بدء أعمال أكبر مشروع علمي في القرن الـ 21

كشفت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن البدء في أعمال أكبر مشروع علمي في القرن الـ 21 سيحدث طفرة نوعية في علم الفضاء والفلك الراديوي.

وكان ما يسمى "مجلس مرصد الكيلومتر المربع" قد أقر في أول اجتماع له، خطط بناء أكبر تلسكوب على سطح الأرض خلال العقد المقبل، تتألف وثائقه من ألف صفحة.

وذكرت الشبكة البريطانية أن المشروع سيكون عبارة عن تدشين أكبر تلسكوب على الأرض سيكون مكونا من مجموعة ضخمة من أجهزة استقبال موجات الراديو.

وسيتم نصب تلسكوب "إس كي إيه"، مع أجهزة كمبيوتر عملاقة، في موقعين في جنوب أفريقيا وأستراليا، وسيقدم لعلماء الفلك فرصة للإجابة عن الأسئلة الأساسية حول الفيزياء الفلكية.

وتتمثل بعض تلك الأسئلة في كيف تألقت النجوم الأولى في الكون؟ وما هي "الطاقة المظلمة" بالضبط، والشكل الغامض للطاقة الذي يبدو أنه يفصل بين الأجرام الكونية بمعدل متسارع؟

وحتى السؤال الأساسي على الإطلاق.. هل نحن وحدنا؟ ستلتقط المستقبلات الحساسة غير المسبوقة لـ إس كي إيه أي إشارات من خارج الأرض.

وقال البروفيسور فيل دايموند، المدير العام لمشروع التلسكوب "أصبحنا كيانا قانونيا في 15 يناير/ كانون الثاني بعد تصديق بريطانيا على اتفاقيتنا، فقد كنا أشبه بالوعاء الفارغ، وهذا الاجتماع الأول للمجلس هو الذي أطلق كل شيء يمكّننا من البدء في ملء تلك السفينة الفارغة".

وأضاف "وافق المجلس على سلسلة كاملة من السياسات واللوائح والإجراءات التي ستجعل المرصد حقيقة، وبالطبع ستكون الخطوة التالية الرئيسية هي بناء التلسكوب، ومن المتوقع أن يتم طرح الدعوات لتقديم العطاءات اعتبارا من شهر يوليو/ تموز المقبل مع تنظيم احتفالات في نهاية العام.

ويتمركز المرصد في مواقع نائية وغير مأهولة في كارو في شمال كيب تاون بجنوب أفريقيا، وفي مورشيسون في غرب أستراليا، وسوف يشتمل التلسكوب على مزيج من الهوائيات العاكسة أو "الأطباق"، بالإضافة إلى هوائيات ثنائية القطب، تشبه إلى حد ما هوائيات التلفزيون التقليدية.

وسيكون الهدف هو بناء مساحة تجميع فعالة تبلغ مساحتها مئات الآلاف من الأمتار المربعة، وسيعمل النظام عبر نطاق تردد من حوالي 50 ميغا هرتز إلى 25 غيغا هرتز.

ومع حساسية تلك اللواقط يجب أن يمكّن هذا التلسكوب من اكتشاف إشارات الراديو الخافتة جدا القادمة من مصادر كونية على بعد مليارات السنين الضوئية من الأرض، بما في ذلك تلك الإشارات المنبعثة في أول بضع مئات من ملايين السنين بعد الانفجار العظيم عندما بدأت المجرات والنجوم الأولى في التشكل.