قدمت لنا شركة ميتا لمحة عما سيبدو عليه العالم الخالي من وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، عندما تعطلت تطبيقات فيسبوك وإنستغرام لحوالي الساعتين.
وبينما كان ذلك جحيمًا بالنسبة لأي شخص مدمن على تصفح مواقع التواصل هذه، وكذلك بالنسبة للشركات التي تعتمدها كمنصات لتسيير أعمالها، كثرت النكات حول الحادثة على "X"، حتى أن إيلون ماسك سخر من الانقطاع في تغريدة قائلًا:"إذا كنت تقرأ هذا المنشور، فذلك لأن خوادمنا تعمل".
وفي المقابل، منح هذا الانقطاع للبعض شعورًا بالسعادة من خلال التخلص من السموم الرقمية ولو لوقت قليل.
لذلك تختلف الآراء حول ما سيكون عليه العالم دون وسائل تواصل اجتماعي، خاصة في ظل وجود جيلين حاليًا، واحد ترعرع قبل ظهور وسائل التواصل وتأقلم معها، والآخر تربى على الإنترنت ولم يعرف حقبة ما قبل وسائل التواصل ولا يمكنه تخيل الحياة دونها.
وتمامًا مثل أي جوانب أخرى من حياة الإنسان، لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي لها إيجابيات وسلبيات، لذا فالمهم هو تحقيق التوازن الذي يناسبك.
وعلى غرار هوس الإدمان على السجائر، يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان النفسي وصولًا إلى اضطرابات عقلية شائعة.
في عالم يزدهر على الاتصال الرقمي، فإن الاختفاء المفاجئ لوسائل التواصل الاجتماعي لن يكون أقل من نهاية العالم الرقمية.
فقد أصبحنا متشابكين بشكل عميق مع منصات مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، ولينكد إن وغيرها، لدرجة أن تخيل عالم دونها قد يبدو أمرًا لا يمكن تصوره.
وأحد الآثار المباشرة لاختفاء وسائل التواصل الاجتماعي سيكون حدوث تحول في كيفية تواصلنا مع بعضنا البعض.
فقد جمعت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الناس من كل أنحاء العالم معًا، ما مكنهم من تكوين الصداقات والتواصل عبر الإنترنت.
ودون هذه المنصات، فإن الطريقة التي نشكل بها العلاقات ونحافظ عليها يمكن أن تتغير بشكل جذري.
كذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات للكثيرين، بخاصة منصة X.
وفي غيابها، سنواجه تحديات في نشر المعلومات، خاصة أثناء الأزمات.
وهذا من شأنه أن يضع المزيد من المسؤولية على عاتق وسائل الإعلام التقليدية، وقد يتزايد انتشار الشائعات والمعلومات المضللة.
على صعيد الأعمال، سخّرت الشركات قوة وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق وإشراك العملاء.
وبالتالي، سيتطلب غياب هذه المنصات تحولا أساسيًا في إستراتيجيات التسويق. وسيتعين على العلامات التجارية استكشاف طرق بديلة للوصول إلى جمهورها المستهدف، مع احتمال العودة إلى أساليب الإعلان الأكثر تقليدية.
وقد يكون لاختفاء وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا تأثير كبير على سوق العمل.
فقد بنى العديد من الأفراد وظائف كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنشئي المحتوى، ومديري وسائل التواصل.
ويمكن أن تنقلب سبل عيشهم رأسًا على عقب، ما يتسبب في آثار مضاعفة على اقتصاد الوظائف الموقتة.
في الخلاصة، ستكون الحياة دون وسائل التواصل الاجتماعي مختلفة جدًا بالنسبة للغالبية العظمى، ولكنها هي نفسها بالنسبة لأولئك الذين لا يستخدمونها.
فإذا كنت واحدًا من هؤلاء الأشخاص الذين لا يستطيعون العيش دون شبكة واي فاي أو التحقق من إشعاراتك كل خمس ثوانٍ، أو أحد أولئك الذين يقضون ساعات كل ليلة على فيسبوك وإنسغرام أو تيك توك، فستجد حياتك مملة، بينما ستكون الحياة هي نفسها بالنسبة لأولئك الذين لا يأبهون كثيرًا لوسائل التواصل.