السعوديون يحتفون بقناة تلفزيونية جديدة تبث برامج ومسلسلات من الماضي
السعوديون يحتفون بقناة تلفزيونية جديدة تبث برامج ومسلسلات من الماضي السعوديون يحتفون بقناة تلفزيونية جديدة تبث برامج ومسلسلات من الماضي
مجتمع

السعوديون يحتفون بقناة تلفزيونية جديدة تبث برامج ومسلسلات من الماضي

اسلام محمد سمحان

احتفى سعوديون، مساء اليوم الخميس، ببدء بث قناة تلفزيونية جديدة ستقدم برامج ومسلسلات درامية من الماضي، الذي بدا أن له عشاقا كثرا في المنازل السعودية التي تتجمع فيها الأسر في ظل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

ومع بدء بث القناة التي تحمل اسم "ذكريات"، وثق مدونون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات البث الأولى بصور ومقاطع فيديو تُظهر عزف "السلام الوطني" ومن ثم بدء البث بقراءة القرآن الكريم، وكلا الفقرتين تسجيلات قديمة من أرشيف التلفزيون السعودي.

وقال الكاتب السعودي إبراهيم المنيف في تعليق على إطلاق القناة الحكومية الجديدة: "من كثر ما كنت متحمس لقناتي المفضلة الجديدة القديمة (#قناه_ذكريات)، جلست انتظرها لحد ما تفتح".

وأضاف: "لما بدأ عزف السلام الملكي السعودي بالعرض القديم، ارتعش جسمي، لأنه رجعني لأجمل أيام العمر، لما كان التلفزيون هو اليوتيوب وتويتر وسناب وإنستغرام، وبصراحة كان وسيبقى أمتع منهم جميعاً".

واكتظ موقع تويتر الذي يجمع ملايين السعوديين، بعشرات آلاف التغريدات التي تتحدث عن القناة الجديدة، بينما تصدر اسمها قائمة الوسوم في الموقع أو ما يُعرف بـ "الترند" الذي يُعد مؤشرا على أكثر المواضيع المتفاعلة بين المغردين.

وراح بعض المغردين يكتبون أسماء برامج ومسلسلات قديمة يريدون من القائمين على القناة عرضها، بينما يتساءل آخرون عن ترددات القناة لإضافتها لتلفزيوناتهم التي باتت تجذب الانتباه مع طول فترات البقاء في المنزل بسبب حظر التجول الكلي والجزئي وتوقف الدراسة والعمل وإغلاق المساجد وأماكن الترفيه.

واعتبر مغرد سعودي يدعى تركي الجاسر، إطلاق القناة فكرة ممتازة تسمح له باسترجاع ذكرياته من جهة، ومشاركة من ينتمون لأجيال جديدة ذلك المحتوى الذي لم يسبق لهم أن رأوه.

وعاد الحنين بكثير من السعوديين الذين رووا تفاصيل دقيقة عاشوها في الماضي وارتبطت برامج ومسلسلات قديمة، مثل أوقات العودة من المدرسة، أو سهرات الأسر أمام التلفزيون.

وستعرض القناة الحكومية الجديدة، برامج ومسلسلات تم بثها في الفترة الممتدة بين أواخر السبعينات من القرن الماضي وحتى بداية الألفية، وتركت أثرها في أجيال من السعوديين عاشوا حقبة ما قبل ظهور الأطباق اللاقطة لعدد كبير من القنوات الفضائية بالتزامن مع توفر الإنترنت في البلاد وظهور أجهزة الهاتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي التي عززت من النزعة الفردية والانزواء للناس.

وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون، عن عدد من البرامج والمسلسلات التي سيتم بثها في القناة لحين حلول شهر رمضان المبارك بعد نحو أسبوعين، والذي سيكون له برامج مخصصة من الأرشيف أيضا.

وتشمل قائمة برامج ومسلسلات القناة الجديدة، برنامج المسابقات الشهير "حروف" الذي رحل مقدمه المذيع ماجد الشبل، لكن لايزال كثير من السعوديين يتذكرون تفاصيله وأسئلته الثقافية.

كما ستعرض قناة "ذكريات" برنامج "بنك المعلومات"، الذي رحل مقدمه عمر الخطيب أيضا وترك الكثير من التفاصيل في أذهان من تابعوه إلى اليوم.

وتتضمن برامج القناة، عرض "مسرح التلفزيون" الذي غنى على خشباته ألمع نجوم الفن والطرب في السعودية في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، قبل ظهور برامج المواهب الغنائية التي غزت الفضائيات.

ولتقديم التسلية، ستعرض القناة برنامج "الحصن" الشهير الذي يمتلك جمهورا كبيرا في السعودية، بجانب برنامج "رواد ومواهب" و"الكاميرا الخفية" بأنواعها وبساطتها.

وستبدأ القناة عرضها للدراما بمسلسلات "عودة عصويد" و"أصابع الزمن"، و"خزنة"، و"سحور على مائدة أشعب" و"جحا الضاحك الباكي" و"خلك معي" و"عائلة أبو رويشد والعولمة" و"الديرة نت" و"خلف خلاف" و"أبو حمدان في رمضان"، و"حمود ومحيميد"، ومسلسل الأطفال الشهير "بابا فرحان"، و"خارطة أم حمدان" بجانب أعمال قديمة أخرى.

وتعوّل السعودية شأن جميع دول العالم على التزام السكان ووقاية أنفسهم من العدوى بفيروس كورونا في ظل غياب أي علاج فعال أو لقاح وقائي له لحد الآن، بهدف إبقاء نظامها الصحي صامدا من خلال السيطرة على عدد الإصابات وإبقائها ضمن نطاق قدرة مستشفياتها ومراكزها الصحية.

ومن أجل ذلك، تحث المملكة، السكان على البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مقابل تسهيل كثير من مناحي الحياة عبر التطبيقات الذكية التي تتيح إنجاز الأعمال والتعلم بالنسبة للطلاب وطلب الاحتياجات للمنزل.

ومقارنة بالعديد من الدول، لا تزال الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالفيروس منخفضة في السعودية، مع تسجيل قرابة ثلاثة آلاف إصابة بالمرض، تعافى منهم نحو 700 شخص وتوفي نحو 40 آخرين.

التالي