إدراك الصوت عند الحديث يساعد في علاج الهلاوس السمعية
إدراك الصوت عند الحديث يساعد في علاج الهلاوس السمعيةإدراك الصوت عند الحديث يساعد في علاج الهلاوس السمعية

إدراك الصوت عند الحديث يساعد في علاج الهلاوس السمعية

أكدت دراسة جديدة مدى أهمية إدراك البشر لأصواتهم، وتأثير ذلك على تأكيد الشعور بالسيطرة على الكيان الذاتي للإنسان، وفهم وتحليل الهلاوس السمعية.

ويؤكد الباحثون أن نتائج الدراسة الجديدة ستمهد الطريق نحو تحقيقات ودراسة مستقبلية حول مدى سيطرة الإنسان على صوته، وأهمية ذلك لفهم وتشخيص أعراض حالات الإصابة بهلاوس مسموعة.

ويرى علماء النفس أن إحساس الشخص بفاعليته (Sense of Agency) يأتي من الشعور بالإدراك والسيطرة على ما يقوم به من أفعال في العالم الواقعي الذي يعيش فيه.

ولتحقيق تلك السيطرة، من المطلوب الإحساس بالقدرة على التأثير على الصوت المسموع، وتوافق إدراك الشخص لالتزامه الصمت عندما يكون صامتا بالفعل، وشعوره بصوته واستماعه له عندما يبدأ بالكلام.

ورغم مدى أهمية الشعور بالسيطرة على صوت الكلام، إلا أن علماء النفس يشيرون إلى أن هذا الإحساس بالفاعلية السمعية يفقده أحيانا بعض المصابين بالفصام، فعندما ينفردون بأنفسهم يفقدون هذا الإحساس، لأنهم يستمعون إلى أصوات، ولكن عقولهم لا تدرك أنهم يتحدثون، والعكس صحيح، لذلك فإنهم يواجهون مشكلة كبرى في تمييز أصواتهم عند التحدث.

وأوضح الفريق البحثي أن الهلاوس السمعية تتطور من فقدان المريض الإحساس بالفاعلية والسيطرة على صوته عند الكلام، فيُخيل إليه أن شخصا آخر يتحدث وهو غير موجود، بينما في حقيقة الأمر هو شخصيًّا مَن يتحدث.

وفي محاولة لمعالجة تلك المشكلة، قام فريق من علماء النفس بجامعة طوكيو بتقييم منهجي لقدرة الناس على التعرف على أصواتهم، إذ يشير ريو أوهاتا، الباحث الرئيس في الدراسة، إلى أن سماع الشخص لصوته خلال التحدث هو عامل حاسم في إدراكه أنه صاحب السيطرة الوحيد على صوته وحديثه.

وتضمنت الدراسة عينة بحثية قوامها 28 متطوعا، تمت مطالبتهم بنطق أصوات الحروف المتحركة البسيطة والرد على تسجيلات بأصواتهم، والتي يتم تشغيلها بنبرات صوتية مختلفة، ثم يتم مطالبة المشاركين بتحديد ما إذا كانت تلك الأصوات بالفعل تخصهم أم لا.

وتوصل الفريق إلى أن المتطوعين يميلون إلى التعرف على أصواتهم عندما يتم تشغيلها في طبقة الصوت العادية، إذ اتضح وجود صعوبة قصوى في تمييز الأصوات عند تشغيلها بنبرات منخفضة أو مرتفعة.

وساورت الشكوك بعض المشاركين فيما يتعلق بأصواتهم المسجلة عند استماعهم لها، إذ اعتقدوا أن الصوت كان لشخص آخر.

ويوضح الفريق أن نتائج تلك الدراسة ستكون أساسا علميا لدراسات وتحقيقات مستقبلية في علم سيكولوجية الحديث، ومن الممكن أن يساعد بشكل فعَّال في علاج الهلاوس السمعية مستقبلا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com