سبب فني وراء تألق فيرمينو مجددًا

فاز الأهلي بأربعة أهداف دون رد على نظيره الطائي في المباراة التي جمعت الفريقين، مساء السبت، ضمن مباريات الجولة الـ21 من الدوري السعودي للمحترفين.

المباراة شهدت تألقًا كبيرًا للبرازيلي روبرتو فيرمينو، الذي سجل ثنائية قلب بها النتيجة قبل أن يقتل المباراة بصناعة هدف آخر ليصل إلى مساهمته الخامسة في ظرف 3 مباريات فقط.

صدمة بداية الموسم

في مطلع الموسم الجاري وخلال أول مباراة رسمية له في صفوف الأهلي قدم فيرمينو مستويات مذهلة أمام الحزم وسجل ثلاثة أهداف في افتتاح مواجهات "الراقي" في الدوري السعودي، بعد أيام قليلة من تسجيله ثنائية في ودية أمام الشمال.

تلك البداية منحت جماهير الأهلي أملًا قويًّا أن فيرمينو قد جاء للدوري السعودي ليخطف لمعان كريستيانو رونالدو، ويقدم للأهلي ما لم يقدمه كل المهاجمين في المواسم السابقة.

لكن كانت الصدمة كبيرة للغاية عندما تراجع مستوى فيرمينو في اللقاءات التالية، حيث غاب عن التهديف تمامًا حتى مطلع شهر فبراير الجاري، عندما عاد عن طريق هدف في مباراة ودية أمام النصر الإماراتي.

مخاوف من تكرار الماضي

ذلك الهدف أمام النصر الإماراتي كان هو بداية طريق عودة فيرمينو للشباك، حيث سجل لاحقًا من ركلة جزاء أمام الأخدود ثم سجل ثنائية وصنع هدفًا في مباراة الطائي.

تلك الدفعة الكبيرة تعيد لجماهير "الراقي" ذكريات محبطة للغاية وقعت في بداية الموسم، تحدثنا عنها سابقًا، حيث بدأ فيرمينو بشكل رائع ثم قدم مستويات أقل بكثير من المتوقع.

من حق تلك الجماهير أن تتحسس سلاحها وأن تخشى من تكرار سيناريو بداية الموسم، وإن كان الأمر بعيدًا كل البعد هذه المرة للسبب الذي سنتحدث عنه.

سر تراجع فيرمينو وعودته للتألق

قبل أيام أصيب اللاعب الإسباني غابري فيغا ومن المتوقع غيابه لمدة نحو 8 أسابيع وقد تصل إلى 10، تلك الإصابة أفسحت مجالًا لفيرمينو ليقدم مستويات أفضل مؤخرًا.

النجم البرازيلي عانى منذ قدوم فيغا، حيث تغيرت طريقة اللعب من 4-4-1-1 إلى 4-1-4-1 للاستفادة من إمكانات الإسباني الشاب في وسط الملعب، لكن الأمور لم تسر كما يرام بالنسبة للأهلي، فعاد الفريق لمحاولة طريقة 4-3-3 للاستفادة من وجود فيرمينو وفيغا معًا، لكن كل ذلك لم يكن جيدًا بالنسبة للبرازيلي الذي وجد نفسه في مكان لا يحبذ الوجود فيه، وهو رأس الحربة الصريح.

لاحقًا وعقب تراجع فيرمينو بشكل واضح وتدهور نتائج الأهلي معه، لم يجد المدير الفني حلًّا سوى في إخراج البرازيلي من التشكيلة الأساسية لصالح وضع فيغا في مركز متقدم خلف رأس حربة وحيد هو فراس البريكان كصانع ألعاب ورقم 10 وأعاد طريقة 4-4-1-1.

نجح فيغا ومعه البريكان ولم يتضرر إلا فيرمينو الذي بدأ يحصل على دقائق أقل وفي مركز لا يحبه، وبالتبعية اختفت مساهماته التهديفية، حتى غاب الإسباني الشاب مؤخرًا للإصابة فأعاد المدرب اللاعب البرازيلي في مركزه المفضل، ورأينا ما رأيناه منه.

تحذير واجب

الآن يغيب فيغا لمدة قد تصل إلى شهرين ونصف الشهر، وعودته في نهاية الموسم حتى قد تكون محل شك، فاللاعب حتى لو عاد في موعده سيأخذ وقته قبل أن يعود للمباريات بنفس المستوى الذي غاب فيه للإصابة.

الغياب لتلك الفترة سيسمح لفيرمينو أن يقدم مستويات طيبة حتى نهاية الموسم، وهو ما قد يعيد الحسابات فيما يتعلق باستمراره أو رحيله، وقد يؤثر على القرار النهائي في ذلك الشأن.

لكن لا يجب أن ننسى في نهاية المطاف أن تألق فيرمينو مشروط بغياب فيغا صاحب الـ21 عامًا، وأنه بحلول الموسم الجديد وبعودة الإسباني للعب أساسيًّا سيكون عمر فيرمينو 33 عامًا، وستكون المقارنة مع لاعب سيلتا فيغو السابق خاسرة بكل المقاييس بالنسبة له.