"خيبة أمل مكتومة" في موسكو بعد نتائج الانتخابات البلغارية
"خيبة أمل مكتومة" في موسكو بعد نتائج الانتخابات البلغارية"خيبة أمل مكتومة" في موسكو بعد نتائج الانتخابات البلغارية

"خيبة أمل مكتومة" في موسكو بعد نتائج الانتخابات البلغارية

صمتت موسكو ولم يصدر عنها أي تعليق رسمي على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في بلغاريا التي أسفرت عن فوز حزب رئيس الحكومة البلغارية السابق بويكو بوريسوف المعروف بعدائه لموسكو.

وتناثرت التعليقات التي تكشف عما يمكن تسميتها "خيبة أمل مكتومة" تجاه هذه النتائج.

 وفشل الاشتراكيون، الذين ينادون بإحياء العلاقة مع موسكو والتقارب معها، في تحقيق الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة في بلغاريا.

ولم تتعد نسبة أصوات مؤيدي الاشتراكيين 27%، مقابل 33% لحزب "المواطنون مع التطور الأوروبي لبلغاريا" الذي يتزعمه بوريسوف.

ويقول مراقبون إن غالبية مواطني بلغاريا، رغم أنها لا تزال الدولة "الأكثر فقرًا" في أوروبا، تفضل التقارب مع الاتحاد الأوروبي على العودة إلى التعاون مع روسيا.

 ومن المتوقع أن يبحث بويكو بوريسوف الذي يكتنف الكثير من الغموض سيرته الذاتية ، عن سبيل للتقارب مع الكتلة الحزبية "الوطنيون المتحدون" التي فازت بنسبة 9% من الأصوات من أجل التعاون في تشكيل الحكومة في الفترة المقبلة التي سوف تؤول خلالها لبلغاريا رئاسة الاتحاد الأوروبي .

 وكانت كورنيليا نينوفا رئيسة الحزب الاشتراكي بادرت بتهنئة بوريسوف، في نفس الوقت الذي تؤكد فيه عدم انضمام الحزب إلى أي تحالف يرأسه وعادت نينوفا إلى إعلان تمسكها بالشعارات التي خاض الحزب تحتها الانتخابات الماضية، وتتركز حول التعاون مع موسكو في مجال مشروعات الطاقة في بلغاريا، وتنادي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة ضدها من جانب الاتحاد الأوروبي.

وكانت الانتخابات البرلمانية في بلغاريا أجريت في وقت سابق عن موعدها الدوري بعد فوز الجنرال رومين رادايف المعروف بمواقفه الموالية لموسكو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر من العام الماضي.

ويعزو مراقبون فوز الجنرال رادايف القائد السابق للقوات الجوية البلغارية، إلى سيرته النظيفة وعدم تورطه في أية قضايا فساد، وعدم ارتباطه بمجموعات "غير طيبة السيرة".

 وفيما كان المراقبون في موسكو يعلقون الكثير من الآمال على فوز الجنرال رادايف، جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في بلغاريا بما يبدد هذه الآمال، نظراً لمحدودية صلاحيات الرئيس وعدم امتلاكه لأية حقوق دستورية يمكن أن تؤثر على مسار الحياة السياسية والاقتصادية في بلد تقول بيانات منظمة "الشفافية الدولية" إنه الأكثر فسادًا في أوروبا، في نفس الوقت الذي يظل فيه الأقل تطورًا في القارة الأوروبية.

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن بلغاريا تواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية ولا سيما من جانب المواطنين الذين يتدفقون عليها عبر الحدود المشتركة مع تركيا.

وذكرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن بويكو بوريسوف رئيس حزب" المواطنون مع التطور الأوروبي"، الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يبلغ من العمر 57 عامًا وكان يعمل في جهاز الإطفاء افتتح شركته الخاصة لتأمين الحراسات، قبل أن يفوز حزبه في الانتخابات التي حملته لاحقًا إلى رئاسة الحكومة البلغارية في عام 2009 .

واضطر في عام 2013 الى الاستقالة من منصبه تحت وقع تصاعد الاحتجاجات والاضطرابات، ليعود مرة أخرى إلى ذات المنصب بعد فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية التالية.

ونقلت الصحيفة الروسية عن مراقبين في بلغاريا قولهم إن هناك ما يقرب من ثلث عدد الناخبين في بلغاريا يقفون دومًا الى جانب الميول المعادية لموسكو التي يتبناها بويكو بوريسوف.

ومع ذلك يتوقع مراقبون أن يواجه بوريسوف الكثير من الصعوبات على طريق مشاورات تشكيل حكومته الائتلافية، نظرًا لأن أصحاب الميول القريبة من موسكو من أعضاء "الحزب الاشتراكي"، و"حزب الإرادة"، وكذلك حزب "الوطنيون المتحدون"، أكثر عددًا من أنصار بوريسوف.

ويضعه ذلك أمام مصاعب جمة على هذا الطريق. ما قد يكون في صدارة المشاكل التي يمكن أن تواجه بوريسوف في الفترة القريبة المقبلة حسب تقدير بيتر اسكنديروف كبير باحثي "معهد الدراسات السلافية" التابع لأكاديمية العلوم البلغارية، الذي يتوقع ضمنًا، احتمالات عودة بلغاريا إلى انتخابات برلمانية جديدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com