خبراء: عقبات كبيرة تعترض طريق زوكربيرج نحو تأسيس "ميتافيرس"

على الرغم من أن موقع "فيسبوك" غير وجه العالم في فترة ما، إلا أن مسعى فيسبوك نحو إطلاق تكنولوجيا جديدة تغير العالم من جديد، سيكون طريقا محفوفا بالعوائق وبالعديد من مشاكل تنظيمية وتكنولوجية ومشكلات متعلقة بالعلامة التجارية.

تراجع قاعدة المستخدمين

كشفت شركة "ميتا" التي يتبع لها موقع فيسبوك، في أحدث إحصائياتها، أن الموقع قد سجل أول انخفاض في عدد المستخدمين النشطين يوميًا - وهو مقياس رئيسي للمستثمرين - منذ تأسيسه في عام 2004.

وقالت صحيفة "الغارديان"، في تقرير يعتمد على أراء الخبراء حول العقبات التي ستواجه تقنية "ميتافيرس" التي تطلقها فيسبوك للتواصل عبر الواقع الافتراضي المعزز "إن موقع فيسبوك شهد انخفاضا من 1.93 مليار مستخدم بين تموز يوليو وأيلول سبتمبر من العام الماضي إلى 1.929 مليار مستخدم في الأشهر الثلاثة حتى كانون الأول ديسمبر، وكانت ذلك نتيجة انخفاضا في مناطق من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، على الرغم من انخفاض النمو في الولايات المتحدة أيضا، وهي ليست بالمرة الأولى التي يشهد خلالها الموقع انخفاضا من المستخدمين الأمريكيين".

وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن "الشركة باتت تخسر أيضًا المستخدمين الشباب، الذين يمثلون فئة ديموغرافية رئيسية للمعلنين والذين يوفرون 97% من عائدات شركة ميتا، وفقا للوثائق التي سربها مبلغ الشركة فرانسيس هوجين".

ويقول المحللون في شركة الأبحاث Forrester "إن ميتا وشركتها الفرعية إنستغرام تواجهان منافسة متزايدة من منصة الفيديو الصينية تيك توك".

بينما علق مايك برولكس، نائب الرئيس ومدير الأبحاث في شركة Forrester، قائلا إن "ميتا لديها مشكلة مع جيل الألفينات".

ميتافيرس.. تحت المجهر

وأوضحت الصحيفة، أن تدقيق التنظيمات المكثف الذي تخضع له شركة "ميتا"، يؤكد استبعاد فكرة شراء منصة وسائط اجتماعية كبيرة أخرى.

وذكرت أن محكمة في العاصمة واشنطن قضت الشهر الماضي بأن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية لديها دعوى قانونية "جديرة بالتصديق" ضد شركة "ميتا"، حول الدعوى القائلة بأن الشركة قد خنقت منافسيها من خلال شراء تطبيقات الخصوم مثل واتساب وإنستغرام.

وعقبت "ريبيكا ألينزورث"، أستاذة القانون في جامعة "فاندربيلت"، قائلة "إن التوقعات التنظيمية لشركة ميتا قد تغيرت بشكل كبير منذ أن اشترى فيسبوك موقع إنستغرام مقابل مليار دولار قبل عقد من الزمان".

وأضافت: "أولاً، نظرًا لأن وكالات مكافحة الاحتكار الأمريكية ترصد في عمليات اندماج شركات التقنية بشكل عام حاليا بكثير من التدقيق، ولأن إحدى تلك الوكالات (لجنة التجارة الفيدرالية)، الآن في المحكمة تجادل بأن ميتا على وجه الخصوص تستخدم عمليات الاستحواذ بشكل معاد للمنافسة."

وأفادت الغارديان "بأن قضية لجنة التجارة الفيدرالية المرتقبة والتدقيق التنظيمي المكثف، لا يمنعان شركة ميتا الغنية بالسيولة، والتي تملك 48 مليار دولار على الأقل لنفقاتها، من محاولة إبرام صفقة ضخمة، لكنها تؤكد أن زوكربيرج يعمل في بيئة معادية".

مزيد من التدقيق

ومضت الصحيفة تقول "إنه لا يقتصر التدقيق في ميتا على عمليات الاستحواذ المحتملة، إنما يتضمن سلسلة لا نهائية حول الخلافات العامة في السنوات الأخيرة وما نتج عن ذلك من عمليات تخضع للمراجعة الدقيقة".

وأكد "بول باريت"، نائب مدير "مركز ستيرن للأعمال وحقوق الإنسان في جامعة نيويورك"، أن "تمكن زوكربيرج وزملائه من ابتكار موقع فيسبوك، مدفوع بالاهتمام العام"، وتابعَ: "لكن الآن، سيفحص كل تحركاته المنافسون، والمقلدون المحتملون".

وأكدت الصحيفة أن فيسبوك شهد عددا من الخلافات مؤخرا شملت "انتشار المعلومات المضللة حول الانتخابات الأمريكية لعام 2016، وفضيحة كامبريدج أنالاتيكا، ودور فيسبوك في اضطهاد الروهينغا في ميانمار، ومؤخرًا ما كشف عنه المبلغ هوجين حول الآثار الصحية الخطيرة للمنصة على الشباب.

وقال باريت عن زوكربيرج: "سيطالب الناس بمعرفة ما إذا كان سيتجنب بعض الأخطاء التي أسهمت في العديد من الجدل المثار حول فيسبوك وميتا".