الحقيقة وراء "البوكسينج داي"

ينفرد الدوري الإنجليزي الممتاز بميزة لا توجد في كل مسابقات الدوري بالعالم، خاصة أوروبا، التي تتوقف خلال فترة أعياد الميلاد "الكريسماس"، وكذلك خلال الشتاء حيث برودة الطقس الشديدة التي قد تتحول إلى ثلوج تكسو كافة الملاعب.

متعة جماهيرية

لكن في إنجلترا يتعامل القائمون على كرة القدم هناك مع اللعبة على أنها متعة جماهيرية لا يمكن أن تتوقف خلال الأعياد، فالكرة مصدر سعادة للشعوب فكيف تتوقف السعادة خلال الأعياد؟!.

إذ باتت مباريات الدوري الممتاز أحد مظاهر أعياد الميلاد في إنجلترا التي لا تختلف كثيرا عن تزيين شجرة عيد الميلاد أو سانتا كلوز أو تقديم الهدايا.

و"البوكسينج داي" يأتي دائما في اليوم التالي لعيد الميلاد وتقام خلاله مباريات المرحلة بالكامل دون تأجيل أي مباراة إلى يوم آخر مثلما يحدث في المراحل العادية.

"البوكسينج داي" لا يعني أنه يوما واحدا، حيث تقام خلال أسبوع الأعياد 3 مباريات لكل فريق بدلا من مباراة واحدة كما هو متبع في الأيام العادية.

أصل الاسم

يُطلق على هذا اليوم أو هذا الأسبوع على وجه العموم اسم Boxing Day.. وكلمة بوكس تشير إلى كلمة "صندوق" بالعربية وهو الصندوق الذي تقدم فيه هدايا عيد الميلاد، وهو تقليد متبع في الدول الغربية التي تحتفل بعيد الميلاد والكريسماس، حيث تقدم هذه الهدايا في صناديق.

وهذا تقليد قديم متبع منذ زمن بعيد في بريطانيا وبعض الدول الغربية وكذلك جنوب افريقيا التي تعتبر إحدى دول التاج البريطاني السابقة، حيث يقدم في هذا اليوم الأغنياء هدايا عيد الميلاد للفقراء أو أصحاب العمل لموظفيهم في تقليد اجتماعي عريق.

هذا اليوم عطلة في معظم الدول الأوروبية ومنها بريطانيا لذلك تقام مباريات المرحلة بالكامل خلاله لإمتاع الجماهير كما قلنا سلفا.

يوم رياضي جميل

العائلات تستجيب لدعوات التنزه ومشاهدة المباريات في أيام الاجازات، لذلك تقام مباريات المرحلة التالية للبوكسينج داي بعده بيومين فقط، أي أنه بعد يومين من البوكسينج داي الأول تقام المرحلة التالية ومع ختام الأسبوع تقام المرحلة الثالثة، أي أن كل فريق يكمل خوض ثلاث مباريات في أسبوع واحد من أجل الجماهير!.

وكانت المباريات قبل عام 1959 تقام يوم عيد الميلاد نفسه لكن بعد هذا العام تقرر نقلها إلى اليوم التالي حتى تستمع الجماهير بالعيد في أجواء عائلية قبل الذهاب للملاعب في اليوم التالي.