عقب زيارة الناقورة.. هل بدأت بوادر أزمة جديدة في لبنان بين الحريري وحزب الله؟
عقب زيارة الناقورة.. هل بدأت بوادر أزمة جديدة في لبنان بين الحريري وحزب الله؟عقب زيارة الناقورة.. هل بدأت بوادر أزمة جديدة في لبنان بين الحريري وحزب الله؟

عقب زيارة الناقورة.. هل بدأت بوادر أزمة جديدة في لبنان بين الحريري وحزب الله؟

تفتح الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم الجمعة، لبلدة الناقورة الواقعة أقصى الجنوب اللبناني، على الحدود مع إسرائيل، المجال للحديث عن إشكالية مقبلة قد تخيم على المشهد السياسي اللبناني مجددًا.

وتأتي زيارة الحريري بعد يوم واحد من شن منظمة حزب الله حربًا دعائية جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، وقيامها باستعراض ما قالت إنه " قدراتها الاستخباراتية في مقابل تلك التي تمتلكها إسرائيل".

وتلفت التصريحات التي أطلقها الحريري خلال الزيارة، والتي تتناقلها وسائل الإعلام اللبنانية والإسرائيلية على السواء، الانتباه إلى طبيعة تلك الأزمة المحتملة، والتي تتعلق باستقرار العلاقة بين رئيس الوزراء اللبناني من جانب وبين مؤسسة الرئاسة اللبنانية ومنظمة حزب الله من جانب آخر.

انتقاد حزب الله

وانتقد الحريري بشدة سلوك حزب الله، قائلاً إن من يدافع عن لبنان "هو الجيش اللبناني، خارج أية فئوية أو مناطقية" مضيفًا: "نقوم بكل الجهود لتدريب وتسليح الجيش والقوى الأمنية ولا سلطة في لبنان تعلو على سلطة الدولة. إن الجيش يرابط على الحدود ويقوم بواجبه على أكمل وجه".

وتابع أن الدولة اللبنانية ملتزمة بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701، معلنًا رفضه لما قام به حزب الله على الحدود، وعبر عن ذلك بقوله: "نحن ملتزمون بالقرار 1701.. هناك خلافات سياسية في بعض الأمور ولكن الحكومة تتحمل المسؤولية وأدعو اللبنانيين إلى عدم تضخيم الأمور".

ومع أنه أشار إلى أن البيان الوزاري الذي تلاه ينال موافقة كل الفرقاء السياسيين، لكنه أضاف أن  حزب الله "لا يقنعني ببعض الأمور وأنا لا أقنعه ببعض الأمور إنما كحكومة وقوى سياسية نقوم بواجبنا".

حزب الله يستعرض قدراته

تأتي زيارة الحريري للناقورة والتي قامت وسائل إعلام ومراسلون كثر بتغطيتها، بعد يوم من قيام ضابط لحزب الله باصطحاب عدد كبير من المراسلين الصحفيين إلى الحدود مع دولة الاحتلال هناك، حيث قدم شرحًا مفصلاً عن مناطق انتشار الجيش الإسرائيلي، وخريطة انتشار أجهزة التجسس والرصد الإسرائيلية، وتفاصيل أخرى.

وظهر الضابط في منطق "علما الشعب" الواقعة في قضاء صور، وتحدث أمام الصحفيين والمراسلين عن انتشار قوات من وصفه بـ"العدو الصهيوني" والإجراءات الدفاعية التي اتخذها مؤخرًا. كما تحدث عن الوحدات الإسرائيلية المختصة بجمع معلومات استخباراتية وعن جهود تقوم بها إسرائيل لرصد ما يدور في الجانب الآخر من الحدود.

إسرائيل تقلل من حرب العقول

لكن مصدر عسكري إسرائيلي تحدث مع وسائل إعلام عبرية بالأمس، زعم أن حزب الله يحاول توجيه رسالة نفسية إلى الإسرائيليين فحسب، وقلل من المعلومات التي تحدث عنها الضابط التابع لحزب الله، وقال إنها مستقاة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، مع أنه أقر بأن ما يحدث يأتي في إطار "حرب عقول"، وأن خلاصة الرسالة التي أراد الحزب توصيلها هي أنه "يرى ويعرف كل ما يدور على الجانب الآخر من الحدود".

