تسعى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لتوسيع قدراتها على شن حرب في الفضاء، بعدما أضحت مقتنعة بأن تقدم الصين وروسيا في عمليات الفضاء يشكل خطراً متنامياً عليها.
ورغم أن تفاصيل خطوات "البنتاغون" في هذا الاتجاه تبقى سرية للغاية، فإن مسؤولين في وزارة الدفاع أقروا بأن المبادرات الأمريكية تمثل تحولاً في العمليات العسكرية، بعدما أصبح الفضاء ساحة معركة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الولايات المتحدة لن تبقى معتمدة على الأقمار الاصطناعية العسكرية في الاتصالات والملاحة ومتابعة وتحديد التهديدات، بعدما كانت لعقود من الزمن نقطة تفوق للبنتاغون في أي صراع.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، خلال لقاءات صحافية وخطابات، إن الولايات المتحدة تسعى لامتلاك أدوات جديدة على الأرض وفي الفضاء لحماية شبكة الأقمار الاصطناعية من أي هجوم، وفي حالات الضرورة، امتلاك أدوات لتعطيل مركبة للعدو في الفضاء.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن الاستراتيجية الجديدة تختلف كلياً عن البرامج العسكرية السابقة بخصوص الفضاء، كونها تركز على توسيع القدرات الهجومية، وهي بعيدة كل البعد عن برنامج حرب النجوم الدفاعي في الثمانينيات، الذي لم يتم تنفيذه، وكان يركز على استخدام الأقمار الاصطناعية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بصواريخ نووية.
من جانبه، قال الجنرال شانس سالتزمان مدير العمليات الفضائية بالقوات الفضائية، في مارس/ آذار، "يجب علينا حماية قدراتنا في الفضاء، وكذلك امتلاك القدرات اللازمة لحرمان العدو من استخدام إمكاناته، لو لم يكن لدينا (فضاء) فسنخسر".
وأعلن مسؤولون بالبنتاغون أخيراً نقلا عن تقييم من مدير الاستخبارات الوطنية قوله، إن روسيا والصين اختبرتا أخيراً أنظمة ليزر أرضية عالية الطاقة، وصواريخ مضادة للأقمار الاصطناعية، وأقماراً اصطناعية ذات قدرة على المناورة ويمكنها تعطيل القدرات الأمريكية في الفضاء.
وتصاعد القلق بعد تقارير عن احتمال تطوير روسيا سلاحا نوويا فضائيا؛ ما قد يدمر الأقمار الاصطناعية المدنية والعسكرية في المدار حول الأرض، إلى جانب استخدام روسيا تقنيات إعاقة وتشويش إلكترونية في حرب أوكرانيا أثرت في عدد من المرات على الأسلحة الأمريكية.