غضب فلسطيني واسع من زيارة نتنياهو إلى الخليل والحرم الإبراهيمي
غضب فلسطيني واسع من زيارة نتنياهو إلى الخليل والحرم الإبراهيميغضب فلسطيني واسع من زيارة نتنياهو إلى الخليل والحرم الإبراهيمي

غضب فلسطيني واسع من زيارة نتنياهو إلى الخليل والحرم الإبراهيمي


أثار قرار بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل زيارة مدينة الخليل وبلدتها القديمة، يوم غد الأربعاء، موجة غضب واسعة في الأراضي الفلسطينية احتجاجًا على تلك الزيارة.


وتأتي زيارة نتنياهو الاستفزازية للمدينة وبلدتها القديمة بذريعة المشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق، والترويج لرواية الاحتلال إزاء ما حصل فيها.



وستجري هذه الطقوس بحضور نتنياهو ووزراء في الحكومة وأعضاء كنيست من "حزب الليكود"، في أول زيارة رسمية له للخليل منذ 13 عامًا.


وأبلغ جيش الاحتلال المواطنين القاطنين في الأحياء القريبة من الحرم الإبراهيمي بنيته فرض حظر تجول غدًا، تزامنًا مع "الزيارة" المرتقبة التي سيقوم بها نتنياهو.


ونصب مستوطنون اليوم الثلاثاء، خيمة كبيرة في تل الرميدة بمدينة الخليل، لاستقبال رئيس حكومة الاحتلال وسط تخوف فلسطيني وترقب وحذر من نتائج تلك الزيارة التي تأتي في سياق الدعاية الانتخابية له، عشية انتخابات "الكنيست" الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر الجاري.


في المقابل، دعا نشطاء فلسطينيون إلى استقبال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي سيزور مدينة الخليل مساء غد الأربعاء، برفع الرايات السوداء في محيط المنازل الواقعة قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، بينما نفى مختصون في التاريخ والسياسة كل المزاعم التي تقوم عليها هذه الزيارة ووصفوها بالاستفزازية.


جيوب اليمين المتطرف


ويحاول نتنياهو، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، من خلال هذه الزيارة، مغازلة غلاة اليمين المتطرف في إسرائيل الذين يقطنون في الجيوب الاستيطانية في البلدة القديمة بالخليل، لاستمالتهم للتصويت لحزبه ولصالح معسكر اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري.


ويقطن كل من: "ايتمار بن غيفر"، و"باروخ مارزل"، و"بنتسي غوفشتين" القادة في حركة "عوتصماه يهوديت" التي تمثل هوامش اليمين الديني المتطرف، والتي تطالب بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن أراضي العام 48 ومن القدس، في جيوب استيطانية في مدينة الخليل.


تزوير التاريخ


وقال يونس عمرو الباحث المختص في شؤون مدينة الخليل، إن "الحقائق التي تقوم عليها زيارة نتنياهو للخليل جميعها مزورة، فهو حضر لزيارة الحرم الإبراهيمي الذي بناه إبراهيم أبو الموحدين، وهو موقع إسلامي خالص احتل في العام 1967 وجرى تقسيمه إبان مجزرة الحرم الإبراهيمي".


وأضاف أن تذرع نتنياهو بالذكرى التسعين لثورة البراق التي تدعي فيها إسرائيل تعرّض اليهود في الخليل وعموم فلسطين لاعتداءات فلسطينية، هو باطل ومخالف للحقيقة التاريخية.


وقال إن "الادعاء باطل، وإن من قام بقتل اليهود في حينه هو الانتداب البريطاني، ونتنياهو يحاول إلصاق الموضوع بالفلسطينيين زورًا وبهتانًا".


تنافس انتخابي


من جهته، قال عماد حمدان رئيس "لجنة إعمار الخليل" إن "زيارة نتنياهو للخليل مرفوضة، فمن يريد أن يتنافس في الانتخابات الإسرائيلية يحضر للخليل لإرضاء غلاة المستوطنين في الخليل، وهذا مرفوض بشكل مطلق من قبل أبناء البلدة القديمة في الخليل، وستكون نتائج هذه الزيارة وخيمة على الاحتلال".


