اختفاء "فيسبوك" من الإنترنت.. أزمة سياسية أم مشكلة فنية؟
اختفاء "فيسبوك" من الإنترنت.. أزمة سياسية أم مشكلة فنية؟اختفاء "فيسبوك" من الإنترنت.. أزمة سياسية أم مشكلة فنية؟

اختفاء "فيسبوك" من الإنترنت.. أزمة سياسية أم مشكلة فنية؟

كشفت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن الأزمات السياسية التي يتعرض لها فيسبوك، ورغم تداعياتها الاقتصادية السلبية الهائلة، ليست طرفًا أصيلًا في كارثة اختفاء موقع التواصل الاجتماعي العملاق وتابعيه إنستغرام وواتساب.

ومساء أمس الاثنين، لم يعد بإمكان مئات الملايين من الأشخاص حول العالم فجأة استخدام  فيسبوك أو واتساب أو إنستغرام، بينما تؤكد المجلة الألمانية أن "نظام تشغيل غير معروف نسبيًا" كان كلمة السر في تعطيل واختفاء الخدمة من شبكة الإنترنت.

ومن الناحية السياسية، يتعرض فيسبوك حاليًا لضغط كبير، وستقدم المبلغة فرانسيس هاوجين (موظفة سابقة في فيسبوك) للكونغرس الأمريكي، في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، العديد من وثائق الشركة الداخلية التي تشمل مخالفات تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في وقت تدرك فيه الشركة جيدًا وجود العديد من المشكلات المجتمعية التي تسببها خدماتها، مثل فيسبوك وإنستغرام، في جميع أنحاء العالم.

وافترض كثيرون أن الساعات العديدة من فشل وتعطل المنصات الثلاث، أمس الاثنين، كانت مرتبطة بالكشف عن تلك الوثائق الداخلية أو النقاش السياسي حولها، ولكن الأمر ربما كان مجرد مشكلة فنية عادية هي التي أدت إلى الفشل، فيما ترتبط على ما يبدو بخطأ في التكوين بنظام يربط الإنترنت على المستوى الأعلى، بحسب "شبيجل".

سبب المشكلة

يضمن ما يسمى بـ"بروتوكول بوابة الحدود"، وهو المعروف اختصارًا بـ BGP، أن تجد البيانات طريقها على الإنترنت، حيث إن الشبكة المعلوماتية تتكون في النهاية من العديد من الشبكات الأصغر المتصلة ببعضها البعض عبر BGP.

ويمتلك اللاعبون الكبار، مثل "غوغل" و "فيسبوك"، شبكاتهم الخاصة ويرتبطون مباشرة بـ BGP. وهناك يتعين عليهم الإعلان عن طرق الاتصال بشكل منتظم. وهي الطرق المعنية، إذا جاز التعبير، بتأمين توجيهات فنية تخبر المشاركين الآخرين في BGP كيف يمكنهم الوصول إلى شبكة معينة.

وفق "دير شبيجل"، هذا هو بالضبط المكان الذي نشأت فيه المشكلة، أمس الاثنين، فقد اختفت شبكة Facebook من شبكة BGP.

ونقلت المجلة الألمانية عن شركة Cloudflare، وهي شبكة مختصة بتوصيل خدمات المحتوى الرقمي، أنه "لم يعد هناك أي توجيهات فنية تخبر الروابط الأخرى في شبكة BGP بكيفية الاتصال بـ Facebook".

تقول "شبيجل": "ربما كان السبب في ذلك خطأ من جانب فيسبوك نفسه، حيث أعلنت الشركة أنه تم إجراء تغيير غير صحيح في التكوين على أنظمة التوجيه الخاصة بها، مما أدى إلى هذا التأثير. وقد كتب فيسبوك أنه لا يوجد دليل على أنه تم اختراق البيانات الشخصية. وفي هذه الحالة، هذا أمر قابل للتصديق تمامًا: من الناحية الفنية، لم يكن Facebook ببساطة متصلًا ببقية الإنترنت".

وقد أدى فشل الشركة أيضًا إلى تأثيرات غير مباشرة، حيث حاول عدد لا يحصى من أنظمة الكمبيوتر والهواتف الذكية مرارًا وتكرارًا الوصول إلى فيسبوك بعد اتصالات غير صحيحة.

وبخصوص ما يسمى بـ"خوادم الأسماء" المسؤولة عن ترجمة أسماء النطاقات مثل Facebook.com إلى عناوين على الإنترنت، فقد أدى تعطل الخدمة إلى المزيد من الاستفسارات، وبالتالي زيادة الاستخدام، بحسب المجلة الألمانية.

وقد واجه فيسبوك أيضًا بعض مشكلات المتابعة داخليًا، إذ يستخدم هيكل الاتصال الداخلي والعمل بالكامل في Facebook أنظمة متصلة بالإنترنت، لم يكن من الممكن الوصول إليها على ما يبدو.

بنية هشة

ويعد نظام BGP عنصرًا مهمًا في البنية التحتية التي تربط الإنترنت معًا، لكن من المعروف أنها هشة ولديها مشاكل أمنية نظامية، لذلك تقول "شبيجل": "في الماضي حدث مرارًا وتكرارًا أن حركة مرور البيانات تمت إعادة توجيهها إلى العنوان الخطأ في شبكة BGP.. في بعض الأحيان يكون شيء من هذا القبيل مجرد خطأ، وأحيانًا يرتبط الأمر بالتجسس على البيانات".

وتضيف: "في عام 2019، تسببت تجربة علمية في إخفاقات واسعة النطاق في BGP، خاصة في آسيا وأستراليا، فقد أراد فريق دولي من العلماء معرفة ما إذا كان بإمكانهم تقديم دور جديد بوظائف مغايرة في BGP، ومع ذلك، أدى خطأ في البرنامج الذي تم استخدامه على العديد من روابط BGP إلى تعطل النظام على الخوادم ذات الصلة، ثم تم إنهاء التجربة على الفور لحل المشكلة".

وتُظهر بيانات Google أن عددًا قليلاً جدًا من المستخدمين يعرفون نظام BGP، على الرغم من أنه يجمع الإنترنت بشكل أساسي. "وعلى أي حال، ارتفع عدد عمليات البحث عن الاختصار بشكل حاد، يوم الاثنين، حوالي الساعة 6 مساءً"، حسب "شبيجل".

وتشير المجلة الألمانية إلى أنه بالنسبة إلى فيسبوك، ربما تكون لفشل خدماته في النهاية عواقب قصيرة المدى فقط، لكن "بالنسبة للإنترنت، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية التعامل مع مركزية البنية التحتية، وعلى أي أساس هش تكون البنية التحتية الأساسية للشبكة جزئيًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com