إعلام عبري: صفارات إنذار في كريات شمونة وبلدات عدة قرب الحدود مع لبنان
بدأت جماهير عراقية وسعودية، بمساندة منتخبيها قبل مباراتهما في تصفيات كأس العالم المقبلة بأيام، عبر سيل من التدوينات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الساعات القليلة قبل بدء المباراة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، شهدت حضور إيران على خط المواجهة بين جمهور الفريقين.
فبينما ينشغل مشجعون سعوديون وعراقيون بتدوين التعليقات المحفزة لمنتخبيهم قبيل المباراة، بدأت تبرز تدوينات أخرى يرى أصحابها في المباراة أكبر من لعبة كرة قدم، ليصلوا في نهاية الأمر إلى اعتبار المباراة أشبه بحرب بين السعودية وإيران وليس العراق.
وتقوم تلك الحرب على افترض يقول بأن المنتخب العراقي سيقاتل لأجل الفوز، لا لكسب نقاط المباراة، بل للرد على السعودية رياضياً بالنيابة عن إيران التي تهيمن على حكومة العراق وتقود ميليشياته المسلحة.
وبدا العراق في تلك الحرب، إيرانياً أكثر من كونه بلداً عربياً تبذل السعودية جهوداً كبيرة لاستعادته إلى محيطه العربي من سيطرة طهران عليه سياسياً واقتصادياً وحتى رياضياً كما يبدو.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح بسهولة تداول التدوينات بين ملايين الحسابات بزمن قصير في تأجيج حرب التشجيع تلك، رغم وجودها بوتيرة محدودة في الأيام الماضية، عندما انتشرت فيها صور وتعليقات عنصرية وطائفية تطالب بالفوز بأي ثمن لأنه امتداد لحرب عسكرية مفترضة.
وفرضت الأحداث السياسية نفسها على المباراة بالفعل، إذا رفض المنتخب السعودي اللعب في إيران التي اختارها العراق أولاً كبلد محايد، نتيجة قطع العلاقات السعودية الإيرانية بوقت سابق، ويطالب العراق بأن تكون مباراة الإياب في ماليزيا أيضاً وليس في الرياض.
وفي صورة متداولة عن المباراة، وضع أحدهم علم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مقابل علم الحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران، وكتب آخر معلقاً على هدف قديم للاعب العراقي يونس محمود في مرمى السعودية قائلاً، "الهدف الذي سجله اللاعب يونس محمود في مرمى الوهابية لن ينساه التأريخ، نحن أهل العراق، لبيك ياحسين".
ورد مشجعون سعوديون استفزتهم تدوينات مشجعين عراقيين حول المباراة بالطريقة ذاتها، ما جعل ساحة التشجيع الافتراضية ملتهبة، وكتب رئيس تحرير صحيفة "عين اليوم" السعودية، ثامر الحميد، معلقاً "فوز الأخضر السعودي غداً .. انتصار لكل العرب".
وقال الإعلامي الرياضي السعودي البارز، بتال القوس، "في مباراة العراق والسعودية المرتقبة، تعنينا كثيرا الجملة الأخيرة في حسم النزال، إذ يخرج بعض المتابعين للقاء عن حدود العشب الأخضر، ويرونه أكبر من مباراة كرة قدم فقط، رابطينه بأحداث سياسية واقتصادية ومذهبية، وهذا أمر يمكن تفهمه مع ما تفوح به المتغيرات من حولنا وتأثر في كل شؤون حياتنا، هل لدى أصحاب هذا الاتجاه الحق في ذلك؟".
وأضاف القوس في مقال نشرته صحيفة "الاقتصادية" المحلية الاثنين، "السؤال منطقي، والإجابة المثالية في ظني: لا يهم، نعم لا يهم هل لديهم الحق أم لا؟ فالرأي موجود ومتداول بغض النظر عن صوابه من خطئه، والتعامل يقينا مع وجوده أفضل من إضاعة الوقت في البحث عن صحته من عدمها، ولذلك على لاعبي الفريق السعودي الذين لا يعرفون ذلك أن يعرفوا، ويتأكدوا أن البعض يرى في المباراة المقبلة أكثر من كرة قدم، وأنهم قد يواجهون مقاتلين في الملعب مسلحين بروح عجيبة قبل الفنيات الرياضية".
وتبقى كل التوقعات قائمة في المباراة الحقيقية على أرض الملعب، معتمدة على عوامل فنية ونفسية للاعبين، قد تؤثر عليها بالفعل حرب التشجيع تلك، رغم أن المباراة بين منتخبين عربيين، حضرت إيران بينهما في الرياضة أيضاً.