رغم الخسائر المتلاحقة.. داعش يظهر تماسكه بهجمات دامية في العراق وسوريا
رغم الخسائر المتلاحقة.. داعش يظهر تماسكه بهجمات دامية في العراق وسوريارغم الخسائر المتلاحقة.. داعش يظهر تماسكه بهجمات دامية في العراق وسوريا

رغم الخسائر المتلاحقة.. داعش يظهر تماسكه بهجمات دامية في العراق وسوريا

يواصل تنظيم داعش توجيه ضربات قاسية في العراق وسوريا، رغم الخسائر التي لحقت به أخيرًا خصوصًا في مدينة الموصل، آخر معاقله الكبيرة شمال العراق.

وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الهجمات، صار تقدم قوات النخبة في الموصل يعقّد تزود التنظيم بالوقود، لكنه لا يزال يحتفظ بسيطرته على كامل الضفة الغربية.

وتجسد رد التنظيم بقوة شديدة في قلب العاصمة العراقية، التي ضربتها موجة جديدة من الهجمات الدامية، تسببت في مقتل العشرات خلال الأسبوع الماضي.

هجمات التنظيم لم تقتصر على العراق، إذ ضرب أيضًا في شمال سوريا، السبت الماضي، في هجوم بشاحنة مفخخة استهدف سوقًا في بلدة "غزاز" قرب حلب؛ ما تسبب بمقتل 48 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين.

وقرب دمشق، تواصلت الاشتباكات السبت الماضي في وادي بردى، وهي منطقة متمردة حيث توجد المصادر الرئيسة لمياه الشرب للعاصمة.

وفي ظل هذه الاشتبكات، تقول صحيفة "لودوفوار" الكندية إن "الهجوم القاتل، واستمرار المعارك بين قوات النظام والثوار يقوض الهدنة السارية في سوريا منذ الـ 30 من ديسمبر/ كانون الأول برعاية موسكو وأنقرة".

وفي أول مقابلة منذ استعادة حلب في الـ 22 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مع ثلاث وسائل إعلام فرنسية، قال الرئيس بشار الأسد إنه "لا يزال على طريق النصر"، مؤكدًا أن "الانتصار سيكون عندما نقضي على جميع الإرهابيين"، على حد تعبيره.

الانحدار نحو الأسفل

هذه الانتصارات الرمزية تكشف من جديد عن علامات ضعف داعش، الذي رغم ذلك من المستبعد أن يستسلم فورًا.

في هذا الشأن، يقول توماس جونو، أستاذ في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية في جامعة أوتاوا، إن "مسار التنظيم يسير نحو الأسفل بالتأكيد، لكن نهايته ليست قريبة".

وإذا كان التنظيم فقد فعلا الكثير من الأرض خلال العام الماضي، فإن توماس جونو يعتقد "أن تنظيم داعش أمامه خيار آخر، وهو إعادة تجميع صفوفه في سوريا، حيث يتعرض للضغط، لكن هذا الضغط أخف عليه مما كان عليه في العراق".

النظام السوري لا يزال غير قادر على التقدم نحو الشرق، على الرغم من بداية توحيد "سوريا مفيدة"، أي الجزء الغربي حيث يتركز السكان والاقتصاد.

ويضرب جونو مثالًا على ذلك باستعادة تدمر من قبل التنظيم في الـ 11 من ديسمبر، قائلا: "لقد سلمت القوات السورية بالكامل، ولذلك فالتنظيم ليس بحاجة إلى هجوم كبير لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر".

خطر أكبر

ويعتقد هذا المتخصص في الشرق الأوسط أنه على الصعيد الدولي يمكن أن يشكل التنظيم خطرا أكبر، قائلا "لقد وضع التنظيم هيكلا قادرا على التخطيط، وعلى تنفيذ هجمات في الخارج، مستثمرا هناك الوقت والمال".

وذكرت الصحف التركية أن مرتكب الهجوم الدامي الشهير في ليلة أعياد السنة الجديدة في ناد ليلي بإسطنبول، هو جهادي أوزبكي تابع لتنظيم داعش.

ويقول جونو إنه "لا حاجة لأن يكون الإرهابي عضوا رسميا في التنظيم لتأكيد أفكاره. إن مجموعة الدولة الإسلامية دولة صورية  تحتل الأراضي، حتى وإن كان أقل فأقل، لكنها أيضا فكرة تلهم الذئاب المنعزلة".

إعادة تشكيل

وفضلا عن الموصل هناك المعقل الآخر للتنظيم، مدينة الرقة، شمال سوريا. ويقول سامي عون إن "فسحة تحرك جماعة الدولة الإسلامية الوحيدة هناك هي معرفة من سيضرب مقرها".

وأوضح سامي عون، وهو مدير المرصد حول الشرق الأوسط في كلية راؤول داندوراند بكندا، أن "ائتلاف القوى الديمقراطية السورية التي تقترب من الرقة يقودها الأكراد السوريون، وهو ما يمثل مصدر إزعاج كبير لتركيا".

ويضيف أن "تركيا تضغط لكي لا يوسع الأكراد أراضيهم في المناطق العربية السنية، وعلى مقربة من الحدود". فالرقة يمكن  -أيضا- أن تتسبب فعليا في تجزئة الأراضي السورية على أسس طائفية وعرقية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com