تقنيات الواقع المعزز تعيد للكتاب الورقي رونقه‎‎

تمكن فريق بحثي بجامعة سري من تطوير تقنيات جديدة توفر تجربة مختلفة لقراءة الكتب الورقية، حيث قام الفريق بتضمين مستشعرات داخل أغلفة وصفحات الكتب، تتيح للمستخدم تشغيل محتوى رقمي على الشاشات القريبة منه مثل شاشة هاتفه أو التلفاز، وبالتالي تمتد تجربة القراءة إلى مشاهدة محتوى مصور على شاشات إلكترونية.

أطلق الفريق على التقنية الجديدة Next Generation Paper، أو (NGP)، والتي تم تطوير 3 أجيال منها، وكانت البداية مع تصوير صفحات الكتب بكاميرا الهواتف الذكية عبر تطبيق محدد، وعند تعرف الكاميرا على محتوى الصفحة، يقوم التطبيق بعرض محتوى مصور في صورة فيديوهات وصور تتعلق بنفس مضمون الصفحة التي يقرأها المستخدم، ولكن الجيل الجديد من التقنية طور التجربة بشكل كامل وجعلها أكثر انسيابية، فالمستخدم يشغل المحتوى المصور على أقرب شاشة بأزرار مثبتة في كل صفحة دون قطع تجربة القراءة.

وقال الدكتور رادو سبوريا، المحاضر الأساسي في معهد التكنولوجيا المتطورة ATI، إن طريقة استخدام البشر للكتب قد تغيرت على مدار الزمن، فقد توفرت خلال السنوات الماضية أجهزة القراءة الإلكترونية للكتب وكذلك الأجهزة الذكية مثل الهواتف؛ ما دفع بأسهم الكتب الإلكترونية على حساب الكتب الورقية، ولكن لم يتمكن بديل من تقديم تجربة هجينة تجمع الاثنين معا.

وأضاف أن الكتب المعززة A-Books ستفتح المجال أمام تجارب جديدة كليا لمختلف أنواع الكتب، خاصة على مستوى كتب السياحة والسفر والرحلات والتعليم، فمع التقنية الجديدة ستقدم الكتب المعزز للقراء تجربة ثرية بالمحتوى التفاعلي، بحيث يمكن للقارئ الاستمتاع بتجربة قراءة الكتب الورقية، مع دعمها بمحتوى يجعل المستخدم يحصل على معلومات بصرية عبر أقرب شاشة إليه، إلى جانب تلك المطبوعة داخل الورق.

وتعتمد تقنيات فريق جامعة "سري" على استخدام تقنيات موفرة في استهلاك الطاقة، وكذلك أوراق مدعومة بدوائر كهربائية ومستشعرات ذكية، بحيث يكون المظهر الخارجي للكتب المعززة مطابقا للكتب التقليدية، بينما التجربة المقدمة من خلالها مختلفة كليا عن نظيرتها القديمة.

ويخطط الفريق للعمل خلال الفترة المقبلة على تطوير واجهات استخدام أكثر تفاعلية للمستخدمين داخل الكتب المعززة، وكذلك تطوير الخامات والمواد والأساليب التي يتم استخدامها في الطباعة وصناعة أوراق الكتب الذكية الجديدة.