نظريات المؤامرة تنتعش بعد الانقلاب الفاشل في تركيا
نظريات المؤامرة تنتعش بعد الانقلاب الفاشل في تركيانظريات المؤامرة تنتعش بعد الانقلاب الفاشل في تركيا

نظريات المؤامرة تنتعش بعد الانقلاب الفاشل في تركيا

يكثر الحديث في تركيا عن نظريات المؤامرة بشأن من ساعد في تدبير الانقلاب العسكري الفاشل الذي كاد أن يطيح بالرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تأتي الولايات المتحدة- وهي حليف مقرب بحلف شمال الأطلسي لكنها هدف تقليدي للاشتباه- على رأس القائمة.

وذكرت صحيفة تركية موالية للحكومة، أن الانقلاب الفاشل في تركيا مولته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وقام بتوجيهه جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي مستخدما خلية في أفغانستان. وقالت أخرى إن عملاء (سي.آي.إيه) استخدموا فندقا في جزيرة قبالة اسطنبول كمركز لإدارة المؤامرة.

وجاء في عنوان في صدر صحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة إلى جانب صورة للجنرال الأمريكي المتقاعد "جون إف. كامبل" آخر قائد للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والذي كان قبلها النائب الرابع والثلاثين لرئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي "الانقلاب أداره هذا الرجل."

وذكرت الصحيفة، أن الانقلاب الفاشل مولته (سي.آي.إيه) عن طريق "يونايتد بانك أوف أفريكا" النيجيري وأن جنرالين تركيين يعملان انطلاقا من أفغانستان اعتقلا في دبي أمس الثلاثاء، هما ضمن خلية المتآمرين التي يقودها كامبل.

ونفى البنك النيجيري اليوم، أي ضلوع له في المحاولة الانقلابية وقال إن هذه الاتهامات "كاذبة بوضوح". وأبلغ كامبل صحيفة وول ستريت جورنال أن المزاعم "مثيرة للسخرية تماما" ورفضت واشنطن المزاعم بضلوع الولايات المتحدة ووصفتها بالعبثة.

وينحي أردوغان باللائمة على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن في تدبير محاولة الانقلاب التي أودت بحياة أكثر من 240 شخصا بعد أن قاد جنود طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات. وطالب واشنطن بتسليمه.

ويتهم الرئيس التركي غولن ببناء "هيكل مواز" في القضاء والنظام التعليمي ووسائل الإعلام والجيش في محاولة للإطاحة به، وهو اتهام ينفيه رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما. وأظهر استطلاع للرأي نشر أمس الثلاثاء أن ثلثي الأتراك يعتقدون أن كولن وراء مؤامرة الانقلاب غير أن 3.8% فقط ينحون باللائمة على الولايات المتحدة.

تهديدات

وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إن أي دولة تقف إلى جانب كولن ستعتبر في حرب مع تركيا. وقال وزير العمل سليمان سويلو بعد يوم من محاولة الانقلاب، إن من الواضح أن "أمريكا وراءه" بيد أن المتحدث باسم أردوغان قال لاحقا إن الوزير تحدث "في خضم اللحظة"، فيما تؤكد واشنطن أنها لن تسلم كولن إلا بعد أن تقدم أنقرة أدلة تدينه.

وبالنسبة لأتباع أردوغان المتحمسين، فإن مثل هذه الممانعة على ما يبدو دليل آخر على التورط الأمريكي.

ونقلت وكالة رويترز عن أحمد ديميرجي - الذي كان ضمن عشرات الأشخاص الذين يتجمعون خارج قصر أردوغان ليلة بعد الأخرى منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو تموز- قوله، "أعرف أن الولايات المتحدة لها يد في هذا. أعرف أن هذه مسرحية من إعداد واشنطن وإسرائيل وبريطانيا.

مؤامرات

ويتذكر الأتراك الأكبر سنا الانقلابات السابقة. وكثير منهم يرون أدلة تثبت تأييد الولايات المتحدة لانقلاب عام 1980 في ذروة الحرب الباردة، مستشهدين بتقارير أفادت بأن مدير وحدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في أنقرة، أرسل برقية إلى واشنطن قال فيه "فعلها أولادنا."