ولفت المصدر الإسرائيلي إلى أن  حزب الله لا يمتلك معلومات استخباراتية عن الجيش الإسرائيلي، مضيفًا: "حزب الله لا يعلم شيئًا مقارنة بإسرائيل التي تعلم أكثر 1000 مرة مما كانت تعلمه العام 2006"، في إشارة إلى حرب لبنان الثانية.

وتابع أن "حزب الله جمع المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية وكوّن صورة محددة، وأنه يستعين بمواقع الإنترنت ونشرات الأخبار الإسرائيلية التي تغطي تلك الساحة".

اتهامات للحريري

واتهمت إسرائيل رئيس الوزراء اللبناني في الأيام الأخيرة بالانضمام للمحور المعادي لها إلى جوار الرئيس ميشال عون، والذي تعده حليفًا استراتيجيا لحزب الله، وبدأت في الترويج لفكرة أن الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري جزء من هذا التحالف، والذي لا يستثنى منه أيضًا الجيش اللبناني بقيادة العميد الركن جوزيف عون.

ووضعت وسائل إعلام إسرائيلية الحريري ضمن قائمة من تصفهم بـ"أعداء إسرائيل في لبنان"، زاعمة أنه بدأ في اتباع خط عدائي، من خلال بناء صلات مع منظمة حزب الله الشيعية.

وركز الإعلام الإسرائيلي طوال الفترة الماضية على اتهام الرئيس ميشال عون بشأن طبيعة علاقاته بالأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

كما وجهت أصابع الاتهام لقائد الجيش اللبناني باتباع خط عدائي تجاه إسرائيل والتعاون مع المنظمة، ما يعني أنها أقحمت المؤسسة الرئاسية والجيش اللبناني بشكل نهائي في معادلة العداء بينها وبين حزب الله.

واعتمدت في ذلك على حوار أدلى به الحريري لقناة "فرانس 24" يوم الثاني من نيسان/ أبريل الجاري، كدليل على نزعة لبنانية متزايدة نحو التصعيد، مركزة على قوله إن إسرائيل تريد شن حرب جديدة ضد لبنان وليس ضد حزب الله، ونظرت إلى تصريحاته بشأن خروقات إسرائيل للمجال الجوي اللبناني بشكل يومي على أنها تصعيد من جانب الحكومة اللبنانية.

وزعم مراقبون بدولة الاحتلال، تحدث إليهم موقع "إن. آر. جي" العبري عقب هذا الحوار، أنه "على الرغم من عدم التوافق بين الحريري وبين حزب الله في قضايا أساسية، لكنه يرى أن الخلاف في الرؤى لن يمنعه من إدارة شؤون البلاد".

وألمحوا إلى أن هذه النقطة التي تنضم إلى تصريحات مسؤولين بالحكومة اللبنانية فضلاً عن الرئيس عون، تدل على أن حزب الله يشكل جزءًا من الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن المنظمة الشيعية وجميع المؤسسات في لبنان وجهان لعملة واحدة.

ولفت هؤلاء المراقبون إلى تصريحات عديدة أطلقها وزراء بالحكومة الإسرائيلية، من بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، والذي أشار مؤخرًا خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست، إلى تصريحات مسؤولين لبنانيين وصفها بـ"المعادية"، مركزًا على موقف الرئيس عون بشأن تحالفه مع حزب الله، ووصفه للجيش اللبناني بأنه "أصبح وحدة عسكرية تابعة للمنظمة الشيعية، وأن الرئيس اللبناني هو أحد أعوان نصر الله"، على حد زعمه.

وتفتح تصريحات الحريري التي أدلى بها اليوم من الناقورة المجال أمام احتمالات حدوث تراشق أو خلافات بين أطراف المعادلة اللبنانية، ولا سيما بين حزب الله وبين الحريري، حيث من المتوقع أن تشكل تلك التصريحات نواة لمرحلة جديدة من العلاقات المتردية حال لم يتم احتواؤها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com