كيف تفوز قطر بذهبية اليد بثلاثة مواطنين فقط؟
كيف تفوز قطر بذهبية اليد بثلاثة مواطنين فقط؟كيف تفوز قطر بذهبية اليد بثلاثة مواطنين فقط؟

كيف تفوز قطر بذهبية اليد بثلاثة مواطنين فقط؟

عندما يبدأ مشوار منتخب قطر في منافسات كرة اليد في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية أمام كرواتيا، اليوم الأحد، سيكون الفريق مطالبا بالحصول على ميدالية بعد احتلاله المركز الثاني في بطولة العالم الأخيرة التي استضافتها الدوحة العام الماضي.

وكان المنتخب القطري (العنابي) أبهر الجميع خلال مسيرته الرائعة في بطولة العالم التي استضافتها بلاده العام الماضي، حيث شق طريقه ببراعة حتى المباراة النهائية، التي خسرها أمام فرنسا ليحرز المركز الثاني في واحدة من كبرى المفاجآت على مدار تاريخ البطولة.

ورغم ابتعاد قطر عن ريو دي جانيرو بمسافة تتجاوز 7 آلاف ميل وعدد سكانها أقل من سكان مدينة مانشستر الإنجليزية، إلا أن العنابي يأمل في الفوز بميدالية اعتمادا على خمسة لاعبين من دول البلقان واثنين سوريين وواحد من كوبا، فضلا عن إسباني وفرنسي ومصري.

تاريخ حديث

رغم أن منتخب قطر لكرة القدم يحتل التصنيف 108 على العالم إلا أن فريقها لليد بين 13 منتخبا يتنافسون في ريو، وستبدأ مشوارها أمام كرواتيا ومرشحة للفوز بميدالية بسبب تخطيطها الواعي المعتمد على تجنيس اللاعبين المميزين.

بدأت قطر بعناية فائقة في ضم نخبة اللاعبين في العالم مقابل دفع أموال باهظة لهم ومنحهم امتيازات كبيرة، إذ ضمت برتراند رويني الفائز مع فرنسا ببطولة العالم 2011 والصربي دانييل ساريك، خامس أفضل حارس مرمى في العالم، وزاركو ماركوفيتش من الجبل الأسود هداف بطولة العالم الأخيرة ومفتاح فوز قطر بالفضية الأولى لأول فريق غير أوروبي في بطولة العالم.

وهذا التجنيس أثار الجدل في العالم أجمع حتى البعيد عن كرة اليد فالفريق البولندي صفق بسخرية للفريق القطري، كما أن حارس مرمى النمسا، قال: "إنهم واجهوا منتخب العالم"، حتى السويسري جوزيف سيب بلاتر، الرئيس السابق للفيفا، وصف الأمر بالعبث.

وقال كريستر أهيل، الحكم الدولي السابق لصحيفة "تليغراف"البريطانية: "قطر صنعت فريقا وهميا.. لقد وضعوا لاعبين مع بعضهم البعض دون أن يكون بينهم اتصال واضح وتام، ويطردونهم حينما يفشلون في تحقيق ما تم تجنيسهم من أجله سواء ذلك كان ميدالية أو بطولة".

أسباب التجنيس

مع أقل من 300 ألف مواطن قطري فقط باتت قطر يائسة من النجاح على الصعيد الرياضي واستغلت ثغرة في قواعد كرة اليد الدولية تسمح لأي لاعب لم يشارك مع منتخب بلاده لثلاث سنوات متتالية الانضمام إلى أي بلد يريد فيما يُعرف بالتجنيس.

فعلى سبيل المثال يتقاضى اللاعب المجنس في قطر راتبًا سنويًا لا يقل عن مليون يورو، بينما نجد لاعبي المنتخب السويدي لا يحصلون على أي مقابل نظير الدفاع عن ألوان منتخب بلادهم.

وأضاف أهيل: "لتغيير جنسيتك يجب أن تحصل على مقابل مادي كبير.. فمعظم اللاعبين لديهم وظائف أخرى يكتسبون منها عيشهم وحينما يتلقون عرضا مغريا من قطر لا يمكن أن يرفضوا هذه الفرصة.. فمثلا حينما تكون لاعبا في إحدى الدول الفقيرة ولم تتأهل لأي بطولة أو تشارك مع منتخب منذ فترة فيجب عليك، أن تستغل هذه الفرصة المغرية التي لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر".

وأردف: "العنصر البارز، هوأن القطريين يدفعون بسخاء للاعبين المرشحين لميدالية ذهبية لكن هناك دعما وتدريبا متواصلا وإذا كنت لم يسبق لك الفوز بميدالية أولمبية من قبل، فلك فرصة للمشاركة في ريو والسفر وهذه فرصة العمر".

مارتن ستروبل، البالغ 30 عاما، لعب لألمانيا لأكثر من عقد من الزمان، في لعبة تقام نهائياتها كل أربع سنوات ولا تحظى بشعبية كبيرة مقارنة بكرة القدم وبالطبع يسعى لتعزيز حياته المهنية، وفي هذا الشأن قال: "أعتقد أن الجميع يتحدث عن حجم الأموال التي يحصل عليها اللاعبون.. فمن حقنا أن نفعل ذلك لأنفسنا وأسرتنا وحياتنا المهنية".

دعم حسن مصطفى للدول الصغيرة

رغم الشبهات والاتهامات الأوروبية التي تحوم حول المصري حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي، ودوره في دعم الدور الصغيرة إلا أن هذه الدول، سعيدة للغاية بدعمه لها سواء المادي أو المعنوي.

وينتقد الأوروبيون تغاضي مصطفى عن سياسة التجنيس القطرية، حيث إنهم يرون، أن القارة العجوز هي مهد كرة اليد ويرفضون تمددها في باقي قارات العالم.

وتحت هذه الضغوط زاد الاتحاد الدولي من قواعد التجنيس وجعلها أكثر صعوبة حيث يمكن للاعب أن يتحول إلى اللعب لبلد آخر مرة واحدة فقط خلال مسيرته، على أن يقيم في هذا البلد لمدة عامين متواصلين أو أن يكون له أبناء أو جدود من البلد الجديد.

ومع ذلك لا يوجد أدنى شك عن وجود استياء عالمي في كرة اليد من ارتفاع شأن قطر في اللعبة وزيادة مكانتها، حيث انتقد الكثيرون ذلك واعتبره "ظلما واضحا" متهمين قواعد الاتحاد الدولي في السماح لقطر بالتجنيس بسهولة رغم أن ذلك يتم في إطار قانوني تام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com