شغب الملاعب في غزة يهدد استئناف المنافسات الرياضية
شغب الملاعب في غزة يهدد استئناف المنافسات الرياضيةشغب الملاعب في غزة يهدد استئناف المنافسات الرياضية

شغب الملاعب في غزة يهدد استئناف المنافسات الرياضية

شهدت أخيرا الملاعب الستة المنتشرة في محافظات قطاع غزة أعمال شغب كثيرة قام بها اللاعبون داخل المستطيل الأخضر وأيضا في المدرجات بين المشجعين.

فقد شهد الموسم الرياضي الحالي في القطاع حالات عدة من شغب الملاعب؛ ما يُشكل منعطفًا خطيرًا في مسير الرياضة الفلسطينية التي لم تألف مثل هذه المشاهد سابقاً.

وتعد الرياضة في غزة متنفساً لمواطنين كثر، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات طويلة، والذي ألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة في القطاع، تزامنًا مع الانقسام الفلسطيني بين المحافظات الشمالية والجنوبية.

وتُعد مباريات كرة القدم أكثر النشاطات الرياضية شعبية لدى الجماهير الغزية، لكنها مهددة بالتوقف جراء ازدياد الشغب الذي يمارسه المشجّعون، والذي كان آخره إصابة عدد من الحكام واللاعبين وكذلك بعض المشجعين.

وتعرض حكم الراية خالد بدير للإصابة بحروق بسبب الألعاب النارية التي أطلقتها الجماهير الحاضرة في اللقاء الذي جمع بين خدمات الشاطئ ونادي الصداقة، ضمن منافسات الجولة الـ11 من الدوري الممتاز بغزة، وذلك في الشوط الأول من اللقاء الذي أقيم على ملعب فلسطين؛ ما دفع حكم المباراة محمود أبو مصطفى إلى إيقاف المباراة دون إعلان نتيجتها النهائية.



وأصيب 3 شبان من المشجعين بجروح متوسطة بعد نهاية مباراة خدمات الشاطئ واتحاد الشجاعية في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، في اختتام منافسات الأسبوع الثاني عشر من دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم، وفقًا لما أعلنته المصادر الطبية بمجمع الشفاء الطبي.

وتستخدم الجماهير في تشجيعها لأنديتها المفرقعات النارية، التي تحتوي على مواد مُتفجرة سريعة الاشتعال وتُصدر أصواتا مرتفعة، وغالبا ما تؤذي الأشخاص الذين تصيبهم بشكل مباشر.

وتحاول الجهات المختصة والمعنية في القطاع، ممثلة باتحاد كرة القدم الفلسطيني ووزارة الداخلية وبعض مؤسسات المجتمع المدني التي تعني بالشباب، السيطرة على تصرفات الجماهير التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل الرياضة، لكن لم يُكتب لها النجاح التام، حتى الآن.



ويعد السبب الرئيس للتعصب داخل الملاعب، والذي يؤدي إلى أعمال الشغب، الحب حتى التعلق من جانب الجماهير الغزية للأندية الرياضية التي يشجعونها، لكن هذا التعلّق ارتبط مؤخرا بظواهر شغب غير مسبوقة.

وتعاني إدارات الأندية في القطاع من عدم قدرتها على كبح جماح من يثيرون أعمال الشغب، داخل صفوف جماهيرها، ومنعهم من التعدي اللفظي على الفريق المنافس؛ ما يجعل الجماهير تتمادى في ارتكاب الأخطاء على المدرجات، إلى أن تصل داخل المستطيل الأخضر، بفعل شحنها سلبيا للاعبيها أثناء التشجيع.

وفرضت لجنة الانضباط في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالقطاع عدداً من العقوبات منذ بداية الموسم الذي يشارف على الانتهاء بعد أسابيع قليلة، بسبب شغب الملاعب، في مختلف الدرجات الممتازة والأولى والثانية.

ويقول عضو الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي في غزة مصطفى جبر إن "شغب الملاعب ظاهرة تختلف من موسم لآخر، جراء تغير الأوضاع في غزة، لكنها تنتشر في ملاعب القطاع، لفظيًا أو جسديًا، وكذلك الأمر من الجماهير أو اللاعبين أو حتى إدارات الأندية في بعض الأحيان".

ويوضح جبر، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "يجب على جميع الجهات الرسمية والمنظومة الرياضية التدخل بشكل فوري وسريع من أجل منع انتشار ذلك الشغب والحفاظ على استمرار الرياضة بهدفها الأساس، وهو الترفيه وليس الصراع".

ويلفت إلى أن "للإعلام الرياضي، بمختلف أطيافه، دوراً مهماً في توعية الجماهير واللاعبين من خطر تلك الظاهرة التي قد تودي بالرياضة إلى الهاوية"، مؤكدا أنهم يسعون إلى حث جميع الصحافيين في الاتحاد إلى توجيه أصواتهم وأقلامهم نحو الجوانب الإيجابية في الرياضة المحلية.

وعن الحلول المقترحة للحد من الظاهرة، يشير جبر إلى أنه يجب توقيع عقوبات شديدة على الجماهير بحرمانها من حضور المباريات لبضع مرات ودعم فرقهم من المدرّجات، وحرمان الفوضويين من حضور المباريات في الملاعب، بالتعاون مع عناصر الشرطة لضبط الملاعب بالشكل السليم، وتعيين أفراد مدربين من الشرطة للتعامل مع أحداث الشغب.

ويعقد الاتحاد الفلسطيني قُبيل كل مباراة في الدوريات المختلفة في القطاع اجتماعاً مع أعضاء الأندية للتشاور بشأن كيفية منع أعمال الشغب، مع التأكيد على وسائل الإعلام باستمرار التوعية حول ضرورة وقف الظاهرة التي تضر كرة القدم والرياضة الفلسطينية.

وأدان التجمع الرياضي الديمقراطي، في بيان صحافي، حالات شغب الملاعب في الساحة الرياضية في قطاع غزة، معتبراً أن "شغب الملاعب أصبح سلوكًا ملازمًا للمشهد الرياضي، وبات امتدادًا لمظاهر العنف في المجتمع، والتي حان وقت مواجهتها".

وتخصص الشرطة في غزة عناصر من حفظ النظام والتدخل يتم توزيعهم على الملاعب، لتأمين وضبط ومنع الشغب في الملاعب، وفقًا للناطق باسمها أيمن البطنيجي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com