هل يمكن أن تؤثر قدرة الروبوت على الكلام في مدى ثقة المستخدمين له؟
مع تقدم الروبوتات بشكل متزايد، من المرجح أن تجد طريقها إلى العديد من أماكن العالم الحقيقي، بما في ذلك المنازل والمكاتب ومراكز التسوق والمطارات ومرافق الرعاية الصحية ومساحات المعيشة المدعومة.
ولتعزيز استخدامها وتنفيذها على نطاق واسع، يجب على الروبوتات التأكد من أن الإنسان ينظر إلى الروبوتات جيدا ويثق بها، وفقا لما أورده موقع "techxplore".
وأجرى باحثون في جامعة "لوند" في السويد مؤخرًا دراسة تهدف إلى فهم أفضل لما يؤثر على ثقة المستخدم البشري في الروبوتات.
وحاولت الدراسة، التي من المقرر أن تظهر في إجراءات ورشة عمل SCRITA في IEEE Ro-man 2022، تحديد ما إذا كانت قدرة الإنسان الآلي على الكلام يمكن أن تؤثر على ثقة المستخدم البشري فيه.
قال أماندوس كرانتز أحد الباحثين الذين أجروا الدراسة: "جاءت فكرة الورقة بعد أن وجدنا بعض النتائج غير المتوقعة في تجربة سابقة. كنا نحقق في كيفية تأثير سلوك النظرة الخاطئ على الثقة في روبوت اجتماعي بشري".
وأظهرت النتائج اختلافا كبيرا في الثقة قبل وبعد التفاعل مع الروبوت في جميع الظروف، ولكن لا يوجد انخفاض في الثقة من السلوك الخاطئ. العنصر الوحيد الذي لم يتغير بين الظروف هو خطاب قصير من الروبوت".
وتشير الأدبيات السابقة في مجال الروبوتات إلى أن ثقة البشر في الروبوتات يمكن أن تعتمد على مدى ذكائها.
وبناءً على النتائج التي جمعوها في دراستهم السابقة، بدأ الباحثون بالتفكير في إمكانية تأثير قدرة الروبوت على الكلام، والتي يمكن اعتبارها ذكاء، على مدى ثقة المستخدم البشري في الروبوت.
وقال كرانتز: "لقد افترضنا أن مكون الكلام ربما كان يزيد من الذكاء المتصور للروبوت، وهو ما يكفي، لأنّ تغيير الثقة الناتج أخفى تغيير الثقة عن السلوك الخاطئ".
ولاختبار فرضيتهم، أعاد الباحثون إجراء التجربة نفسها التي أجروها في عملهم السابق، ولكن لم يتكلم فيها الروبوت.
ووجدوا أنه عندما لا يتكلم الروبوت، يميل المستخدمون إلى الثقة به بشكل أقل ويلاحظون سلوكه الخاطئ. يشير هذا إلى أن قدرة الروبوت على الكلام قد تزيد في الواقع من ثقة المشاركين فيه.
وفي هذا الإطار، أوضح كرانتز أنه "تم عرض مقطع فيديو على كل مشارك في دراستنا لإنسان آلي يُظهر سلوكًا خاطئًا أو غير خاطئ ويتحدث أو يتم كتم الصوت، عند التحدث، يعطي الروبوت بعض الحقائق عن سلسلة من الأشياء التي تم تقديمها إليه".
وأضاف أنه "بعد مشاهدة هذا الفيديو، تم إعطاء المشاركين مجموعة من الاستبيانات المصممة لتقدير ثقتهم في الروبوت، جنبًا إلى جنب مع تصوراتهم حول ذكاء الروبوتات وقابليتها للإعجاب وحيويتها (كيف يبدو الروبوت على قيد الحياة)".
وأجرى الباحثون تجاربهم عبر الإنترنت، وشارك فيها 227 مشاركًا. عندما حللوا ردود المشاركين، وجدوا أن الروبوتات "غير المعيبة" كانت الأكثر ثقة.
ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام، أنه عندما يستطيع الروبوت الخاطئ التحدث، أفاد المشاركون بأنهم يثقون به بقدر ثقة الروبوتات غير المعيبة.
وقال كرانتز: "على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي بحثت في كيفية تأثير القدرة على التحدث على الثقة"، مضيفا "هناك بعض الدراسات المماثلة، لكنها تميل إلى التحقيق في تأثير محتويات الخطاب (عادة ما يعتذر عن خطأ)، بدلاً من امتلاك القدرة على الكلام".
وبالنسبة إلى الآثار العملية، تشير النتائج إلى أن تنفيذ شكل ما من مكونات الكلام الشبيه بالبشر قد يكون مفيدا لمصنعي الروبوتات الاستهلاكية (مثل المكانس الكهربائية الروبوتية) الذين يتطلعون إلى تقليل إهمال الروبوتات الخاصة بهم بعد حدوث خطأ في التشغيل".
ويقدم العمل الأخير الذي قام به هذا الفريق من الباحثين رؤى قيمة ومثيرة للاهتمام حول كيف يمكن أن تؤثر قدرة الروبوت على الكلام على كيفية إدراك البشر له وكيفية ارتباطهم به.
وفي المستقبل، يمكن أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها شركات ومطوري الروبوتات على التركيز بشكل أكبر على خطاب الروبوت، كوسيلة لزيادة ثقة المستخدمين المحتملين به.
