باحثون يستخدمون iPad Pro لحفظ التراث التاريخي
لجأ علماء الآثار الذين يعملون على كشف كل أسرار بومبي القديمة مؤخرًا إلى استخدام أداة لا تتبادر إلى الذهن عندما تفكر في الحفريات، وهي جهاز "أبل" اللوحي المتميز "آيباد برو" iPad Pro.
ويستغل علماء الآثار العاملون في الموقع الذي دُفن عندما ثار جبل فيزوف، الآن، القوة الحسابية والتنوع في "آيباد برو" من "أبل"، والذي يختلط مع المزيد من المعدات القياسية مثل المجارف والدلاء والفرش.
وبات بإمكان الباحثين الذين يميلون إلى كتابة الملاحظات حول القطع الأثرية أو التفاصيل الفنية الأخرى أثناء عمليات الحفر على الورق، القدرة على عدم استخدام الورق بشكل أساسي واستخدام جهاز "آيباد" للتتبع في الوقت الفعلي وتخزين البيانات.
وجمع الباحثون العملات المعدنية وأي قطع أثرية أخرى من عمليات الحفر لإجراء عمليات مسح ضوئي ثلاثية الأبعاد، والتي تم استخدامها بعد ذلك لإنشاء قاعدة بيانات تفاعلية ستكون متاحة في النهاية لأي شخص عبر الإنترنت - وهو ما يعتبرونه تطورًا رئيسيًا.
وقالت الدكتورة أليسون إميرسون الأستاذة بجامعة تولين التي قادت الحفريات الأخيرة، إن "الجهاز أحدث ثورة في هذا المجال، (آيباد) هو الآلة المثالية لعلم الآثار"، بحسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأضافت: "الحفريات الأثرية هي عملية مدمرة - بمجرد حفر الموقع، لا يمكن تكرار هذا العمل أبدًا - لذا فإن شاغلنا الأساسي هو التسجيل الشامل لجميع البيانات ذات الصلة حتى يتمكن الباحثون المستقبليون من "إعادة بناء الموقع".
وتستخدم إيمرسون وفريقها جهاز "آيباد" منذ عام 2010، لكنها تعتقد أن الجهاز اللوحي مهيأ لإعادة تشكيل العمل الذي تقوم به، بسبب سرعات معالجة أعلى، وعمر بطارية أفضل، والقلم والماسح الضوئي والرادار.
وتابعت الباحثة: "يسمح لنا (آيباد برو) بجمع البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة وأمانًا من أي أداة أخرى، ويتمتع بقوة المعالجة التي نحتاجها لتجميع هذه المعلومات وتقديمها بطريقة لم تكن لدى أي شخص من قبل".
ولجأ زملاء الباحثة لاستخدام "آيباد برو"، جنبًا إلى جنب مع برنامج رسم الخرائط Esri و Concepts by TopHatch، لتنفيذ العمل بلا أوراق وإنشاء قاعدة بيانات عبر الإنترنت تسمح للآخرين بإعادة حفر الموقع تقريبًا.
بدوره، قال جوردان روجرز الأستاذ في كلية كارلتون وكان أحد المشرفين على التنقيب: "الطريقة التي كنت أسجل بها دائمًا في الحفريات الماضية كانت على الورق باستخدام أقلام الرصاص أو أقلام الحبر".
وأضاف: "عندما ترسم شيئًا ما، فإنك تفعله على ورق رسم بياني، وتستخدم خيوطًا ومستويات لقياس مكان تواجد الأشياء، ثم التقاط الصور على كاميرات منفصلة وتحميلها يدويًا بمجرد عودتك إلى المنزل، كان كل شيء في مكان مختلف، وكانت كل ليلة تتطلب ساعات عديدة من نقل ملاحظات يومك إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك".
وتابع: "لقد أحدث قلم "أبل" تغييرًا هائلًا، كنا قلقين في البداية، لكن منحنى التعلم كان سريعًا جدًا، ومن المذهل حقًا مدى فاعلية وكفاءة عملية التقاط البيانات خاصة باستخدام القلم".
وتمكن روجر أيضًا من إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد لخنادقه باستخدام الماسح الضوئي "لايدار" جنبًا إلى جنب مع تطبيق من Laan Labs.
وقال روجرز: "إنه سريع حقًا - يستغرق المسح حوالي 10 إلى 15 ثانية فقط، وكان سهلًا للغاية، لقد قام بعمل جيد حقًا في التقاط كل التفاصيل ودمجها معًا، وهو ما سيكون مفيدًا جدًا بالنسبة لي للرجوع إليه عندما نقوم بتحليل البيانات في نهاية الحفر".
