الأمير تميم: هناك من لا يقبل أن تستضيف دولة عربية مسلمة كأس العالم
أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استعداد بلاده لاستضافة كأس العالم 2022 بعد نحو شهرين، مؤكدًا التغلب على بعض الصعوبات المتعلقة بعمل المهاجرين والتحكم في درجات حرارة الملاعب الثمانية المستضيفة لمباريات أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط.
وتعرضت قطر لانتقادات عديدة فيما يتعلق بملف عمال البناء المهاجرين القادمين من شرق آسيا ومعاملتهم بشكل سيئ، وكذلك صعوبة التغلب على حرارة الطقس والرطوبة، رغم إقامة البطولة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.
وقال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم، الأسبوع الماضي، إن قطر واجهت الكثير من الانتقادات الجائرة غير المبنية على حقائق بشأن استضافتها للبطولة، لكنها ترد على أي انتقادات بناءة.
وقال في مؤتمر صحفي، وهو الأول الذي يعقده المنظمون منذ شهور، إنه قبل نحو شهرين عن انطلاق البطولة، اكتملت البنية التحتية للرياضة، والنقل في البلاد، وإن العمل المتبقي جمالي.
وأثار قرار إقامة كأس العالم في قطر، وهي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف البطولة، انتقادات من جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملة الدولة الخليجية للعمال المهاجرين الأجانب، والقوانين الاجتماعية التقييدية التي تحظر المثلية الجنسية، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
لكن أمير قطر ردَّ على كافة هذه الانتقادات في مقابلة مطولة مع مجلة "لو بوينت" الفرنسية التي زاره مندوبها في الدوحة وقد استقبله في القصر الأميري، وتحدث عن مشاكل معاملة المهاجرين وعمال في موقع الملاعب، وكذلك أجهزة تكييف الهواء المستخدمة في البطولة قائلًا: "فهمنا أن لدينا مشكلة في العمل في مواقع البناء، واتخذنا إجراءات قوية في وقت قياسي بشأن العمالة الوافدة.
"لقد غيرنا القانون، ونعاقب أي شخص يسيء معاملة موظف؛ لقد فتحنا أبوابنا للمنظمات غير الحكومية ونتعاون معها. نحن فخورون بذلك. ثم هناك فئة ثانية من النقد، تلك التي تستمر مهما فعلنا. هؤلاء هم الناس الذين لا يقبلون أن تستضيف دولة عربية مسلمة مثل قطر كأس العالم. سيجدون أي عذر لتشويه سمعتنا ".
ومنذ انطلاق الأعمال الخاصة بكأس العالم، حُرم عدد من العمال من حرياتهم، وتوفي العديد منهم في مواقع البناء، وفقًا لمقال نشر، في فبراير/ شباط 2021، لكن الشيخ تميم أكد أنه تم وضع كل شيء في مكانه الصحيح لجعل كأس العالم "حدثًا أكثر استدامة".
وفيما يتعلق بموضوع الملاعب المكيفة، التي تثير حفيظة الرأي العام، وبعض المنظمات غير الحكومية، يؤكد الأمير أنه تم بذل كل ما في وسع البلاد لجعل كأس العالم هذه "حدثًا أكثر استدامة".
وأوضح: "أعتقد أن كل دولة يجب أن تتاح لها الفرصة لتنظيم الأحداث الرياضية، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون المناخ عقبة. لقد استخدمنا أحدث التقنيات لتقليل استهلاك المياه والطاقة خلال كأس العالم، لجعله حدثًا أكثر استدامة. استاد المدينة التعليمية، على سبيل المثال، مثل استاد لوسيل، الذي سيستضيف المباراة النهائية، واستاد 974 حصل على شهادة الاستدامة من فئة الخمسة نجوم، بموجب نظام تقييم الاستدامة العالمي لمنظمة الخليج للبحث والتطوير".
الاستثمار في باريس سان جيرمان
ولم ينس الشيخ تميم، أمير قطر الحديث بإسهاب للمجلة في مقابلته الأولى مع إحدى وسائل الإعلام الأوروبية عن الاستثمار القطري في باريس سان جيرمان، معتبرًا أن الاستثمار في نادي العاصمة ناجح.
وعبر صندوق قطر للاستثمارات الرياضية، المساهم الوحيد في باريس سان جيرمان، اشترت قطر من كولوني كابيتال النادي الباريسي، في العام 2012، لتحقق نجاحًا محليًا كبيرًا.
ولدى سؤاله عن نجاح الاستثمار في نادي العاصمة الفرنسية، لم يتردد الأمير ثانية في الرد قائلًا: "بالطبع، الرياضة ليست عملًا تجاريًا مثل أي عمل آخر. إذا كنت ترغب في الاستثمار مهما كانت الرياضة، يجب أن يكون لديك شغف بهذه الرياضة وإلا فإنك تهدر أموالك.
"لكن إذا كانت إدارة أموالك بشكل صحيح فقيمة المشروع ستنمو، وهذا ما حدث مع باريس سان جيرمان. ويفخر القطريون بالعقد الذي قضوه مع باريس سان جيرمان. والرياضة هي جزء أساس من حمضنا النووي".
وخلال المقابلة، سُئل أمير قطر أيضًا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشجع الصريح لأولمبيك مرسيليا فرد، قائلًا: "نحن نضحك كثيرًا جدًا بهذا الشأن لكنها ليست مشكلة في الحقيقة. إنه يحب الرياضة، ويسعدني أن أتحدث عنها معه. لقد حضرت المباراة النهائية لكأس العالم في روسيا مع الرئيس وزوجته. كأس العالم 2018 بين فرنسا وكرواتيا، واستطعت أن أشهد فرحة كلاهما عندما فازت فرنسا باللقب على حساب فرنسا".
وتمنت المجلة أن يلتقي الرئيس الفرنسي والأمير مرة أخرى في نهائي كأس العالم المقبلة في الدوحة، وذلك في إشارة إلى تأهل المنتخب الفرنسي للنهائي بحضور أمير قطر الدولة المضيفة.
