يعرف بـ"البطريق الضاحك".. "لينكس" يصارع من أجل البقاء في مواجهة "ويندوز" و "أندرويد"
يعرف بـ"البطريق الضاحك".. "لينكس" يصارع من أجل البقاء في مواجهة "ويندوز" و "أندرويد"يعرف بـ"البطريق الضاحك".. "لينكس" يصارع من أجل البقاء في مواجهة "ويندوز" و "أندرويد"

يعرف بـ"البطريق الضاحك".. "لينكس" يصارع من أجل البقاء في مواجهة "ويندوز" و "أندرويد"

30 عامًا مرت على تأسيس نظام التشغيل الإليكتروني "لينكس" ( (Linux، والذي كان له السبق والريادة في تشغيل مختلف الخوادم الرقمية في أجيالها الأولى، حتى قبل ظهور "مايكروسوفت ويندوز" و"ما أو إس" وغيرهما، حيث جمع "لينكس" ما بين التفرد والتقدم التقني آنذاك، وبين انعدام التكلفة، ومن ثم إتاحته بصورة حرة ومجانية لمختلف المبرمجين والمشغلين.

ويتذكر الملايين حول العالم شكل أيقونة "لينكس" المفتاحية الشهيرة، والمعروفة باسم "البطريق الضاحك"، ناهيك بسطح المكتب في الحواسب الشخصية قبل سنوات، حينما كان يسيطر عليها اللونان القرمزي أو الأزرق والأيقونات بسيطة التصميم.

وكنظام تشغيل عالمي، ظل "لينكس" ولسنوات طويلة بمثابة الأب المؤسس لأنظمة التشغيل، وأساس العديد من الأدوات الحيوية، من أنظمة الملاحة في السيارة وأجهزة التشغيل التلفزيونية والأجهزة النقالة إلى الهواتف الذكية، بيد أن الاستثناء الوحيد يظل على أجهزة الكمبيوتر المكتبية، حيث لا يمكن للنظام الحر أن يثبت نفسه.



 

وبدأت قصة نظام التشغيل العالمي "لينكس" الذي يستخدمه الجميع تقريبًا، وكان قبل ثلاثة عقود بمثابة ثورة تقنية كبرى، بمخاطر منخفضة بشدة، فقد كتب الطالب الفنلندي لينوس تورفالدس (فيما بعد أصبح أحد أهم المطورين والمبرمجين حول العالم) في 25 أغسطس 1991: "أنا أعمل على نظام تشغيل (مجاني)، وهو مجرد هواية، لن تكون كبيرة أو احترافية".

لكن ما جرى في الثلاثين عامًا التالية كان أقرب إلى المعجزة، إذ لن تعتمد على "لينكس" حوالي 80 بالمائة من جميع الهواتف الذكية وحسب، وإنما يصبح النظام نظامًا رئيسيًا وحيويًا يتواجد تقريبًا في كل سيارة حديثة والعديد من الأجهزة الأخرى، حتى المركبة الفضائية، التي تستكشف كوكب المريخ، تعمل بنظام "لينكس".

وعلى عكس منصات البرامج التجارية مثل "مايكروسوفت ويندوز"، ظل "لينكس" حرًا على مستوى التداول المجاني، وحقيقة أن عدم استحقاق أي مدفوعات للترخيص قد عززت الانتشار بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك قرارات أساسية فنية مبكرة من قبل تروفالدس وفريقه، والتي أثبتت في وقت لاحق أنها كانت عامل حسم كبير في انتشار نظام التشغيل "لينكس" بشكل حر، فيما كانت أبرز تلك القرارات الفنية على سبيل المثال، تثبيت بروتوكول الإنترنت TCP / IP.

ولم يلق "لينكس" ترحيبًا فوريًا في بدايته، وقد تحتم أن يتعاطى تورفالدس وزملاؤه مع معارضة شرسة من قبل قامات علماء وخبراء بارزين، كان أشهرهم على الإطلاق، عالم الكمبيوتر المؤثر "أندرو تانينباوم".

لكن نظام التشغيل صمد ونجح، ومع انتشاره الصاروخي انزعجت شركات البرمجيات الكبيرة، فقال ستيف بالمر، رئيس شركة مايكروسوفت الأسبق، في مقابلة أجريت معه في عام 2001: "لينكس هو سرطان يؤثر على كل شيء يمسه فيما يتعلق بالملكية الفكرية".



