بعد هجوم عائلة كارداشيان.. "إنستغرام" ترد: تركيزنا على الفيديو أمر لا مفر منه

شهدت الأربع والعشرين ساعة الماضية سجالًا شديدًا بين مستخدمي "إنستغرام" بسبب التصميم التجريبي الجديد للتطبيق الرقمي الذي يشبه كثيرًا منافسه "تيك توك"، ومست حملة الانتقادات هذه عائلة كارداشيان الشهيرة، خاصة كيم وشقيقتها كايلي جينر.

وتعد كايلي جينر المرأة الأكثر متابعة عبر المنصة الرقمية بواقع 360 مليون متابع، والشخصية الثانية بعد لاعب كرة القدم، كريستيانو رونالدو.

وشاركت كيم وكايلي منشورًا متداولًا يقول: "اجعل إنستغرام كما كان مرة أخرى. توقف عن محاولة تقليد تيك توك. أريد فقط أن أرى صورًا لطيفة لأصدقائي. مع خالص التقدير".

وظهر المنشور هذا بعدما عبر عدد من مستخدمي منصة الصور الأشهر في العالم عن استيائهم من الشكل التجريبي للتطبيق الذي جلب واجهة مشابهة لتطبيق "تيك توك"، من خلال تضمين مقاطع "ريلز" (Reels) بملء الشاشة في الخلاصة الرئيسة (Feed) لديهم.

في المقابل، نشر رئيس منصة "إنستغرام"، آدم موسيري، مقطع فيديو، اليوم الثلاثاء، يعالج فيه المخاوف المتزايدة بشأن التغييرات في خلاصة التطبيق وتركيزه المتزايد على الفيديو.

وقال موسيري: "نحن نجرب عددًا من التغييرات المختلفة على التطبيق، لذا فإننا نسمع الكثير من المخاوف منكم جميعًا". وأضاف: "إذا كنت ترى إصدارًا جديدًا بملء الشاشة من الخلاصة فاعلم أنه اختبار،  على الأقل بالنسبة إلى نسبة قليلة من الأشخاص الموجودين هناك والفكرة هي أن تجربة ملء الشاشة، ليس فقط للفيديو ولكن للصور، قد تكون تجربة تفاعل أكثر إمتاعًا".

واعتبرت تقارير متخصصة نشرت، اليوم الثلاثاء، أن حديث موسيري يعد اعترافًا ضمنيًا بالمخاوف المتداولة، منذ يوم أمس، بشأن الخلاصة المثيرة للجدل بملء الشاشة، وأنه أدرك أيضاً حقيقة أن هذه الواجهة الجديدة ليست "حقًا مثالية".

وأشارت التقارير، إلى أن كايلي جينر كانت قد تسببت في أزمة لتطبيق الفلاتر الشهير، "سناب شات"، عندما أعلنت، في العام 2018، أنها لن تستخدم التطبيق مرة أخرى، مما تسبب في هبوط ملحوظ لأسهم شركة "سناب" الأمريكية المالكة للتطبيق الرقمي.

ورأت التقارير، أن حديث موسيري جاء خشية حدوث أزمة مماثلة لمنصة "إنستغرام" المملوكة لشركة "ميتا" الأمريكية. والجدير بالذكر، أن كيم وكايلي تمتلكان أكثر من 686 مليون متابع على منصة الصور.

وصرح موسيري: "أريد أن أكون واضحًا، سنواصل دعم الصور لأنها جزء من تراثنا. ومع ذلك، يجب أن أكون صادقًا، أعتقد أن المزيد والمزيد من المنشورات عبر إنستغرام ستصبح مقاطع فيديو بمرور الوقت. نحن نرى هذا حتى لو لم نغير شيئًا. نحن نرى هذا حتى لو ألقيت نظرة على الخلاصة الزمنية".

وأضاف موسيري: "إذا نظرت إلى ما يشاركه الناس على إنستغرام، فنحن نسير على الخطى الصحيحة (أي التركيز على مقاطع الفيديو بمرور الوقت)."

وتابع: "إذا نظرت إلى ما يحبه الأشخاص وما يستهلكونه وتشاهده على إنستغرام، فهذا أيضًا يتحول أكثر وأكثر إلى الفيديو بمرور الوقت، حتى عندما نتوقف عن فرض رسوم على أي شيء"، مشددًا: "سنحتاج إلى التطور لأن العالم يتغير بسرعة وعلينا أن نتغير معه".

من جانبها، دعت تاتي بروينينغ، مصورة الأزياء الشهيرة "إنستغرام" إلى الاستماع بشكل أكثر شفافية إلى شكاوى المبدعين عبر المنصة بسبب التصميم الجديد.

وكتبت بروينينغ، وهي واحدة من أوائل الشخصيات العامة التي تداولت المنشور: "من الخطأ تبديل الخوارزمية لمنشئي المحتوى الذين كسبوا لقمة العيش من خلالها وساهموا في إجبار المجتمع على تغيير اتجاه المحتوى وأسلوب حياتهم بالكامل لخدمة خوارزمية جديدة".

في غضون ذلك، تحدث تقارير عن إصابة عدد من المستخدمين أيضًا بـ"الإحباط" بسبب عدد "التوصيات" في خلاصاتهم الرئيسة، وهي الطريقة التي يقدم بها "إنستغرام" للمستخدم المحتوى من الحسابات التي لا يتابعها، في خطوة وصفت أيضًا بأنها تقليد واضح لتوصيات "تيك توك" المعروفة باسم صفحة "TikTok For You".

وقال موسيري في هذا الشأن: "إذا كنت ترى أشياء في خلاصتك عبارة عن توصيات لست مهتمًا بها، فهذا يعني أننا نقوم بترتيب وظيفي سيئ، ونحن بحاجة إلى تحسينه".

وأضاف: "يمكنك الخروج بتوصية صحيحة، أو يمكنك تأجيل جميع التوصيات لمدة تصل إلى شهر، أو الانتقال إلى الخلاصة التالية".

وأكد موسيري، أن هذه التوصيات ستستمر في الظهور في الخلاصات، على الرغم من أنه يعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لمساعدة المبدعين في الوصول إلى المزيد من الأشخاص، خاصة المبدعين المبتدئين. وفور نشر الفيديو، لقيت رسالة موسيري انتقادات واسعة أيضًا بين مستخدمي منصة الصور.

وبدأت منصة الصور الاهتمام بالفيديو، خاصة مقاطع "ريلز"، منذ منتصف العام الماضي وحتى الآن، حيث تحاول "إنستغرام" مطاردة هيمنة "تيك توك" على هذا الاتجاه، لدرجة أنها أعلنت أنها لم تعد مجرد مكان لمشاركة الصور. وعرضت المنصة على صانعي المحتوى و"الانفلونسرز" مكافآت نقدية مغرية إذا نجحوا بما فيه الكفاية، مستغلة مبالغ "تيك توك" الضئيلة لمنشئ المحتوى.