حلّاق المشردين.. عراقي يثير إعجاب السويديين بخدمة مجانية
حلّاق المشردين.. عراقي يثير إعجاب السويديين بخدمة مجانية حلّاق المشردين.. عراقي يثير إعجاب السويديين بخدمة مجانية
مجتمع

حلّاق المشردين.. عراقي يثير إعجاب السويديين بخدمة مجانية

يزيد كنعان

في مدينة مالمو (جنوب السويد)، يقدم الحلاّق العراقي علي زكي (29 عامًا) عرضًا سخيًا للأشخاص الذين يعيشون بلا مأوى بمناسبة اقتراب أعياد الميلاد.

ويقول زكي إنه في كل يوم أحد، وحتى عيد الميلاد المجيد سيقوم بغسل شعر المشردين وقصّه مجانًا، وهذا ما كان يفعله في العاصمة الدنماركية كمصفف شعر.

ويضيف زكي لصحيفة "أفتونبلاديت" المحلية أن ردود فعل المشردين كانت في كوبنهاغن مؤثرة، وتصل حدَّ الإجهاش بالبكاء واحتضاني على مرأى من عيون الناس.

ويبدو من المقص الذي يتلألأ مع الجلد على كراسي تصفيف الشعر الجديدة أنه سيؤدي مهمته على أكمل وجه.

واستطاع الحلاق العراقي الشاب تحقيق حلمه وسط مدينة مالمو، بافتتاح صالون حلاقة حديث.

وتعاطف زكي مع المشردين، الذين لا يحظون باهتمام المدينة البحرية، التي تعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا في حياة السويديين والمهاجرين على حد سواء، وإن اكتنفها غموض خلال الفترات الماضية بسبب ارتفاع معدل الجرائم، التي عادة ما تنتهي بالقتل أو تفجير واجهات المحال، في عمليات تصفها الشرطة السويدية بأنها تصفية حسابات مفتوحة بين عناصر الجريمة المنظمة المنتشرة في رحاب المدينة الكوزموبوليتانية.

ويقول الحلاق زكي إنه"يجب إظهار المزيد من مشاعر التعاطف مع هؤلاء المشردين الذين لا يحفل بهم أحد، وعيد الميلاد هو أكثر الأوقات خصوصية في حياة الناس هنا، وسواء أكنت متدينًا أم لا،  فأنت في جميع الأحوال ستكون مع أفراد عائلتك، أما المشردون فلا عائلات لهم، ولا مأوى، لذلك علينا أن ندعمهم بالملابس والغذاء، وأن نشعر بالرضا مع قصّة شعر مناسبة لكل واحد منهم".

وجاء "علي زكي" أساسًا من العراق، وعاش خلال فترة سابقة في كوبنهاغن، وهناك تدّرب كمصصف شعر، ثم أدار صالونه الخاص في مدينة مالمو مع مطلع العام الجاري.

ويصف زكي عمليات قصّ شعر المشردين المجانية بأنها مثل "بلسم الروح" وتقوّي في داخله احترام الذات عندما يشكره مشرد على الاعتناء به بعد أن فقد كليًا أيًا من مظاهر الاحتفاء والاحترام في المجتمع.

لقد بدأ العرض عمليًا، يوم الأحد الماضي، ولم يظهر أي من المشردين السويديين في الصالون، لكن زكي يقول:"لقد كتبت إعلانًا عبر صفحتي الشخصية على فيسبوك، وأريد الذهاب إليهم في أماكنهم لأبلغهم بالعرض أسوة بالمشردين الدنماركيين الذين تعاطيت معهم في أوقات سابقة".

ومنذ أن كتبت الصحيفة السويدية خبر العرض المغري الذي يقدمه الحلاق العراقي الشاب، تلقى العديد من ردود الفعل الإيجابية والتعليقات المشجعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول زكي في نهاية حديثه:"نريد أن يفهم الناس هنا أننا مهتمون بالاندماج في المجتمع والمساعدة علّه يمكن أن نسهم ولو بقسط صغير في أداء الواجب حتى نجعل الآخرين يشعرون بالراحة حين نلقاهم بالعناية المناسبة".

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

التالي