في ظل أزمة حليفتها قطر.. "حماس" تحاول تعزيز التقارب مع مصر
استقبلت القاهرة خلال الساعات الماضية، وفدًا من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، يحيى السنوار، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهامه، في محاولة من الحركة لاستئناف التواصل مع مصر بعد تقديم وثيقتها الجديدة وإعلان انفصالها عن جماعة "الإخوان المسلمين".
وعقد الوفد لقاءات مع قيادات جهاز المخابرات العامة المصرية، ومسؤولي الجهة التي تشرف على إدارة الملف الفلسطيني، لبحث عدة ملفات مهمة، في مقدمتها تخفيف حصار غزة وغلق المعابر.
وقال مصدر سيادي: إن الوفد نفى تورط الحركة في العديد من قضايا العنف التي تنسب إليها، وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية.
وأكد المصدر لـ "إرم نيوز"، أهمية الزيارة بالنسبة لحركة "حماس"، خاصة في ظل الأزمة التي تتعرض لها قطر، بعد أن قطعت مصر والإمارات والسعودية والبحرين ودول أخرى، علاقاتها الدبلوماسية معها.
وأوضح المتحدث باسم حركة "فتح"، أسامة خليل القواسمي، أن وفد حركة "حماس" يأتي اليوم إلى القاهرة لبحث سبل إعادة العلاقات مع مصر، خاصة بعد صدور وثيقة "حماس" الأخيرة التي انفصلت خلالها عن تنظيم جماعة "الإخوان" شكليًا وليس أيديولوجيًا، مؤكدًا أن الوثيقة كان هدفها الأول إرضاء مصر وإعادة التواصل معها في شكل يشبه المباحثات.
وأشار القواسمي إلى أنه من الناحية السياسية، فإن أهم مطالب حركة "حماس" من الحكومة المصرية، هو بحث سبل فتح معبر رفح لتسهيل حركة المواطنين، موضحًا أنه قرار يعود بالنفع على الحركة بالدرجة الأولى، على اعتبار أنها تواجه ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا.
ومن الناحية الأمنية، أوضح أن هناك عددًا من المنشقين عن حركة "حماس" جاءوا إلى سيناء للعمل مع الجماعات "الإرهابية"، وتم قتل بعضهم من قبل الجيش المصري، مؤكدًا أن حركة "حماس" ما زالت تحتفظ بعدد من "الإرهابيين" داخل الحركة، وهناك أسماء أمنية معينة تقدمها الحركة للمخابرات المصرية مباشرة.
وقال جمال الشوبكي، سفير فلسطين في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": إن مباحثات حركة "حماس" والحكومة المصرية غير واضحة المعالم وخاصة بعد تولي يحيى السنوار قيادة الحركة.
وأكد خبراء سياسيون، أن زيارة حماس تأتي في إطار التودد والتقرب لمصر، وإبداء حسن النية تجاهها، بعد الأزمات التي تعيشها حليفتها قطر خلال الفترة الحالية.
وقال اللواء طه السيد، المستشار في "أكاديمية ناصر العسكرية": إن الأحداث الجارية بشأن قطع عدة دول عربية علاقتها مع قطر، تتطلب إعادة توازن لحلفاء قطر الذين يستفيدون منها، مؤكدًا أن حركة "حماس" أحد المستفيدين من قطر، وأن زيارة وفد الحركة لبلاده، هي خطوة مسبقة، لكي تظهر النية الحسنة لمصر، مشيرًا إلى أن "حماس" تعلم جيدًا أن الأمور تتغير بشكل سيىء بالنسبة لها، ومن الممكن أن تزداد سوءًا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أنه "رغم النية الحسنة المؤقتة التي أظهرتها حركة حماس خلال زيارتها لمصر، إلا أن حماس لا تستطيع تغيير سياستها وفقًا لما تريد، وذلك لوجود جهات أخرى تدعمها ماليًا.
وقال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري: إن المعاملات بين مصر و"حماس" تندرج تحت بند المعاملات الأمنية فقط، مضيفًا أن هناك شبه قطيعة سياسية بين بلاده وحركة "حماس".
وأشار إلى أن الحركة أضرت بالأمن القومي العربي كثيرًا، وأن هناك حالة غضب شعبي من حماس في بلاده.
وأكد لـ "إرم نيوز"، أن الزيارة تأتي كمراوغة سياسية مع مصر في ظل ما تشهده حليفتها قطر من أزمات سياسية واقتصادية.
وأشار الدكتور أسامة شعث، خبير العلاقات الدولية، إلى أن زيارة وفد حركة "حماس" برئاسة يحيي السنوار إلى مصر في الوقت الحالي، تأتي في ظل العديد من المتغيرات إقليميًا وداخليًا على مستوى الحركة، وتكمن أهميتها بأن حركة "حماس" تمر بظروف انسداد في الأفق السياسي، فضلًا عن أزمتها الاقتصادية في قطاع غزة.
