ابتكار تقنية للكشف عن فقر الدم بواسطة الهاتف الذكي
طور باحثون أمريكيون في كلية رود آيلاند، نموذجًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الداخلية للجفون السفلية للأشخاص، والمعروفة باسم "الملتحمة الجفنية"، للكشف عن نقص الحديد (فقر الدم).
ويزعم الخبراء أن هذه التقنية التي يتم تشغيلها من خلال صور الهاتف الذكي يمكنها تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم أم لا، بدلًا من اختبارات الدم.
وفقر الدم، الذي يحدث عادة بسبب نقص الحديد في الجسم، هو نقص في عدد أو جودة خلايا الدم الحمراء في الجسم، وتحتوي خلايا الدم الحمراء على الهيموغلوبين، الذي يحمل الأكسجين، ودون كمية كافية من الهيموغلوبين والأكسجين، يمكن أن يتحول لون الجلد إلى الشاحب.
وتُعد هذه التقنية الجديدة، التي تم تطويرها بقيادة الدكتور سليم سونر من جامعة براون، ومستشفى رود آيلاند في الولايات المتحدة، طريقة فعالة للكشف عن المرض بكل سهولة.
ويقول الدكتور سونر وزملاؤه في ورقتهم البحثية:"فقر الدم الذي يُعرَّف على أنه انخفاض تركيز الهيموغلوبين، له تأثير كبير على صحة سكان العالم، ولهذا نسعى إلى توفير تلك التقنية في كل مكان، للتنبؤ بتركيز الهيموغلوبين، وفحص فقر الدم".
ويقول الخبراء إن الإصابة بفقر الدم من بين العوامل الرئيسة للوفاة، خاصة لدى الفئات الضعيفة مثل الأطفال، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، ومع ذلك، هناك"حاجة ماسة" لتوفير أدوات، ونقاط الرعاية غير مكلفة والتي يمكن الوصول إليها بكل سهولة لفحص الحالة وتشخيصها.
وأظهرت الدراسات السابقة أن الملتحمة الجفنية تبدو أكثر شحوبًا مع فقر الدم، وهي مؤشر أكثر دقة للحالة من راحة اليد أو فراش الأظافر.
وعند تحليل الصور، وجد الفريق أن التقنية كانت دقيقة بنسبة 72٪ في الكشف عن فقر الدم، وتشير النتائج إلى أنه يمكن استخدام تطبيق الهاتف الذكي للكشف عن فقر الدم داخل مراكز الرعاية الصحية أو عن بعد حيث لا تتوافر اختبارات الدم.
وأشار الباحثون إلى أنه يمكن استخدام صور سطح الأوعية الدموية للجفن السفلي التي تم الحصول عليها بواسطة كاميرا الهاتف الذكي لتقدير تركيز الهيموغلوبين في الدم، والتنبؤ بفقر الدم الذي يعد حالة صحية خطيرة تصيب مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، خاصة في البلدان النامية.
واستخدام تلك التقنيات للكشف عن فقر الدم يفتح الباب أمام الفحص والتشخيص المبكر، والعلاج على نطاق واسع، لا سيما في الأماكن منخفضة الموارد، حيث يكون الوصول إلى الرعاية الصحية ضئيلًا للغاية.
