة خدماتها.

تزوير التاريخ

وعبر محافظ الخليل، جبرين البكري، عن رفضه وإدانته لاقتحام نتنياهو المرتقب لمدينة الخليل، مشيرًا إلى أنه يأتي استكمالًا لنهج الإرهاب وتكريسًا للاستيطان والتهويد، ودعمًا للجرائم والممارسات التي يرتكبها المستوطنون بحق المواطنين الفلسطينيين الأصليين العزل.

وأكد أن البلدة القديمة بحاراتها ومعالمها الدينية وشواهدها هي إرث إسلامي وتاريخي وحضاري للفلسطينيين، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على تهويد المنطقة بمخططاته الاستيطانية، سيزول بصمود الفلسطينيين الذين يعانون بشكل متواصل من سياسات الاحتلال التي تدعمها حكومات الاستيطان عبر مشاريعها الاستيطانية.

ورقة انتخابية

بدوره، استنكر رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، زيارة نتنياهو للخليل، واصفًا إياها بأنها محاولة لترويج المزيد من الأكاذيب وتزوير الحقائق التاريخية، معربًا عن استيائه من هذه الخطوة الرامية لاستخدام الخليل وبلدتها العتيقة والحرم الإبراهيمي كورقة انتخابية في انتخابات الكنيست الإسرائيلية المزمع إجراؤها في السابع عشر من الشهر الجاري، لكسب المزيد من أصوات اليمين المتطرف، الذي يسعى لدعم الاستيطان بشتى الطرق.

وطالب أبو سنينة المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، وإلزام إسرائيل باحترام المعاهدات الدولية، وعدم المساس بالممتلكات الفلسطينية، والتعدي على صلاحيات بلدية الخليل، وتنظيم انتخاباتهم ودعايتهم الانتخابية بعيدًا عن الحرم الإبراهيمي وعن مدينة الخليل وبلدتها القديمة.

كسب تأييد المستوطنين

وقال خبير الخرائط والاستيطان، عبد الهادي حنتش، إن اقتحام نتنياهو يأتي في سياق تكريس الاستيطان في مدينة الخليل، والضفة الغربية، وكسب الرأي العام لحكومته، والتأكيد على ادعاء يهودية البلدة القديمة، وأن لليهود الحق في الحرم الإبراهيمي الشريف الذي قسمه الاحتلال عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994.

وتابع: "كما يهدف نتنياهو من وراء هذه الزيارة إلى كسب التفاف المستوطنين حوله وحول حكومته، ولاسيما في ظل ملفات الفساد التي فتحت ضده"، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمؤسساتها الحقوقية والإنسانية تحمل مسؤولياتهم بشكل جدي تجاه الشعب الفلسطيني الذي يصارع الاحتلال والاستيطان، داعيًا "جميع مكونات الشعب الفلسطيني إلى التصدي لهذه السياسات الظالمة والمتواصلة التي سلبت الحقوق الفلسطينية".

التالي