هازارد وستيرلينغ يجيدان استخدامها.. أهمية "المؤخرة" في كرة القدم الحديثة‎
هازارد وستيرلينغ يجيدان استخدامها.. أهمية "المؤخرة" في كرة القدم الحديثة‎هازارد وستيرلينغ يجيدان استخدامها.. أهمية "المؤخرة" في كرة القدم الحديثة‎

هازارد وستيرلينغ يجيدان استخدامها.. أهمية "المؤخرة" في كرة القدم الحديثة‎

قال يايا توريه لاعب مانشستر سيتي السابق إنه قبل حضوره إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لعب في بلجيكا وأوكرانيا واليونان وفرنسا وإسبانيا، وهذه البطولات لها مستويات مختلفة من المهارة وأنماط اللاعبين، لكن الفارق الكبير بين كرة القدم الإنجليزية مقارنة بأي دوري في أوروبا هو اللياقة البدنية.

وتحدث الدولي الإيفواري السابق باستفاضة عن الاختلافات بين الكرة الإنجليزية ونظيرتها في كافة المسابقات المحلية الأوروبية الاخرى في مقال رأي مطول نشرته صحيفة "ذا أثليتيك" البريطانية اليوم الثلاثاء، وأوضح خلاله أهمية تمتع أي لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بمعدل كبير من اللياقة البدنية.

وأوضح توريه، أنك عندما تلعب في إنجلترا، قد تفاجئك قوة المباراة، خاصة في خط الوسط، إذ يهاجمك اللاعبون الإنجليز دائمًا من جميع الزوايا عندما تحصل على الكرة، يأتون إليك بسرعة ويحاولون دفعك من الخلف، حتى تشعر بالصدمة ورؤية كيف سيكون رد فعلك.

أما في إسبانيا، والكلام لتوريه: "إذا وصلتك الكرة من المدافع، شعرت وكأنني أملك الكرة تقريبًا لمدة 10 ثوانٍ، في إنجلترا ، أمام اللاعبون الإنجليز ، فلديك وقت أقل كثيرًا، ربما ثلاث ثوانٍ قبل أن يحاول شخص ما استخلاصها منك، في تلك المباريات الأولى التي خضتها مع سيتي، واجهت مشكلة صغيرة - كنت أتسلم الكرة من المدافع وظهري إلى دائرة الوسط ثم أتعرض لضربة من الخلف. سيأتي المنافس من الخلف ويرتطم بي. استمر هذا في الحدوث في المباريات الأولى، أنا لاعب ضخم البنية ولكن في كل مباراة كان شخص ما يحاول نفس الشيء عندما كنت لا أنظر وأتلقى الضربة من الخلف! أتذكر أنني كنت أفكر ، "ماذا أفعل؟ من المستحيل اللعب هنا! "".

وأضاف قائد كوت ديفوار السابق "من ساعدني كثيرًا هو أحد مدربي اللياقة البدنية في سيتي، الذي شرح لي الأمر بكل بساطة. قال ، "أنت لاعب قوي البنية بالفعل، لكن عليك أن تفعل شيئًا للتعامل مع الضربات من الخلف عندما يركض اللاعبون نحوك والكرة معك، نحن بحاجة إلى بناء عضلاتك لامتصاص الضربات، نحن بحاجة لبناء عضلات مؤخرتك وفخذيك".

يبدو الأمر مضحكا، ولكن يمكن أن تكون مؤخرتك أداة مهمة للغاية عندما تلعب كرة القدم.

لاعبون متميزون في استخدام مؤخرتهم

وتابع توريه: "متأكد من أن الكثير منكم شاهدوا مباراة إنجلترا أمام إسكتلندا الأسبوع الماضي في بطولة يورو 2020. ما أثار إعجابي في تلك المباراة هو مدى انضباط جون ماكغين في خط وسط إسكتلندا، حيث يتسلم الكرة من الدفاع والحفاظ عليها قبل تمريرها إلى زميل.

إذا ألقيت نظرة على صورة ماكغين، يمكنك أن ترى أنه يمتلك ساقين وفخذين قويتين للغاية، وكانت هناك أوقات يمكنك فيها رؤيته وهو يحصل على الكرة بظهره، ويشم رائحة خطر قادم، ثم يستخدم مؤخرته لحماية الكرة من المنافس، المهم هو أنه يمكن أن تخلق لحظة فاصلة بينك وبين لاعب آخر، بحيث يكون لديك المزيد من الوقت والكرة معك، وهناك الكثير من اللاعبين في هذه البطولة يجيدون هذه المهارة.

قد يتذكر مشجعو سيتي لحظة من مباراة ديربي مانشستر في 2018 عندما أخذ رحيم سترلينغ الكرة إلى الراية الركنية قبل نهاية المباراة، ثم جاء اثنان أو ثلاثة من لاعبي يونايتد لاقتناصها منه لكنه أبعدهم. الطريقة التي كان يقوم بها بهذه الحركات الحادة والسريعة مع فخذيه منحنيين وكلا القدمين مغروستان في الأرض، توضح قيمة استخدام مؤخرتك لحماية الكرة.

