خبراء لـ"إرم نيوز": الإمارات والسعودية تعملان من أجل الإنسانية في الفضاء

تصدرت الإمارات والسعودية مواقع عالمية مهمة ضمن المبادرين لقيادة الفضاء الجديد وتبنّي أنشطته الناشئة، التي تهدف إلى خدمة المجتمع الإنساني والبشرية جمعاء.

وكان مجال الفضاء سابقا يقاس به تقدم الدول من عدمه وفقا للمحلل السياسي محمد خلفان الصوافي، الذي يؤكد أن الإمارات والسعودية دول متقدمة في أغلب المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجية، من حيث المؤشرات التنموية.

ويعد انضمام السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إنجازا كبيرا وذلك مع زميليهما رائدة الفضاء السابقة في وكالة «ناسا» بيغي ويتسن، ورائد الأعمال الأمريكي جون شوفنر، إلى زملائهم السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية ISS، وهم ثلاثة روس، وثلاثة أمريكيين، ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.

تحفيز التنمية الاقتصادية والابتكار يرفع معدلات التوطين

يبين الكاتب والباحث السعودي صالح بن ثاني العنزي أن وصول ريانة برناوي، أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وعلى القرني، أول رائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) مهمة AX-2 الفضائية حدثا تاريخيًّا للمملكة العربية السعودية، ويدشن مرحلة جديدة للمملكة في مجال الفضاء ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء ولبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات العلمية إلى الفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعته عالميّا.

اقتصاديات الفضاء عالميا تتنامى بالسنوات الاخيرة

وأضاف العنزي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن المملكة تسعى من خلال برامجها الفضائية التي تتوافق أهدافها مع تطلعات رؤية المملكة 2023 نحو حياة أكثر جودة وتقدم، وخلق فرص جديدة للابتكار تدعم الاقتصاد الوطني.

وأشار أن المملكة تعمل على تفعيل الابتكار العلمي على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز القدرة على إجراء البحوث الخاصة بها بشكل مستقل، ما يؤثر بشكل إيجابي في مستقبل الصناعة والوطن، ويزيد من اهتمام الخريجين بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب وتنميتها.

وقدم العنزي مثالا على سبيل تحفيز التنمية الاقتصادية والابتكار، مبينا أنه ستزيد معدلات التوطين في مختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع الفضاء؛ لدفع أهداف التنويع الاقتصادي وتعزيز أنشطة البحث والتطوير والابتكار، التي ستخلق بدورها فرصا اقتصادية واجتماعية جديدة تساهم في تحقيق أهداف رؤية الملكة ببناء الاقتصاد المزدهر والمجتمع الحيوي.

جدير بالذكر، وفقا للعنزي، أن اقتصاديات الفضاء عالميا تتنامى بالسنوات الأخيرة حتى قدرت بعض المصادر أن قيمة اقتصاد الفضاء تجاوزت 460 مليار دولار في 2022.

وترتبط صناعة الفضاء بالعديد الصناعات المختلفة مثل الأرصاد الجوية والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية ‏والتأمين والنقل والبحرية والطيران والتنمية الحضرية، وشمل ذلك زيادة الاستثمارات الحكومية في مشاريع الفضاء حول العالم ‏وارتفع الإنفاق الحكومي على برامج الفضاء العسكرية والمدنية بنسبة 19%.‏

ويرى العنزي أن هذه الأرقام تضع صناعة الفضاء والصناعات المرتبطة بها من الاقتصاديات الواعدة لتنمية البشرية.

الإرادة السياسية ومخرجات التعليم

وقال المحلل والكاتب السياسي محمد خلفان الصوافي، إن مجال الفضاء كان حصراً على الدول الكبرى، بل إنه كان معيارا يقاس به تقدم الدول من عدمه، والإمارات والسعودية من حيث المؤشرات التنموية هي دول متقدمة في أغلب المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجية.

وأضاف أن "هاتين الدولتين العربيتين أيضا من حيث التأثير في العلاقات الدولية لا تقل عن أي دولة في العالم، بل تفوق بعض الدول التي تصنف من الخمسة الكبار في مجلس الأمن، وعليه تكون خطوة غزو الفضاء آخر معايير التصنيف في الدول الأكثر تأثيرا في الساحة الدولية".

وِأشار الصوافي أن غزو العرب للفضاء ليس الأول فقد سبق ذلك الأمير سلطان بن سلمان آل سعود عام 1985، ثم تبعه السوري محمد فارس عام 1987؛ وبالتالي فنحن أمام تأكيد بأن العرب يستطيعون فعل أي شيء، بالتركيز على مخرجات التعليم الذي يعتمد على التفكير والابتكار والتفكير المستقبلي بدلا من الدوران في مجال بات تقليدي.