منوعات

لاجئ عراقي: المخيمات مقابر.. ولن ننسى غابات أوروبا

إرم نيوز
واجهتنا العديد من الصعوبات والمخاطر، شعرنا بالجوع والعطش.. كنا نأكل كل ما نراه في الغابات والمزارع.
يوسف، لاجئ عراقي

عانى لاجئ عراقي الويلات في غابات أوروبا منذ أن قرر الهجرة من بلده نحو ألمانيا، حيث تعرض لمخاطر محدقة بسبب ابتزاز المهربين وظروف الرحلة القاسية الناجمة عن نقص الطعام والعطش ورداءة الطقس.

وقرر يوسف (20 عاماً) الانقطاع عن دراسته ومغادرة مدينة الكوت العراقية باتجاه تركيا؛ بسبب الأوضاع الأمنية الهشة، حيث "كرهت الدراسة واخترت الرحيل"، حسب وصفه.

وروى يوسف لقناة black box على موقع "يوتيوب" تفاصيل رحلته الطويلة التي قضاها بين اليونان وألبانيا وصربيا وهنغاريا إلى أن نجح في الوصول إلى ألمانيا، وكانت مرحلة الغابات هي الأصعب والأخطر بالنسبة إليه، حيث كان شبح الموت والشرطة يلاحقانه على الدوام.

ويسرد يوسف: "اطلعت على طريق الهجرة عبر مجموعات تيليغرام، وقدمت فيزا إلى تركيا التي لا أعرف فيها أحدا، ولم أحمل معي غير ملابسي مع مبلغ صغير من المال".

ومع وصوله إلى تركيا، تواصل يوسف مع مهاجرين ومهرّبين، ووقع الاتفاق على الهجرة عن طريق البر انطلاقا من اليونان، وكانت الخطوة الأولى بنقله عن طريق سيارة المهرب إلى الحدود.

ويتحدث: بقينا في حدود اليونان 18 يوما.. واجهتنا العديد من الصعوبات والمخاطر، شعرنا بالجوع والعطش.. كنا نأكل كل ما نراه في الغابات والمزارع، ومشينا ساعات طويلة تحت المطر واضطررنا لعبور النهر". 

وعلق يوسف: "تشققت قدماي من آثار المشي بسبب طريق الغابات الوعر الذي كنا نسلكه في الظلام خوفا من الشرطة، كنا في منطقة كلها صخور وجبال".

ويلفت يوسف أن "المهاجرين الذين تعرف عليهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لا يقلون سوءًا عن المهربين، حيث وقع تضليلهم في مرات عديدة بشأن عبور الطريق الصحيح".

وتوجه يوسف نحو مدينة سالونيك عن طريق الحافلة ومنها إلى أثينا، حيث انضم إليهم لاجئون جدد وصار عددهم 16 شخصا، واتفقوا على العبور نحو ألبانيا.

ويشير إلى أن محاولة العبور الأولى باءت بالفشل حيث أمسكت بهم الشرطة الألبانية، لكن سرعان ما أطلقت سراحهم.

توجه يوسف عبر الحافلة نحو منطقة جبلية ومنها نحو تيرانا عاصمة ألبانيا، ومكث بعض الوقت للراحة في الفندق إلى أن طلب منهم المهرب المغادرة ليلا نحو بلغراد.

لن أعيد الكرة إذا ما عُرض عليّ خوض التجربة مرة أخرى.. شعرت بالندم خاصة حينما نمت لأيام في الغابات.
يوسف، لاجئ عراقي

ويشرح بالقول: "من بلغراد توجهنا إلى مدينة سومبور وبقينا قرابة 20 يوما، لكن رفضنا الذهاب إلى الكامب.. كان يصفه الجميع بمقبرة اللاجئين".

في تلك الأيام التي قضاها يوسف في صربيا لم تقبل المقاهي والمطاعم استقباله والمهاجرين الذين يرافقونه بسبب ملابسهم المتسخة، وقضوا تلك الفترة في منزل مهجور إلى أن وصلتهم مساعدات مالية من عائلاتهم تمكنوا على إثرها من شراء مستلزماتهم والعودة للتنسيق مع المهربين.

ويكشف يوسف كيف كان المهربون يراقبون اللاجئين، حيث يرفضون أن يقع تسريب نقاط التحميل إلى مهاجرين آخرين دون مقابل مالي، وكل من يقوم بذلك يتعمدون تغليطه والتخلي عنه.

وأدرك يوسف ورفاقه أنه كان حينها في طريق خاطئ، لذلك قرر تغييره والتواصل مع مهرب جديد الذي نشب معه خلاف وهددهم بحجز أموالهم، لكنه نجح في استعطافه ليتم حل الخلاف وينصحهم بمواصلة عبور طريق الغابات.

وزاد بالقول: "بعد أن قطعنا الغابات حملتنا سيارة المهرب نحو سلوفاكيا على حدود النمسا، ومنها نجحنا في الوصول عبر السيارة أيضا إلى ألمانيا".

وختم يوسف حديثه: "لن أعيد الكرة إذا ما عُرض عليّ خوض التجربة مرة أخرى.. شعرت بالندم خاصة حينما نمت لأيام في الغابات".

التالي