 

وكان "بالمر" منزعجًا من الفكرة الأساسية للبرمجيات الحرة على طريقة "لينكس"، والتي كانت حريصة على ألا يكون الكود المصدري للبرنامج سرًا تجاريًا، بل يجب أن يكون متاحًا لجميع الأطراف المعنية، وبعد ذلك، يمكن للآخرين تحسين الشفرة والإضافة إليها، مع إتاحتها مرة أخرى للمجتمع.

وعلى ما يبدو أن مايكروسوفت خضعت في النهاية، وفي عهد "ساتيا ناديلا" الذي خلف بالمر، أبرمت الشركة اتفاقًا مع "لينكس" لاستخدامه كنظام تشغيل لبعض التطبيقات السحابية.

ويعد تطوير البرامج "كمصدر مفتوح" كما هو الحال مع "لينكس" الآن شرطًا أساسيًا للعديد من مشاريع البرامج المعقدة، فهذه هي الطريقة التي تم بها إنشاء تطبيق التحذير من كورونا الخاص بمعهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعروفة RKI، وكان التطبيق مفتوح المصدر وتحت ترخيص مجاني.

ومع ذلك، فإن "لينكس" لم يحقق اختراقًا في جميع المجالات، وهو الآن يصارع بشدة من أجل البقاء على قيد الحياة، فمع إصدار أندرويد Android، هيمن نظام التشغيل الخلاق على السوق الشامل للهواتف الذكية.

ورغم أن معظم خوادم الويب في الشبكة أيضًا على نظام "لينكس"، ولكن من بين كل الأشياء مع النظام الأساسي الذي تم اختراع "لينكس" من أجله منذ 30 عامًا، وبالتحديد مع أجهزة الكمبيوتر المكتبية العادية، يلعب النظام دورًا ثانويًا.

وسجلت شركة التحليلات Statcounter مؤخرًا حصة في السوق تبلغ 2.4 % تقريبًا لنظام "لينكس"، بينما تم تثبيت ويندوز Windows على 73 % من أجهزة الكمبيوتر، ويمكن إضافة نسبة 1.2 % لأجهزة Chromebook المحمولة المزودة ببرنامج Chrome OS من Google، وهو أيضًا أحد إصدارات "لينكس" ويمكن ضمه إلى معسكر الأخير.

وفي السنوات القليلة الماضية، كان من المرجح أن تهدد شركة أبل Apple هيمنة مايكروسوفت مع نظام التشغيل mac OS. والآن تبلغ حصة برنامج Apple حاليًا في السوق 15.4 %.

وهناك عدة أسباب لعدم حصول "لينكس" على موطئ قدم فعليًا في الكمبيوتر الشخصي (لاب توب): فمن ناحية، لا تقدم الشركات المصنعة مثل Lenovo و Dell و HP أجهزتها "فارغة"، أي بدون نظام تشغيل، ولكنها تقدم على تثبيت نوافذ وخودام وأيقونات تشغيلية مسبقًا، وهنا لا يبدو واضحًا للمشترين مدى ارتفاع حصة ويندوز في سعر شراء الأجهزة، لأنه لا يتم عرضه بشكل منفصل.

ولفترة طويلة، كان الأمر معقدًا للغاية بالنسبة للأشخاص التقنيين العاديين لتثبيت نظام تشغيل "لينكس"، في غضون ذلك، يمكن إنشاء توزيعات النظام مثل Ubuntu وتشغيلها ببضع نقرات بالماوس، لكن النظام لا يزال يتمتع بسمعة كونه معقدًا، ففي مرحلة "لينكس" المبكرة، لم تكن هناك تطبيقات معروفة لمستخدمي Windows أو Mac. بعضها حتى لم يعد موجودًا حتى يومنا هذا ولكنها كانت متفوقة أكثر من "لينكس"، مثل Adobe Photoshop وبرامج Microsoft Office والعديد من الألعاب.

لكن يشير مؤيدو نظام "لينكس" إلى توفر عدد من البرامج الخاصة بمعالجة الصور أو المهام المكتبية اليومية أو للألعاب منذ فترة طويلة، ومع ذلك فإن صاحبه تروفالدس اعترف في عام 2014 بأنه يظل "أمرًا معقدًا للغاية" بالنسبة للمبرمجين إتاحة التطبيقات لنظام "لينكس"، لأنه لا يوجد نظام تشغيل موحد، بل العديد من توزيعات النظام المختلفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com