وأضاف أن "البلدة القديمة تعاني بشكل كبير من ممارسات وسياسات الاحتلال الذي يقسمها لأربعة أجزاء، ولا يمكن الحركة فيها سوى بالسير على الأقدام وعبر بوابات، إلى جانب وجود مناطق لا يسمح سوى لسكانها بالوصول إليها، وهناك منطقة يمنع الفلسطينيون منعًا باتًا من دخولها، وبالتالي أصبحت الخليل القديمة مكبلة ومحاصرة بالحواجز والبوابات الإلكترونية، ما أثر على كافة القطاعات الاقتصادية وعلى حركة السكان وعلى الحركة التعليمية والحركة بشكل عام".


مغزى مهم


بدوره، قال المحلل السياسي خليل شاهين، إن "الزيارة تأتي بعد فترة طويلة للزيارة الأولى التي قام بها بشكل رسمي لمدينة الخليل، ولها مغزى مهم في ظل التنافس على الانتخابات الإسرائيلية، خاصة على الأصوات الأكثر يمينية، حيث تتركز حملة نتنياهو على محاولة إنجاح حزب الـ"ليكود" بشكل أساسي، وتأكيد صب أصوات اليمين لصالح الحزب، ليتمكن من تحقيق فوز يؤهله لتشكيل الحكومة، خاصة أن استطلاعات الرأي تتحدث عن صعوبات يواجهها نتنياهو".


وأضاف أن "الزيارة تهدف لإيصال رسالة أن نتنياهو مستمر في تهويد المدينة وسط التحضير لضم أجزاء من الضفة الغربية ومن بينها مدينة الخليل، فنتنياهو يحاول أن يستقطب أصوات المستوطنين التي تشكل 13% من مجموع الأصوات، وهي كتلة قوية في الانتخابات، ومن الواضح أنه يريد أن يوجه رسائل من الحرم الإبراهيمي يحاول من خلالها جمع غلاة المستوطنين حوله".


في سياق آخر، قال يوسف الجعبري نائب رئيس بلدية مدينة الخليل المحتلة، إن "نتنياهو أصبح يستخدم الخليل للوصول لكرسي الحكم، وأن مساعي الاحتلال للاستيلاء على سوق الجملة في الخليل مرفوضة".


وأضاف أن اتفاق الخليل الموقع مع الاحتلال يقضي بأن حق الإدارة بشكل كامل في الجزء المحتل من المدينة هو لبلدية الخليل، وأن الاستيطان غير شرعي.




خصوصية "تل الرميدة"


يشار إلى أن "تل الرميدة" منطقة أثرية وتاريخية تقع شمال غرب الحرم الإبراهيمي، وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية بالكامل، وأقام الاحتلال عليها مستوطنة " رامات يشاي" وهي إحدى أربع بؤر استيطانية مقامة على أراضي المواطنين في البلدة القديمة، إضافة إلى ثلاث بؤر استيطانية أخرى داخل البلدة القديمة من مدينة الخليل، وهي: "بيت هداسا" الدبوية، الواقعة في شارع الشهداء المغلق، ومستوطنة "بيت رومانو"  المقامة في مدرسة أسامة بن منقذ الأساسية للبنين، والتي تقع على مدخلي السوق القديم وشارع الشهداء المغلق، ومستوطنة "إبراهام ابينو" في قلب سوق الخضار المركزي المغلق في منطقة السهلة.


تاريخ استيطاني


وبدأ الاستيطان في مدينة الخليل منذ احتلالها عام 1967، بحسب مركز المعلومات في وكالة "وفا"، حيث تم الاستيلاء على بعض الأبنية داخل المدينة، وتحويلها إلى أحياء سكنية لليهود بهدف الربط الجغرافي بين تلك الأحياء اليهودية ومستوطنة "كريات أربع"، عبر حفر الأنفاق وإنشاء الطرق، ما يعني الاستيلاء على الممتلكات والأراضي الفلسطينية، وبدأ تنفيذ خطة التهويد بدخول 73 مستوطنًا مدينة الخليل في 10/5/1968، حيث سكنوا فندق "النهر الخالد" وأعلنوا نيتهم البقاء بدعم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. أما عدد المستوطنات في المحافظة فبلغ 30 مستوطنة، إضافة لأكثر من 20 بؤرة استيطانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com