تطوير "خوارزمية" تحلل بدقة بيانات صور "الرنين المغناطيسي"

تشهد أنظمة الرعاية الصحية في الوقت الحالي تطورا مستمرا، بفضل "خوارزميات" الذكاء الاصطناعي.

وتساعد الأجهزة الذكية الأطباء في تشخيص المرضى وعلاجهم في وقت قصير، مقارنةً مع التقنيات السابقة.

ورغم الدقة والسرعة لهذه الأجهزة الطبية الذكية، إلا أنها تواجه قصورا في التحليل الدقيق لنتائج صور التصوير بـ"الرنين المغناطيسي".

ولا تزال هذه المهمة تحت مسؤولية أخصائيي الأشعة، لتحليل صور الرنين المغناطيسي وتشخيص أمراض الدماغ، في عملية تستغرق وقتا طويلا جدا للحصول على النتائج الدقيقة.

نظام ذكي بديل عن الطبيب

وفي هذا الإطار، قالت منصة "ألفا جاليليو" للبحوث العلمية، إن فريقا بحثيا نجح في تطوير "خوارزمية" ذكاء اصطناعي جديدة، تحلل بدقة بيانات صور "الرنين المغناطيسي"، في وقت قصير، ودون الحاجة إلى أخصائي الأشعة.

والباحثون متعددو التخصصات من مركز "هيلمهولتز" للبحوث، وجامعتي "ميونيخ" للتكنولوجيا، و"بون" ألمانيتين، بالتعاون مع جامعة "امبريال كوليدج لندن" البريطانية.

وأضافت المنصة أن التقنية الجديدة "لا تتطلب إجراء تحليلات مكثفة لصور التصوير بالرنين المغناطيسي، من قبل أخصائي الأشعة التي تستغرق وقتًا طويلاً".

الحفاظ على الخصوصية

وأشارت إلى أن الباحثين زودوا، خلال التجارب، "خوارزمية" الذكاء الاصطناعي الجديدة، بأكثر من 1500 صورة "رنين مغناطيسي"، تعود لأصحاء ومرضى مصابين بأنواع مختلفة من أمراض الدماغ من 4 مستشفيات في مناطق مختلفة.

وتمكنت "الخوارزمية" بعد ذلك من تحليل أكثر من 500 صورة تعود لمرضى.

وكشفت عن إصابتهم بأمراض مثل التصلب المتعدد وأمراض الأوعية الدموية وأشكال مختلفة من أورام المخ، حيث لم تكن "الخوارزميات" الحاسوبية السابقة تستطيع الكشف عنها.

وشرح الدكتور شادي البرقوني، الباحث المشارك في الدراسة، من جامعة بون الألمانية، أن "تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي الجديدة، تتعلم آليا بيانات صور الرنين المغناطيسي التي يتم تزويدها في البرنامج من مستشفيات متنوعة".

وتابع البرقوني: "إنها تقدم تحليلا موحدا لتشخيص المرض، دون الحاجة لمشاركة بيانات المريض مع مستشفيات أخرى للتشخيص الدقيق لحالته، وبذلك تحافظ على خصوصية المرضى".

طب رقمي متاح للجميع

إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، ستعمل على تطوير الطب الرقمي بشكل كبير، من خلال حماية خصوصية بيانات المرضى مع تقليل أعباء عمل أطباء الأشعة.

وقال الفريق البحثي: "يجب أن تكون الرعاية الصحية متوفرة لدى الجميع، ومن خلال دراستنا، اتخذنا خطوة في تطوير الطب الرقمي".