عندما كنا في سيتي سويا، اعتدت على تسمية رحيم "بالرجل القصير" ، لكن فخذيه وساقيه ومؤخرته قوية جدًا لدرجة أنه عندما يكون في موقف كهذا قد يكون من الصعب حقًا إبعاده عن الكرة. تطور رحيم من اللاعب الذي وصل إلى سيتي قادما من ليفربول إلى اللاعب الذي هو عليه الآن هو أمر مثير للإعجاب للغاية. أعتقد أنه في المباراة الأولى ضد كرواتيا كان رائعًا ، وسجل هدفًا رائعًا. كانت مباراة إسكتلندا صعبة للغاية بالنسبة له، لكنني أعرفه - سيعود أقوى.

هاري كين، على الرغم من تحدث الصحف البريطانية والعالمية الآن حول معاناته، فهو لاعب آخر رأيته في يورو 2020 يجيد استخدام مؤخرته، خاصة عندما يكون ظهره لمرمى المنافس والمدافعون خلفه، وكذلك الفرنسي نغولو كانتي يستخدم مؤخرته وجسده جيدا للغاية ويحتفظ بالكرة بمهارة ما يصعب على أي منافس استخلاصها منه.

أما بول بوغبا فهو نوع الجسم المعاكس تقريبا، طويل جدًا ونحيف، ولكن عندما تراه يحافظ على الكرة، يمكنك رؤيته يمد ساقيه الطويلتين ويلصق ذراعه للخارج لحماية الكرة، خاصة في المناطق الواسعة. وكذلك كريم بنزيما، وهو لاعب فرنسي آخر يفعل نفس الشيء عندما يلعب بظهره إلى مرمى المنافس.

والكلام لا يزال لتوريه: "لقد لعبت ضده مرتين في مسيرتي وقدراته بظهره إلى المرمى مخيفة. ريناتو سانشيز لم يلعب كثيرًا للبرتغال حتى الآن ، ولكن كانت هناك لحظة في الشوط الثاني ضد ألمانيا حيث يمكنك رؤية إيمري تشان يركض نحوه، في محاولة لأخذ الكرة منه، تشان كان لاعبًا قويًا عندما كان في ليفربول، كنت أواجهه في مباراة واحدة خسرناها - ولكن عندما حاول استخلاص الكرة من سانشيز كاد أن يصدمه، ركض مباشرة إلى مؤخرته وسقط.

ثم هناك البلجيكيون. انظر إلى روميلو لوكاكو ، فهو دائمًا في الهجوم ويعمل كنقطة محورية لهم في المباراة الأولى ضد روسيا، يمكنك رؤيته يستخدم ذراعه لصد المدافع عندما يتم إرسال الكرات إلى منطقة الجزاء، لقد فعل ذلك مرة أخرى ضد الدنمارك ليحرز هدف بلجيكا الثاني، حيث تصدى للاعبين بفخذيه. أعتقد أنه من خلال الذهاب للعب في إيطاليا، أصبح لوكاكو مهاجما قويا، وهو لاعب مثير للإعجاب حقا. إذا واصلت بلجيكا مشوارها في البطولة ، فيمكن أن يكون أحد أبرز لاعبي البطولة.

مزحة مؤخرة هازارد

وبذكر بلجيكا، يجب أن نتحدث عن إيدن هازارد، لقد أصبح حجم مؤخرته تقريبا مزحة، لكن من المهم جدًا كيف يلعب كرة القدم. هازارد خطير للغاية لدرجة أنه عندما تصل الكرة إليه، ربما يكون أمامه أقل من خمس ثوانٍ قبل أن يهاجمه الخصم.

أدركت من الفترة التي قضيتها في سيتي، أنه عندما تصل الكرة إلى هازارد، يمكن أن يشعر بالفعل أن الخصم يقترب منه، لذلك ينتظر حتى اللحظة الأخيرة ويستخدم مؤخرته للتصدي له، إنه يدفع الخصم بعيدًا - تقريبًا عبر لكمة - وبعد ذلك، عندما يفتح تلك المساحة بينه وبين المدافع، يبتعد بالكرة ويبدأ الهجوم.

ويستخدم لاعبون آخرون على نطاق واسع مؤخرتهم بهذه الطريقة، مثل أنطوان غريزمان مع فرنسا، وقد ترى لويس سواريز وسيرجيو أغويرو يستخدمان هذا في كوبا أمريكا الآن، لكن لا يوجد أحد أفضل في ذلك من هازارد، الطريقة التي يمكنه بها التحكم في الكرة بعد استخدام مؤخرته، والطريقة التي يستخدم بها مؤخرته وجسمه وفخذيه لحماية الكرة عندما يركض المدافعون نحوه، والطريقة التي يمكنه بها الانعطاف في أي اتجاه والكرة معه.. إنه أمر لا يصدق.

