كأس العالم في المغرب.. ختام مثالي لعام صناعة التاريخ
اختتمت المغرب عام صناعة التاريخ بطريقة مثالية حينما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن دول المغرب وإسبانيا والبرتغال ستنظم كأس العالم 2030 بملف مشترك.
وقبل الموعد المحدد بعام، تم إعلان الأمر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر رئيسه جياني إنفانتينو، حيث ستنظم المغرب المونديال أخيرًا بعد سنوات من العمل الجاد لاستضافته، في ملف مشترك مع البرتغال وإسبانيا وهي البطولة التي ستشهد حدثًا استثنائيًّا، حيث ستلعب أول ثلاث مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي للاحتفال بمئوية المونديال.
وأقيمت كأس العالم للمرة الأولى في 1930 في أوروغواي، ونجح أصحاب الأرض في حصد اللقب بالتغلب على الأرجنتين في النهائي.
عام صناعة التاريخ
كان العام الجاري استثنائيًّا دون شك لكرة القدم المغربية فاستحق هذه النهاية المثالية، حيث بدأ المنتخب المغرب الأول صناعة التاريخ بتحقيق المركز الرابع في كأس العالم قطر 2022 كأول منتخب عربي وأفريقي.
وبعدها بشهرين تقريبًا نظمت المغرب مونديال الأندية بأفضل شكل ممكن ليخرج فينيسوس جونيور مشيدًا بالتنظيم والاستضافة باللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وغرد فينيسوس :" شكرًا لك يا مغرب. لقد رأيت بالفعل شغفك في كأس العالم، لكن وجود هذا الحشد في مصلحتي كان شيئًا مميزًا للغاية. ريال مدريد نادٍ عالمي. نحن أفريقيا وآسيا وأوروبا... وأبطال العالم".
وتمتلك المغرب بنية تحتية رياضية مذهلة تم تطويرها على مدار سنوات في إطار الاهتمام بملف الرياضة في البلاد وبالتوازي مع المحاولات المستمرة لاستضافة المونديال منذ العام 1994.
والأمر هنا لا يتوقف عند الملاعب التي تستضيف المباريات والتي ظهرت في كبرى الأحداث الرياضية بمستوى عالمي، لكن أيضًا ملاعب التدريب وأجهزة الاستشفاء وكل ما يحتاجه اللاعب والمدرب حتى الوصول إلى الـ90 دقيقة التي تنقل عبر الشاشات.
ودشنت المغرب العام 2019 مركز محمد السادس الرياضي وهو مجمع كروي في ضواحي العاصمة الرباط قرب مدينة سلا والقنيطرة بغابة المعمورة، على مساحة 29 هكتارًا (290000 متر).
ويتكون المجمع من 4 ملاعب من العشب الطبيعي، و3 من العشب الصناعي، وملعب ذي أرضية هجينة، وملعب مغطى، إضافة إلى مجمع لكرة قدم الصالات.
وتضاف إلى ذلك منشآت رياضية، مثل، حمام سباحة أولمبي وملعبي تنس وملعب لكرة القدم الشاطئية ومركز طبي رياضي يحوي كافة التخصصات، وفقًا لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
بالمثل، يضم المجمع منطقة سكنية لإقامة الرياضيين وقاعة مؤتمرات تضم 221 مقعدًا وقاعات لتناول الطعام والترفيه.
وقال ساديو ماني نجم منتخب السنغال عن مجمع محمد السادس:" زرت العديد من البلدان، إلا أنه نادرًا ما توقفت عند مجمع رياضي بمثل هذه المواصفات".
منتخب السيدات
لم تتوقف نجاحات الكرة المغربية عند الرجال، حيث نجح منتخب السيدات في كتابة التاريخ خلال مشاركته الأولى في كأس العالم التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلاندا، بعد حجزه لمقعد في ثمن نهائي البطولة.
المنتخب الأولمبي
تأهل منتخب المغرب الأولمبي إلى أولمبياد باريس عام 2024 من خلال البطولة التي نظمها على أرضه ووسط جماهيره، ولم يكتف أسود أطلس بالتأهل للأولمبياد بل حققوا اللقب على حساب منتخب مصر في المباراة النهائية.
تصنيف الفيفا
يحتل منتخب المغرب المركز الأول عربيًّا وأفريقيًّا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتواجده في المركز الثالث عشر.
وحافظ منتخب المغرب على تطوره بعد مونديال العالم في قطر ليستمر في تقديم مستويات كبيرة أهلته للتقدم في التصنيف الذي أصبح مهمًّا للغاية خلال السنوات الأخيرة.
نجوم كبار
يمتلك منتخب المغرب نخبة من ألمع نجوم كرة القدم في العالم حاليًا مثل عبدالصمد الزلزولي ونصير مزراوي وأشرف حكيمي ويوسف النصيري وياسين بونو، لكن العمل لم يتوقف هنا حيث أشارت تقارير صحفية إسبانية إلى أن إبراهيم دياز نجم ريال مدريد بات قريبًا من تمثيل منتخب المغرب ضمن خطة الاتحاد المغربي لكرة القدم لإعداد منتخب قوي ينافس على مونديال 2030.
أمم أفريقيا 2025
وقبل أيام تم إعلان المغرب مستضيفًا لكأس الأمم الأفريقية 2025 لتبدأ قصة نجاح جديدة بحثًا عن اللقب الأفريقي الذي يبحث عنه منتخب المغرب منذ سنوات بالتوازي مع نجاحه العالمي.
ولن تجد المغرب صعوبة في تنظيم أمم أفريقيا حتى بوجود 32 منتخبًا حيث تمتلك المنشآت الرياضية الكافية للحدث الأفريقي الأضخم.
ملاعب كبيرة
ويعتزم المغرب إعداد ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بسعة 64,140 ألف متفرج، والملعب الكبير لطنجة بسعة 65 ألف متفرج، وملعب فاس الذي يتسع لـ 35.455 متفرجًا، وملعب أكادير (14.144 متفرجًّا) وملعب مراكش (41.245 متفرجًّا).
كما يعوّل على بناء ملعب الدار البيضاء الكبير، الذي سيتسع لـ 93 ألف متفرج ومن المتوقع أن يكون جاهزًا بحلول عام 2025 أي قبل المونديال بخمس سنوات.
ويمتلك المغرب فعليًّا بنية تحتية رياضية أهلته لاستضافة بطولات كبرى عالميًّا، مثل كأس العالم للأندية التي حضرت إلى البلاد 3 مرات، وأهلته برفقة إسبانيا والبرتغال لتلبية شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم فيما يخص الملاعب والبنية التحتية.
