"ناهوفت".. طوق نجاة الإيرانيين لكسر الرقابة الحكومية على الإنترنت
"ناهوفت".. طوق نجاة الإيرانيين لكسر الرقابة الحكومية على الإنترنت"ناهوفت".. طوق نجاة الإيرانيين لكسر الرقابة الحكومية على الإنترنت

"ناهوفت".. طوق نجاة الإيرانيين لكسر الرقابة الحكومية على الإنترنت

وسط تزايد غير مسبوق لسيطرة الحكومة الإيرانية على الإنترنت، وإخضاعه لعمليات واسعة من الرقابة والحجب، راج مؤخرا بين الإيرانيين استخدام تطبيق "ناهوفت" والتي تعني "مخفي" بالفارسية؛ لتشفير رسائلهم بطرق مبتكرة تمكنهم من التواصل بحرية.

ووفق موقع "wired" المعني بالشؤون التقنية، فإن التطبيق المذكور يعمل على تشفير ما يصل إلى 1000 حرف من نص الرسائل التي يرغب الإيرانيون في تبادلها مع بعضهم، سواء في الداخل أو الخارج، وتحويلها إلى خليط من حروف عشوائية؛ للحيلولة دون فهم الأجهزة الأمنية لفحواها.

وبعد تشفير الرسالة المراد إرسالها عبر تلك التقنية، يمكن إرسالها من خلال تطبيقات الدردشة العادية، مثل واتساب وغوغل شات وتليغرام، من ثم يقوم المرسل إليه من خلال ناهوفت أيضا بفك تشفير الرسالة.



وجرى إصدار "ناهوفت"، الأسبوع الماضي، على غوغل بلاي بواسطة مجموعة "يونايتد فور إيران" أو "متحدون من أجل إيران"، وهي مجموعة حقوقية مقرها في سان فرانسيسكو،

وبالإضافة إلى تشفير الرسائل النصية، يمكن لتطبيق "ناهوفت" تشفير الاتصالات وتضمينها في ملفات صور، وهي تقنية تعرف باسم "إخفاء المعلومات والبيانات".

كما يمتلك تطبيق ناهوفت (مفتوح المصدر) ميزة إضافية، هي أنه يمكن استخدامه بدون انترنت، فبمجرد تنزيله وضبط إعداداته على جهازك يمكنك العمل بشكل فعال.

وتهدف الميزة غير المسبوقة لتجنب قطع النظام الإيراني خدمات الإنترنت، كما حدث قبل ذلك في عدة مناطق معينة، أبرزها لمدة أسبوع كامل في نوفمبر 2019.

ففي حالة عدم توفر خدمة الإنترنت، ما عليك سوى إدخال الرسالة المشفرة للتطبيق وسيقوم هو بفك تشفيرها كالمعتاد.

وفي هذا الصدد، علقت "فيروزة محمودي"، المديرة التنفيذية لمنظمة "متحدون من أجل إيران"، قائلة: "عندما ينقطع الإنترنت في إيران، لا يستطيع الناس التواصل مع عائلاتهم داخل وخارج البلاد".

وأضافت "محمودي"، التي عايشت الثورة الإيرانية عام 1979 وغادرت البلاد عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها: "بالنسبة للنشطاء يعني انقطاع الإنترنت توقف كل شيء بشكل مأساوي".

وفي إيران هناك أكثر من 57 مليونًا من السكان، البالغ عددهم 83 مليونًا، متصلون بالإنترنت ويستخدمونه بشكل دائم، لكن في السنوات الأخيرة، ركزت الدولة بشدة على تطوير شبكة إنترنت مركزية، تعرف باسم "شبكة المعلومات الوطنية" أو "شوما".

وتمنح تلك الشبكة بشكل متزايد الحكومة القدرة على تصفية البيانات والرقابة عليها، وحظر خدمات معينة، ويمتد ذلك من الشبكات الاجتماعية إلى أدوات التحايل والشبكات الافتراضية الخاصة.



لكن بحسب رضا غزينوري، المستشار الاستراتيجي لمنظمة "متحدون من أجل إيران": "سيكون من الصعب على الحكومة الإيرانية حظر ناهوفت؛ لأن متجر غوغل بلاي لا يزال متاحًا هناك".

وأضاف: "لا يمكن للمراقبة الإيرانية معرفة التطبيقات التي يقوم المستخدمون بتنزيلها"، مشيرا إلى "أنه حتى الآن تم تنزيل تطبيق ناهوفت 4300 مرة".

وعقب "غازينوري" بالقول إنه "من الممكن أن تطور الحكومة الإيرانية متجر التطبيقات الخاص بها في نهاية المطاف وتحظر نظراءه الدوليين مثلما فعلت الصين، ولكن في الوقت الحالي، تبدو هذه الإمكانية بعيدة المنال"، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com