نساء "التيك توك".. في معرفة المسافة القصيرة بين الإبداع والإثارة‎‎
نساء "التيك توك".. في معرفة المسافة القصيرة بين الإبداع والإثارة‎‎نساء "التيك توك".. في معرفة المسافة القصيرة بين الإبداع والإثارة‎‎

نساء "التيك توك".. في معرفة المسافة القصيرة بين الإبداع والإثارة‎‎

تمتلىء منصة "تيك توك" الصينية، التي أصبحت أكثر شبكات التواصل الاجتماعي شهرة في الوقت الحالي، بعدد لا يحصى من الفيديوهات التي تحتوي على "عُري وابتذال"، يلجأ إليها صانعوها بقصد الشهرة والمال.

وتُثار الشبهات حول سياسة الخصوصية للمنصة في انتشار المحتوى غير اللائق والفشل في حماية الأطفال من التعرض للمشاهد المؤذية.

وغدت الجماهيرية الكبيرة لـ"تيك توك" وسيلة صانعي المحتوى على اختلاف أعمارهم، وتحديدا النساء اللاتي يعمدن لـ"تلويث السمع والبصر بمزيج من الاصطناع والجنوح في الابتذال"، وفق خبراء.

لماذا؟

يرى المستشار الأسري والنمائي الدكتور وديع التخاينة أن "ظهور الفتيات بصورة غير لائقة من أجل الشهرة والقبول من الآخرين هي فرصة منحها تطبيق تيك توك لهنّ، فاخترنَ الاستعراض إما بالجسد أو باللغة والتصرفات بغرض حصد آلاف المتابعات".

وأضاف التخاينة  لـ"إرم نيوز"، أن "المشكلة الرئيسية تكمن في نوعية هؤلاء المتابعين لهنّ، إذ إن غالبيتهم من أشخاص محرومين عاطفيا أو عاطلين عن العمل، أو يتميزون بتدن في مفهوم الذات".

ووصف مَن تقوم بهذه الأعمال ضعيفة المحتوى، أو تكاد تخلو من أي محتوى هادف، بأنها "إنسانة ربما تواجه نوعاً من القيود، بحيث لا تستطيع الخروج من المنزل كغيرها من النساء".

وأشار أن "هذا التطبيق جاء ليمكّنها من تقديم السلوك الذي يتناسب مع تطلعاتها ويُشبع حالة النقص عندها، فتعوّضه بأي طريقة كانت، متغاضية عن كمية النقد أو التجريح التي ستتلقاها".

"ضحايا"

ويتفق مع التخاينة بالرأي المرشد التربوي الدكتور حمزة خليل القضاة.

وقال القضاة في تصريح لـ"إرم نيوز" إن "هذه الزمرة من الفتيات هنّ ضحية مجموعة من العوامل أجبرتهنّ على الظهور بالشكل الذي نراه ولا يرضي أعدادا كبيرة منا، منها الضغوطات النفسية التي يعشنَها، وباعتقادهنّ أن محتوى ما يعرضنَه هو وسيلة لتفريغ الطاقات المكبوتة".

وزاد في اتهامهنّ "بتقليد أعمى لشخصيات مشهورة أملاً في الحصول على الشهرة والثراء، ثم لفتْ الأنظار إليهنّ، في ظل شعورهنّ بعدم الاهتمام بمن حولهنّ".

وأضاف: "إنهن يلجأنَ لصنع عالم خاص يوفر لهنّ صداقات من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب اعتباره وسيلة للترفيه والهوس بالذات".

"الفراغ"

وبدوره، أرجع المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات هذه الظاهرة  إلى "الفراغ الروحي الناتج عن البطالة بينهنّ، وعدم وجود فرص عمل نتيجة ضعف الاستثمار فيهنّ، فضلاً عن جثوم كثير من المتغيرات عليهنّ، كجائحة كورونا والغلاء في الأسعار".

وقال العمارات لـ"إرم نيوز" إن "هذا كله أدى إلى اتجاه كثير من النساء إلى إظهار أنفسهنّ أو مواهبهنّ وقدراتهنّ من خلال وسيلة تتيح لهنّ الانتشار بشكل قد يساهم في إيجاد وظيفة لهنّ مثلاً إلى جانب شهرتهنّ".

وأضاف أن "هذا التطبيق الذي أطلق العنان للنساء، وحقق لهنّ شهرة واسعة كنّ يحلمنَ بها، انعكس عليهنّ بشكل إيجابي، يصعب الحدّ منه وحصره فقط على من لديها القدرة المالية لنشر محتواها".

"صعوبة السيطرة"

أما خبير الأمن السيبراني ومهندس البرمجيات أحمد الصرايرة فقد أكد أن "شركة مثل التيك توك بالتقنيات الخوارزمية- أي برمجة السياسات الخاصة بها التي تتفوق فيها- ليس من السهل السيطرة وفرض قيود عليها في دول العالم الثالث".

وقال الصرايرة لـ"إرم نيوز" إن ذلك يأتي "في الوقت الذي تجاوزت فيه المنصة الصينية نظائرها من التطبيقات السابقة كيوتيوب وفيسبوك وإنستغرام في استقطاب جيل المراهقين والشباب".

وتابع: "لا يمكن احتواؤها من قبل أي دولة إلا بالمنع الذي يعرّض الدول والأنظمة إلى تهم الدكتاتورية وقمع الحريات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com