هل تحول آراء ماسك التحررية تويتر إلى ساحة فوضى؟‎
هل تحول آراء ماسك التحررية تويتر إلى ساحة فوضى؟‎هل تحول آراء ماسك التحررية تويتر إلى ساحة فوضى؟‎

هل تحول آراء ماسك التحررية تويتر إلى ساحة فوضى؟‎

أشارت تصريحات إيلون ماسك عن شرائه لتويتر إلى نيته في القضاء على التحكم بالمحتوى على المنصة؛ ما أثار جدلا واسعا حول الغموض المحيط بمستقبلها.

وعن حرية التعبير وعلاقتها ببعض السلوكيات المسيئة؛ قال كيفين إيسترلينغ، الأستاذ الدكتور في العلوم السياسية والسياسات العامة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، إن "مصطلح حرية التعبير تاريخيا هو تسهيل النقاش بين أشخاص لكل منهم منظور مختلف حول سياسات مختلفة بما يشبه سوقا من الأفكار، ولكن ماسك لديه تصور مثالي تحرري لهذا السوق".

وأوضح أن "هذا يتعارض مع مشكلتين في التعبير؛ الأولى أن تويتر يمثل مشاعا أكثر منه سوقا؛ ما يعني أنه لا توجد أسعار تحدد مساهمة الناس فيه، ما قد يدفعهم لسوء استخدامه، وكأننا نعطي الإذن للمصانع بتلويث البيئة كما يحلو لها".

وأضاف: "تكمن المشكلة الثانية في أنه حتى الأسواق الفعالة تكون منظمة بمجموعة قواعد من قبل الحكومة تمنع الاحتيال والاحتكار، وفي حال فقد تويتر هذه القواعد، سيصبح ملوثا بشتى أنواع المحتوى والأشخاص السيئين؛ ما سيمنع عمل سوق الأفكار على المنصة، وسيعيق هدف حرية التعبير في تحقيق الديمقراطية"، وفقا لموقع تك إكسبلور.

ضبط تويتر

ونصح إيسترلينغ بضرورة ضبط ماسك لتويتر؛ وقال إنه "من غير المجدي اقتصاديا ألا يمتلك ماسك نوعا من الإدارة الفعالة للمنصة، فغياب الإدارة وشروط الاستخدام المحكمة، سيؤدي إلى تحول تويتر لمنصة سيئة المحتوى تدفع المستخدمين والمعلنين إلى تركها".

وقال إيسترلينغ، مدير مختبر التقنية والاتصالات والديمقراطية، إن "تويتر منظمة كبيرة بما فيه الكفاية وتحتاج إدارتها إلى فريق يُرجَّح أن يعمل على تقديم الاستشارة لماسك عن سياسات المنصة، للحفاظ على رضى المستخدمين والموظفين والمعلنين".

مخاطر

وعبر إيسترلينغ عن قلقه من احتمال تراجع تويتر في تقييد انتشار المعلومات الخاطئة؛ لأن ذلك "يؤدي إلى مزيد من العنف، ويقلل من قيمة الديمقراطية المعتمدة على مشاركة الرأي والقناعات في حقائق محددة".

وقال إيسترلينغ، إن "ماسك لديه آراء قوية فيما يخص التعبير غير المقيد، ومن الممكن أن يحول المنصة إلى ساحة فوضى من التعبير غير المقيد، ولكنني أظن أن لا أحد يعرف إجابة ذلك، ولا حتى ماسك نفسه؛ لأن امتلاك أفكار مجردة يختلف تماما عن ممارسة عملية وضع الشروط اللازمة والسياسات المعقدة لاستخدام التواصل الاجتماعي".

وأضاف: "تعمل منصات التواصل الاجتماعي على تقييد المحتوى الضار الذي ينفر منه المستخدمون وفي نفس الوقت يسمحون بالمحتوى الذي يجده المستخدمون جذابا".

وتوقع إيسترلينغ أن يسمح ماسك للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالعودة إلى تويتر، بعد حرمانه منه؛ ما قد يؤدي إلى انعكاسات كبيرة بخصوص انتشار المعلومات الخاطئة على تويتر، وسيعطي ترامب الفرصة لتحقيق ظهور أكبر خلال الانتخابات المقبلة.

ويبقى مستقبل تويتر غامضا، وتتأرجح الآراء حول استمراره كمنظمة يديرها فريق من المتخصصين، أو تحوله إلى شركة خاصة يديرها شخص واحد، وتتأثر بشكل مباشر بآرائه الشخصية.

ورأى إيسترلينغ أن تجارب سابقة لاستحواذ أصحاب المليارات على منصات إعلامية، أثبتت أنه ليس بالضرورة أن يتحولوا إلى سياسيين.

وقال إيسترلينغ: "اشترى جيف بيزوس صحيفة واشنطن بوست، وكذلك اشترى باتريك سوون شيونغ صحيفة إل إيه تايمز، ولكن أفكارهم الخاصة لم تؤثر على منشورات هاتين الصحيفتين؛ لأنهما يمتلكان فريق تحرير وغرفة أخبار خاصة".

وأضاف: "تويتر أيضا يمتلك فرقا عدة مختصة بمراقبة المحتوى والحفاظ على نزاهته، إلا أنهم لا يملكون سلطة مستقلة؛ لذلك فمن المحتمل أن يكون لآراء ماسك الشخصية تأثير على تحديد اتجاهات تويتر، وسيرى الناس امتلاكه للمنصة على أنها نشاط سياسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com