الدوري المصري ينطلق اليوم بين صراع أبدي ونقطة انطلاق محمد صلاح
تنطلق اليوم الاثنين النسخة رقم 63 من منافسات الدوري المصري لكرة القدم بمشاركة 18 فريقاً من بينها 3 وجوه جديدة تظهر للمرة الأولى، وهي فاركو وفيوتشر إف سي والشرقية للدخان (إيسترن كومباني).
ومع انطلاق الدوري المصري يبقى طموح اللاعبين حائراً بين الانشغال بصراع أبدي يدور بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، أدى لارتفاع الرواتب وأسعار اللاعبين بشكل لافت، وبين الرحيل إلى أوروبا والسير على نهج النجم الموهوب محمد صلاح الذي تحول إلى أسطورة في صفوف ليفربول الإنجليزي.
وتناقش "إرم نيوز" في التقرير التالي المعادلة الصعبة في الدوري المصري بين صراع المال والمنافسة على اللقب بين الأهلي والزمالك، وبين حلم الرحيل إلى أوروبا بعد تجربة محمد صلاح:
ارتفاع أسعار اللاعبين
وصلت أسعار لاعبي الدوري المصري إلى أرقام ضخمة، سواء في قيمة الانتقالات أو على صعيد الرواتب السنوية للاعبين.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، المتخصص في انتقالات اللاعبين، فإن القيمة التسويقية للدوري المصري إجمالاً تصل إلى 146 مليونا و630 ألف يورو، ما يتخطى 2 مليار و600 مليون جنيه مصري.
وأبرم الأهلي، أعلى أندية الدوري المصري في القيمة التسويقية، صفقة بيرسي تاو، نجم منتخب جنوب أفريقيا، من برايتون الإنجليزي مباشرة، وتكلفت بحسب المصادر في القلعة الحمراء مبلغ 1.8 مليون يورو، وهي أغلى الصفقات، كما أن بيراميدز تعاقد مع المغربي وليد الكرتي، نجم وسط الوداد البيضاوي، بقيمة تصل إلى 1.7 مليون دولار.
ووصلت رواتب لاعبي الدوري المصري السنوية إلى ما يقرب من 1.2 مليون دولار لبعض اللاعبين في الأهلي والزمالك، وهو مبلغ مميز بالمقارنة بما يتم إنفاقه من رواتب في دوريات أوروبية.
ويشير تقرير نشره موقع "salary sport" إلى أن هناك لاعبين في الدوري الإيطالي لا يتقاضون رواتب سنوية بهذه القيمة على سبيل المثال في أندية عديدة مثل سامبدوريا وتورينو.
ويبقى أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار اللاعبين الصراع الأبدي بين الأهلي والزمالك تحديداً على التتويج بلقب الدوري، فالأهلي الأكثر سيطرة على اللقب برصيد 42 مرة مقابل 13 مرة للزمالك، ولكن كلا الفريقين ينفق سنوياً مبالغ طائلة من أجل استقدام لاعبين جدد.
وتحول سوق الانتقالات إلى بطولة في حد ذاتها بين القطبين لدرجة أن هناك لاعبين تسابق عليهم الفريقان ولم يقدما أي شيء يذكر رغم الصراعات، ومن بينهم أحمد الشيخ ورامي سعيد وسعيد عبد العزيز وغيرهم من الأسماء التي تورطت في التوقيع للناديين.
ويرى الدكتور طه إسماعيل، المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن أسعار لاعبي الدوري المصري لا تعبر بأي حال عن مستوى البطولة.
وقال إسماعيل: "بالطبع، منافسة الأهلي ضد الزمالك تجعل شراء بعض اللاعبين يتم بمبالغ أكبر بكثير مما يستحقونها، بجانب عدم التخطيط لبعض الصفقات والتفريط في عناصر من أبناء النادي لدرجة أن مساهمات قطاع الناشئين في الناديين باتت محدودة".
https://youtu.be/suIOSWWd4JE
قدرات مالية
ولن يكون خيار اللعب للأهلي أو الزمالك وحده الطريق إلى جني الأموال في الدوري المصري مع ظهور أندية ذات قدرات مالية فائقة على رأسها بيراميدز المملوك لرجل الأعمال الإماراتي سالم الشامسي ونادي فيوتشر إف سي المملوك لشركة استثمارية يرأسها المهندس وليد ذكي وأيضاً نادي فاركو المملوك لإحدى شركات الأدوية الكبرى.
ومن ضمن الأندية ذات القدرات المالية أيضاً سيراميكا كليوباترا والبنك الأهلي لدرجة أن بعض الأندية التي تمثل شركات أخرى باتت أقل بكثير في إنفاقها بسوق الدوري المصري مثل إنبي والمقاولون العرب.
وقال أسامة خليل، نجم الإسماعيلي الأسبق، لـ"إرم نيوز"، إن اللاعب المصري لن يجد أي حافز للخروج إلى أوروبا لأنه ببساطة يستطيع الحصول على راتب سنوي مقارب في مصر وسط أهله وتتم معاملته كنجم ودون إرهاق نفسه بتدريبات شاقة وعمل احترافي.
وأضاف: "العيب في رأيي ليس على منظومة الأندية التي تملك قدرات مالية فقط ولكن يجب دعم الأندية الأخرى الجماهيرية من جهة لتستطيع إنقاذ نفسها بجانب وضع حد معين للانتقالات".
