باحثون ألمان يبتكرون تقنية جديدة لمكافحة الهجمات الإلكترونية

طور فريق بحثي ألماني مشترك من جامعة "الرور بوخوم"، ومعهد ماكس بلانك لأبحاث الحاسوب الخاصة بالأمان والخصوصية (MPI-SP)، في ألمانيا، تقنية جديدة ترصد التلاعب بمكونات الأنظمة الحاسوبية باستخدام موجات الراديو، لمكافحة الهجمات الإلكترونية.

وذكرت مجلة Rubin العلمية، الخاصة بجامعة ""الرور بوخوم"، أن التلاعب بمكونات الأجهزة الحاسوبية يمثل خطراً أكبر من الهجمات الإلكترونية عن بعد، والتي يمكن استخدامها لقراءة المعلومات، مثل بيانات بطاقة الائتمان من قارئ البطاقة.

وفي التقنيات الحالية، يمكن حماية مكونات الأنظمة الحاسوبية بشكل فردي من مثل هذه التلاعبات، وعلى سبيل المثال: "عنصر الذاكرة أو المعالج".

وعادةً ما يتم ذلك باستخدام نوع من الرقائق ذات أسلاك رفيعة، ويتم لف مكون الأجهزة بها، وفي حالة تلف الرقاقة يتم إطلاق إنذار.

بينما يستخدم الابتكار الجديد المطور من قبل الباحثين الألمانيين تقنية موجات الراديو لمراقبة نظام حاسوبي بأكمله.

ويمكن للتقنية الجديدة مراقبة الأنظمة الحاسوبية بموجات الراديو التي تتفاعل مع أدنى تغيرات في الظروف المحيطة.

ويمكنها بالتالي حماية أنظمة حاسوبية بأكملها، وليس فقط المكونات الفردية كما يحدث في التقنيات التقليدية، حيث تؤدي ذلك بتكلفة أقل.

وشرح بول ستات، الباحث المشارك في الدراسة، أن البيانات في النهاية ليست أكثر من تيارات كهربائية تنتقل بين مكونات الكمبيوتر المختلفة عبر مسارات موصلة للكهرباء، ويمكن أن يكون الجسم المعدني الصغير، الموجود في المكان المناسب على الجهاز، كافيًا للاستفادة من تدفقات المعلومات.

وخلال التجارب، قام الباحثون بتثبيت هوائيين في النظام: جهاز إرسال وجهاز استقبال.

ويرسل جهاز الإرسال إشارة راديو خاصة تنتشر في كل مكان في النظام، حيث تعكسها جدران ومكونات جهاز الكمبيوتر.

وكل هذه الانعكاسات تؤدي إلى وصول إشارة إلى جهاز الاستقبال، وهو ما يميز النظام مثل بصمة الإصبع.

وقام خبراء تكنولوجيا المعلومات بتجهيز جهاز حاسوبي تقليدي بهوائيات راديو وثقبوا غلافه بفتحات على مسافات منتظمة.

ومن خلال هذه الثقوب، ترك الباحثون إبرة معدنية دقيقة تخترق داخل النظام وفحصوا ما إذا كانوا قد لاحظوا التغيير في إشارة الراديو.

وفي هذه العملية، قاموا بتغيير سمك الإبرة وموضعها وعمق الاختراق.

وأثناء تشغيل جهاز الحاسوب، اكتشفوا بشكل موثوق تغلغل إبرة بسمك 0.3 مليمتر، مع نظامهم من عمق اختراق يبلغ 1 سنتيمتر.

وأكد الباحث بول ستات أن التكنولوجيا تتفاعل مع أدنى التغييرات، حيث تكفي التغييرات الطفيفة في النظام لإحداث تأثير ملحوظ.

وقال الفريق البحثي: "لا يزال النظام يكتشف إبرة يبلغ سمكها 0.1 ملليمتر، ولكن ليس في جميع المواضع، حيث كلما اقتربت الإبرة من هوائي الاستقبال، كان اكتشافها أسهل".

وأوضح الباحثون أن جهاز الهوائي يجب أن يكون قريباً قدر الإمكان من المكونات التي تتطلب درجة عالية من الحماية.