مركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" تصطدم بكويكب بقصد تحويل مساره
مركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" تصطدم بكويكب بقصد تحويل مسارهمركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" تصطدم بكويكب بقصد تحويل مساره

مركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" تصطدم بكويكب بقصد تحويل مساره

على غرار فيلم هوليوود الشهير "أرماغيدون" لعام 1998، نفذت "الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء" الأمريكية (ناسا) أول مهمة إنقاذ كوكبي (مساء الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وذلك عندما اصطدمت مركبة تابعة لها بكويكب في محاولة لتغيير مداره.

واصطدمت مركبة فضائية غير مأهولة بكويكب في محاولة لحرف مسار صخرة فضائية بعيدة، وهي قصة دراماتيكية تختبر "ناسا" من خلالها ما إذا كان من الممكن استخدام هذه التقنية يومًا ما لحماية الأرض من أي تهديد فضائي.

وقبيل دقائق من اصطدام المركبة بالكويكب ديمورفوس الذي يبعد عن الأرض 11 مليون كلم، أخذت صورة الجرم تكبر شيئاً فشيئاً مع اقتراب المركبة الفضائية منه أكثر فأكثر.

وفي نقل حيّ، بثّت الكاميرات المثبّتة على المركبة الفضائية صوراً مذهلة للجرم الفلكي ظهرت فيها كل تفاصيل ديمورفوس بما في ذلك سطحه الرمادي والحصى الصغيرة التي تغطّيه. ولحظة اصطدام المركبة بالكويكب وتحطّمها عليه توقف بثّ الصور.

وتُعرف المهمة باسم "اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة" (دارت – DART). وكانت المركبة الفضائية "دارت"، التي يبلغ وزنها 589.7 كيلوغرام، تسافر بسرعة تزيد عن 22530.8 كيلومتر في الساعة عندما اصطدمت بالكويكب "ديمورفوس"، وهو صخرة فضائية أكثر ضخامة يبلغ عرضها 525 قدمًا وتدور حول صاروخ أكبر يُعرف باسم "ديديموس".

2022-09-101-4
2022-09-101-4

وكان زوج الكويكبات - ما يسميه علماء الفلك كويكبًا مزدوجاً - على بعد حوالي 7 ملايين ميل من الأرض في وقت الاصطدام ولا يمثل تهديدًا لكوكبنا.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الدكتور بوبي براون، رئيس قطاع استكشاف الفضاء في مختبر الفيزياء التطبيقية بـ"جامعة جونز هوبكنز" قوله قبل الاصطدام: "هناك احتمال بنسبة صفر بالمئة أن يأتي هذا الكويكب باتجاه الأرض".

وقامت وكالة "ناسا" ببث مباشر للاصطدام، الذي حدث في حوالي الساعة 7:15 مساءً بالتوقبت المحلي، باستخدام الصور من الكاميرا على متن المركبة الفضائية، قبل أن يتم تدمير المركبة على الفور. ووفقاً لـ"الجورنال"، اختار علماء البعثة تاريخ الاصطدام هذا لأنه جاء في وقت كان فيه النظام قريبًا نسبيًا من الأرض.

ووفقًا لمهندسي أنظمة البعثات، فإن تنظيم تصادم على بعد ملايين الأميال مع كويكب صغير نسبيًا لا يعرف العلماء الكثير عنه كان عملاً صعبًا. واستغرقت الإشارات اللاسلكية ذهابًا وإيابًا بين المركبة الفضائية "دارت" وفريق المهمة على الأرض أكثر من دقيقة.

وهذا التأخير الزمني يعني أن أعضاء الفريق لم يتمكنوا من توجيه المركبة بشكل فعال. وبدلاً من ذلك، قامت "دارت" بتوجيه نفسها باستخدام نظام الملاحة الخاص بها، وذلك وفقاً لما ذكره الدكتور أندرو تشينغ، عالم الكواكب بجامعة جونز هوبكنز وقائد فريق تحقيق مهمة "دارت".

2022-09-103
2022-09-103

من جانبها، قالت نانسي شابوت، عالمة كواكب أخرى وقائدة تنسيق مهمة "دارت": "في ما يتعلق بالتلسكوبات هنا على الأرض، ستكون هذه أفضل البيانات التي حصلت عليها على الإطلاق لهذا النظام. ستكون الأنظمة هذه قادرة على تدوين الملاحظات طوال العام الجاري وحتى العام المقبل".

وكانت المركبة الفضائية "دارت" قد تم إطلاقها في نوفمبر الماضي من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية بولاية كاليفورنيا على متن صاروخ "سبيس إكس فالكون 9". وقضت المركبة الأشهر العشرة الماضية أو نحو ذلك في الدوران حول الشمس في مسار جعلها أقرب إلى نظام الكويكبات.

ونقلت الصحيفة عن علماء في "ناسا" قولهم إن مهمة "دارت"، التي كلفت الوكالة حوالي 325 مليون دولار، تمثل "خطوة كبيرة إلى الأمام في إظهار أننا نمتلك الآن المعرفة والتكنولوجيا لحماية الأرض" من كويكب مثل "ديمورفوس".

وديمورفوس البالغ قطره حوالي 160 متراً لا يشكّل أيّ خطر على الأرض.

وفي الواقع فإنّ هذا الكويكب الصغير هو قمر يدور حول كويكب آخر أكبر حجماً يدعى ديديموس.

ويستغرق ديمورفوس 11 ساعة و55 دقيقة للقيام بدورة كاملة حول ديديموس، لكنّ وكالة ناسا تسعى من خلال المهمّة التي نفّذتها الاثنين إلى خفض هذه المدة بمقدار 10 دقائق عن طريق تصغير مدار ديمورفوس عبر تقريبه من ديديموس.

وسيستغرق الأمر ما بين بضعة أيام وبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كان مسار الكويكب الصغير قد تغيّر فعلاً بسبب الاصطدام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com