باحثون يطورون "مادة لينة" تحول مركبة أرضية إلى آلة طائرة
طوّر باحثون في الولايات المتحدة، مادة جديدة ساعدتهم على ابتكار "روبوت" يتحول من عربة أرضية إلى آلة طائرة، ما قد يشكل قفزة في مجال تطوير الروبوتات اللينة والأجهزة القابلة للارتداء.
وحسب دراسة الباحثين من جامعة "فرجينيا تك" التي نشرت في مجلة "ساينس روبوتيك" العلمية، فإنهم استلهموا تلك الفكرة من الكائنات الحية وقدرتها على تغير شكلها باستمرار لتؤدي وظائف مختلفة ثم تعود إلى حالتها الأصلية، وعضلة الإنسان خير مثال على ذلك".
وعمل الفريق على "تطوير مادة طرية بما يكفي للتحول إلى أشكال جديدة مع احتفاظها في نفس الوقت بالصلابة الكافية لتشكيل آلة تستطيع أداء وظائف مختلفة"، حسب موقع "تك إكسبلور" التقني.
واستفاد الباحثون من "فن تشكيل الورق الياباني (كيريجامي)؛ المعتمد على قص الورق وفق أشكال معينة بدلا من طيها كما في فن (الأوريجامي)".
وذكر الموقع في تقريره أن "الباحثين أنشؤوا بنية مادية لنمط هندسي متكرر من المطاط بعد رصدهم وجود قوة أنماط كيريجامي في المطاط والمواد المركبة".
وأشار إلى أن "النمط المطاطي لا يكفي، إذ احتاج الفريق إلى مادة أخرى تساعد الروبوت على التحول حسب الرغبة".
وأدخل الباحثون لذلك الغرض، "هيكلا داخليا من خليط معدني يتمتع بدرجة انصهار منخفضة ضمن الجلد المطاطي".
ووفق التقرير فإن "المطاط الخارجي يحمي الهيكل من التصدع أو الانحناء إلى شكل غير مرغوب فيه، ويعطيه القابلية مع الخليط المُدخل للتشكل بأي هيئة".
وأشار إلى أن "الباحثين أضافوا سخانات ناعمة بجوار الشبكة تعيد المعدن إلى شكله السائل عند درجة حرارة منخفضة نسبيا (60 درجة مئوية) ليعود الهيكل إلى شكله الأصلي".
"وبعد أن يبرد المعدن يعطي الروبوت الصلابة الكافية للحفاظ على الهيكل العام"، حسب المصدر عينه.
وتتميز التقنية الجديدة بإضفاء خاصية التعافي للروبوت، ليستطيع بعد تعرضه لصدمة تُفقِد الهيكل لشكله، وأن يُصلحه بصهر الخليط الداخلي.
وساعدت هذه الطريقة في تكوين مجموعة واسعة من الأشكال المعقدة فضلا عن تغييرها بسرعة كبيرة.
ويرى الباحثون أهمية دور المركبات المتحولة في المجال الناشئ للروبوتات اللينة، باعتبار أن لها القدرة على إنشاء آلات تؤدي وظائف متنوعة فضلا عن خاصية التعافي الذاتي.
وكذلك تحفيز الأفكار المختلفة في الأجهزة القابلة للارتداء، الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة لمجال الروبوتات.
