تعز المحاصرة تُكرم (الحمار) الذي كسر الحصار عنها

سمع الجميع من قبل، عن فعاليات تقام لتكريم البشر لبعضهم البعض، وذلك لدورهم البارز في مجالاتهم المختلفة، لكن أن يتم تكريم "الحمار" لدورٍ قام به، لم يحدث ذلك من سابق، خصوصاً في الوطن العربي.

مدينة تعز اليمنية، كسرت تلك القاعدة، التي تبدو للوهلة الأولى أنها غريبة على المتابع اليمني والعربي، حيث قام أبناؤها أمس السبت، بتكريم رمزي (للحمار) وذلك لدوره الذي قدمه في كسر الحصار عن المدينة والمفروض عليها من قبل المليشيات الانقلابية، لما يقارب 8 أشهر، من خلال توصيل المعونات الغذائية والأدوية الطبية عبر الجبال الوعرة.

وجاء تكريم (الحمار)، على هامش معرض فني نظمته حملة (1000مشروع من أجل تعز)، والذي تضمن عرض العديد من اللوحات الفنية الكاريكاتورية والتشكيلية والمسرحية، التي تجسد معاناة المواطنين تحت الحصار لأكثر من ثمانية أشهر.

وفي الفعالية التي شهدت مشاركة الكثير من أبناء المدينة المحاصرة، اعتبروا أن الحمار يعد رمزاً للوفاء والإخلاص، واستطاع كسر الحصار الذي يفرضه عليهم بشر من بني جلدتهم.

وقال حسام الخرباش، صحفي من تعز "منذ قديم الأزل، يعد الحمار أحد أنواع الحيوانات المرافقة للإنسان، لخدمته وحمل الأعباء والمتاع عنه"، وتابع "وها هو اليوم يجسد أروع أنواع الخدمات التي يقدمها للإنسان، والتي يجب أن يخلدها التاريخ اليمني".

وأضاف الخرباش حديثه لـ"إرم نيوز"، "كون الحمار في تعز أصبح الوسيلة الوحيدة لدخول المساعدات إلى المدينة، بسبب حصار الانقلابيين، فقد قطع مسافات واسعة لتوصيل الأدوية والأغذية للناس". مشيرا إلى أن "الحمار أصبح صاحب الفضل في انقاذ حياة الالاف، فهو يستحق التكريم، وإن كان رمزياً، كونه تغلب على حقد الطرف المحاصر لتعز".

وبدوره، قال الناشط الإعلامي محمد الرمُيم، إن "أبناء تعز يكرمون الحمار لدوره الكبير في كسر الحصار عن المدينة، التي ترزح تحته منذُ ثمانية أشهر".

وقال أحد أبناء تعز المشاركين في الفعالية، "بالحمير هزمنا من يحاصرنا ويقتل أطفالنا ويمنع عنا الماء والغذاء والأكسجين، وسنبقى ندين بالجميل للحمير، التي رسمت لنفسها صورة لن تنساها تعز، بعكس صورة الخذلان التي وجدناها من منظمات كثيرة ومن أحزاب وقوى محلية وخارجية".

المعارك القتالية

 وعلى صعيد الجبهات القتالية التي تشهدها مدينة تعز وسط اليمن، فقد شهدت الليلة الماضية مواجهات عنيفة، ومعارك ضارية استطاعت من خلالها قوات الشرعية أن تحقق انتصارات متعددة، حيث كبدت الانقلابيين خسائر فادحة في الأرواح البشرية والعدة والعتاد العسكري.

وسيطر اللواء ٣٥، التابع للشرعية، على المجمع الحكومي بالاقروض "المقضى"، كما سيطر على حصن المخعف الذي كانت تتمركز به المليشيات، وتقدم نحو مركز مديرية المسراخ وأحكم سيطرته على الملعب الرياضي بالمسراخ، وقرية الرفيدة وقرى حوجلة، بالإضافة إلى تحرير مدرسة طارق بن زياد، وتحرير راس النقيل وقطع طرق امداد الانقلابيين بين الاقروض والمسراخ.

وقال مصدر رفيع بالجيش الوطني لـ"إرم نيوز"، إن الانتصارات في الجبهة الغربية مستمرة، ويعود الفضل في ذلك لقائد اللواء ٣٥ العميد ركن "عدنان الحمادي"، الذي يدير المعارك ويشارك بها إضافة لجنود اللواء البواسل ودعم التحالف العربي، لافتٱ إلى ان المقاومة في طريقها الى الدمنة والانتصارات لن تتوقف".

ومن جهة أخرى، شنّ المتمردون قصفاً مدفعياً، على قرية الشريف بمنطقة الضباب، أسفر عن مقتل طفل وإصابة امرأتان.