لسوء الحظ في ريال مدريد، تعرض لإصابات كثيرة، لكن هذا جزء من اللعبة، أعتقد أنه سيعود وسيكون لاعبًا مهما لبلجيكا. أتمنى أن يبتعد عن الإصابات الموسم المقبل وأن يكون اللاعب الذي كان عليه في تشيلسي لأنه عندما يكون هازارد في أفضل حالاته ، لا يوجد الكثير من اللاعبين في العالم أفضل منه.

وأتذكر أنني واجهت مايكل كاريك في ديربي مانشستر ذات مرة وكان جيدًا جدًا في الحصول على الكرة، طويل جدًا وقوي جدًا، لذلك كنت أستخدم فخذي ومؤخرتي ويدي وأي شيء لإبعاده.

تأثير الحكم على استخدام المؤخرة

وأضاف توريه: "على سبيل المثال، عندما كنت ألعب في إسبانيا، إذا لم أنفذ أسلوبي بشكل صحيح وجاء أحد اللاعبين واقتنص مني الكرة، فربما يحتسبها الحكم مخالفة. عندما كنت في سيتي، أو ربما ألعب في كأس الأمم الأفريقية مع كوت ديفوار، كان علي أن أتأكد من أن أسلوبي مثالي، لأن الحكم سيسمح للمباراة بالاستمرار إذا تم إبعادي عن الكرة دون احتساب مخالفة على الخصم.

أعرف أن اللاعبين يعملون على هذه المهارة، لكن عندما كنت ألعب في إنجلترا كانت هذه المهارة تأتي أكثر من زيادة اللياقة البدنية والعمل في صالة الألعاب الرياضية. إذا عدت إلى ما ساعدني في سيتي، فقد كان العمل على عضلاتي الأساسية والفخذين، والكثير من التدريب من الوضع القرفصاء لبناء مؤخرتي أيضًا.

أعتقد أن أخصائي اللياقة البدنية بحاجة إلى التحدث أكثر عنهم، إنهم يعملون يوميا، ويساعدون اللاعبين في إعداد أجسامهم لهذا النمط الجديد من اللعبة. إنهم يتأكدون من لياقتنا البدنية وعدم الإصابة ومدى قدرة اللاعبين على الضغط والركض والقيام بكل شيء.

كانت هناك أوقات في سيتي أصيب فيها جسدي وألتهبت عضلاتي. يمكن أن يستمر الألم معك لمدة أسبوع وربما لأسبوعين، وتعتقد أنك لا تستطيع اللعب، لكن مدربي اللياقة البدنية في الأندية جيدون جدًا الآن في فهم الجسد وكيف يتفاعل بحيث يمكنهم تحديد تدريبات يومية لك للتعافي حتى تعود أقوى، في موسمي الثاني أو الثالث في سيتي ومع استخدام جسدي بهذه الطريقة، كان من الأسهل التعامل مع قوة الارتطام عندما يأتي لاعب منافس من خلفي.

في المرة القادمة التي ترى فيها هؤلاء اللاعبين في يورو 2020، شاهد كيف يستخدمون فخذهم وفكر في الأمر على أنه حلقة صلة بين مهارتك الفنية ومهاراتك البدنية، يمكن للاعبين البدنيين استخدام مؤخرتهم لإتاحة المزيد من الوقت للسيطرة على الكرة بتقنيتهم ويمكن للاعبين الأصغر حجما استخدام الفخذين والمؤخرة ليكونوا أكثر قوة عندما يحتاجون إليها.

لم أكن مضطرًا لاستخدام هذه المهارة كثيرًا عندما كنت في برشلونة لأنني كنت أحد أكبر اللاعبين حجما وكان الحكام يحتسبون مخالفة عندما يحاول أحد المنافسين منعي من امتلاك أو الاحتفاظ بالكرة عكس ما يحدث في إنجلترا، لكن لاعبين مثل تشافي هرنانديز أو أندريس إنيستا، سيستخدمون ذلك في المساحات الضيقة.

لعبت مع ليونيل ميسي أيضًا، وهناك دائمًا شخص ما يلعب معه عندما يحاول المراوغة، لكنه يتمكن من تجاوز ذلك طوال الوقت، عندما تستخدم مؤخرتك بشكل صحيح ، يكون لديك وقت أكبر للتحكم بشكل أفضل في الكرة والخروج من المساحات الضيقة والتخلص ممن يضغط عليك، وهو أحد التحديات الكبيرة عندما تلعب في خط الوسط في كرة القدم الحديثة.

لذا ترقب كيف يستخدم اللاعبون مؤخراتهم عندما يتسلمون الكرة، إنه السلاح السري الذي لا يتحدث عنه أحد حقًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com