ولا يزال الغموض يخيم على أول انقلاب في تركيا الحديثة عام 1960 الذي أطاح برئيس وزراء مؤيد للولايات المتحدة لكن قاده ضابط دربته واشنطن.

ونشرت إحدى الصحف، صورة لفندق وصفته بأنه كان وحدة تمركز عملاء في (سي.آي.إيه)، وقالت إنهم ساعدوا في تدبير مؤامرة الانقلاب هذا الشهر.

وكتبت صحيفة صباح المؤيدة للحكومة عنوانا يقول "كانت سي.آي.إيه تعمل في هذا الفندق تلك الليلة"، وتحته صورة لفندق "سبلندد" في جزيرة بويوكادا وهي الأكبر بين مجموعة جزر في بحر مرمرة قبالة اسطنبول.

وقالت الصحيفة، إن مجموعة مؤلفة من 17 شخصا أغلبهم أجانب دخلوا الفندق في يوم محاولة الانقلاب. وقالت إن الفندق استخدم كمقر للجيش البريطاني خلال احتلاله لإسطنبول عام 1919.

تعزيز السلطة

وكان من شأن نجاح الإطاحة بأردوغان، الذي يدير البلاد ذات الـ 80 مليون نسمة منذ عام 2003، دخول تركيا في دائرة من الصراعات.

ويقول محللون، إن القول بوقوع مؤامرة بعد المحاولة الانقلابية ساعد في تبرير حملة صارمة موسعة شملت تعليق عمل أو التحقيق مع أكثر من 60 ألف شخص بين جندي وشرطي وموظف ومسؤول بالحكومة.

ونقلت رويترز عن اندرو فينكل الصحفي والمحلل السياسي الذي يعيش في تركيا منذ عام 1989 قوله "هذا ساعده على تشديد قبضته. إنه ينفذ ما يقوم به بكفاءة ويعزز سلطته."

وألهبت نظريات المؤامرة الأزمات التركية على مدار عقود، وسط صراع بين الإسلاميين والعلمانيين على تشكيل البلاد مع اتهام الولايات المتحدة بأنها تؤجج النيران. وألقى أردوغان باللائمة على قوى أجنبية في إثارة احتجاجات مناهضة للحكومة بمختلف أنحاء تركيا قبل ثلاثة أعوام، وفي بعض الأحيان يكون العدو المتصور صغير الحجم.

وخلال الانتخابات المحلية الحاسمة في 2014 التي اعتبرها البعض استفتاء على حكم أردوغان، أعاق انقطاع الكهرباء عمليات الفرز. وقال وزير الطاقة التركي وقتها إن قطة دخلت وحدة محولات سببت انقطاع التيار ليواجه موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن "لوبي من القطط" يهدد الحكومة.

وفي 2013 قالت صحف محلية، إن السلطات أمسكت بطائر للاشتباه في تجسسه لإسرائيل لكنها حررته بعد إخضاعه لأشعة سينية أظهرت أنه لا يحمل أي معدات مراقبة.

ومع ذلك يأخذ الأتراك المؤامرات بجدية وتوفر التوترات الأخيرة مادة جديدة لها.

غولن هو السبب..

ويعيش غولن في مجمع منعزل بمنطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، لكن قلق أردوغان له ما يبرره فيما يخص مدى نفوذ الرجل داخل تركيا.

ففي عام 2013 فتحت الشرطة والقضاء تحقيقا في فساد بشركات مرتبطة بأردوغان الذي كان وقتها رئيسا للوزراء والذي انتقد التحقيقات باعتبارها مؤامرة أجنبية.

وقال أيهان أونكيبار أحد أنصار أردوغان وهو يقف خارج القصر الرئاسي "لماذا لا يسلمونه؟ لماذا يواصلون التلميح؟ إنه (غولن) يعيش هناك هل تشك في أن هذا دليل واضح؟ هذا هو الانطباع لدى الناس."

وأضاف "لماذا يعيش في الولايات المتحدة؟ هذه أدلة نلحظها."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com