لاجئ سوداني: كنت أحلم برؤية اليابسة من قارب "متهالك"

لاجئ سوداني: كنت أحلم برؤية اليابسة من قارب "متهالك"

لم يكن لاجئ سوداني يحلم بأكثر من رؤية اليابسة وهو على قارب متهالك أثناء عبوره من ليبيا إلى السواحل الإيطالية في مغامرة خطرة عبر البحر دامت 3 أيام، وانتهت بالوصول إلى جزيرة لامبيدوسا، لتكون محطته الأولى قبل الانتقال إلى فرنسا ثم هولندا.

وقرر "ناصر" ترك بلاده السودان بسبب "سوء" الوضع من كافة الجوانب كما يقول، حيث أصبح "الشباب الفئة الأكثر تضررًا في ظل أفاق عمل المحدودة"، بحسب تعبيره.

لا أستطيع أن أصف شعوري في تلك اللحظات الصعبة، لقد فقدنا الأمل، لم يكن أمامنا غير الدعاء، كنا نتوقع الموت في أي اللحظة، والكثيرون منا شعروا بالندم لخوض هذه المغامرة.

ويروي ناصر لقناة" black box" على موقع "يوتيوب" تفاصيل رحلته التي خاضها بحرًا وسط أمواج عالية وبرد قاس منذ وصوله لمدينة الكفرة الليبية لحين رؤيته اليابسة، حيث انتابه بريق أمل بالنجاة وفرصة الحياة الجديدة نحو تحقيق حلمه بالوصول إلى هولندا.

ويقول ناصر، الذي ينتظر حاليًا مقابلة اللجوء في هولندا: "لم تكن لديّ رغبة في البداية في الهجرة، لكن شاءت الظروف أن أغادر السودان حيث لم تعد هناك إمكانية لمزيد التعايش مع الأوضاع".

ويكشف ناصر أن" نقطة الصفر في رحلته كانت دخوله ليبيا بمساعدة مهربين، حيث قطع الصحراء الحدودية عبر شاحنة".

ويتابع: "مكثت فترة في مدينة الكفرة الليبية، لكن لم يكن الوضع مطمئنًا فيها، ثم انتقلت إلى طرابلس، حيث كنت انتظر موعد انطلاق الرحلة إلى إيطاليا".

ويبين ناصر أنه اتفق مع مجموعة من المهاجرين البالغ عددهم قرابة 110 أشخاص وهم من جنسيات مختلفة للتنسيق مع مهربين والانطلاق من مدينة الزاوية ومنها إلى السواحل الإيطالية.

وانطلقت رحلة "ناصر" بعد منتصف الليل بعد أن سلّم المبلغ المالي المتفق عليه مع المهرب، وكانت ترافقهم في رحلة الهجرة عبر قارب متهالك امرأة وحيدة بصحبة طفلتها.

وأوضح: "وصلنا حينها إلى نقطة اللاعودة.. كان الظلام حالكًا، حتى أنني لم أنتبه للقارب الذي سينقلنا، ولم نكن نعلم أي معلومة عنه، كنا في مواجهة حقيقية مع المجهول".

أخبار ذات صلة
قصة لاجئ عراقي وصل "القارة العجوز" بعد 12 محاولة فاشلة

وانتاب "ناصر" شعور بالتفاؤل خلال ليلته الأولى في البحر مع انطلاق القارب المتهالك والمقسم إلى طابقين، لكن في اليوم الثاني من الرحلة خيّم الصمت على الجميع، بعد أن ساءت الأحوال الجوية واعترضتهم أمواج البحر العالية، وما زاد الوضع سواءً تعطل المحرك.

ويعلق ناصر: "لا أستطيع أن أصف شعوري في تلك اللحظات الصعبة، لقد فقدنا الأمل، لم يكن أمامنا غير الدعاء، وكنا نتوقع الموت في أي اللحظة والكثيرون منا شعروا بالندم لخوض هذه المغامرة".

ويستدرك: "لكنني مع ذلك تحملت، رغم أن التعب استبد بنا وبدأت قوانا تنهار".

وتمكن المحرك الثاني الاحتياطي من إنقاذ القارب بعد تشغيله رغم أن الموج العالي لم يدعم المركب، حيث كانت حركته بطيئة، وفي الليلة الثالثة قام ناصر والمجموعة التي ترافقه بالاتصال بفريق الإنقاذ الذي وجههم نحو الطريق الصحيح.

ويشرح ناصر: "اعترضتنا أيضًا دلافين، وشعرنا أنها فأل خير علينا، كما قدم لنا فريق الإنقاذ المياه والسترات، ونقلونا بعد وصولنا إلى الكامب".

وبقي ناصر 4 أيام في كامب في جزيرة لامبيدوزا مع جنسيات متعددة، ثم وقع توزيع المهاجرين لينتقل إلى مدينة ميلانو ومنها توجه إلى فرنسا عبر التهريب.

ويشير إلى أن وضع السودانيين صعب في باريس بسبب رفضهم منح اللجوء ليغير وجهته نحو هولندا، وهو حاليًا في مرحلة انتظار كسر بصمة دبلن.

وختم ناصر حديثه، قائلًا: "طريق البحر صعب جدًا، ولن أكرر هذه التجربة إذا سنحت لي فرصة ثانية". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com