"مسبار الأمل".. 5 أسباب تجعل استكشاف الفضاء أهم مما نعتقد

تستعد الإمارات لحدث تاريخي على مستوى العالم العربي، وهو إطلاق مسبار الأمل الإماراتي؛ أول مسبار عربي لاستكشاف كوكب المريخ.

ويثير هذا الحدث الكثير من التساؤلات حول جدوى استكشاف الفضاء، ومدى أهمية ذلك للبشرية.

وتقدم المصادر العلمية أسبابًا كثيرة، توضح أهمية استكشاف الفضاء، من أهمها:

التقنيات والبحوث الجديدة

لم يتطور البشر بشكل كافٍ للذهاب إلى الفضاء، ولكننا مع ذلك نذهب إلى هناك في كل الأحوال.

فاستكشاف الفضاء، دفع إلى تطوير العديد من التقنيات الهامة، التي ساهمت في تحسين اقتصادنا وحياتنا على الأرض.

فلولا برامج الفضاء، لما كان لدينا اليوم نظام تحديد المواقع العالمي جي بي أس (GPS)، ولما امتلكنا القدرة على التنبؤ الدقيق بالطقس، أو خلايا الطاقة  الشمسية، أو الطبقة العازلة للأشعة فوق البنفسجية في النظارات الشمسية والكاميرات، والتي تحمينا من الأشعة الضارة.

ليس ذلك فحسب، بل هناك أيضًا، أبحاث طبية تجري في الفضاء، ولا يمكن إجراؤها على الأرض، يمكنها أن تساهم في علاج الإنسان من أمراض مختلفة وإطالة عمره.

الكويكبات والمذنبات

يساهم استكشاف الفضاء إلى حد كبير في إنقاذ البشرية، فرغم أن النظام الشمسي صار أكثر هدوءًا من دهوره الأولى، لكن التهديد لا يزال قائمًا، ويهدد حياتنا، فلا تزال هناك كويكبات ومذنبات لا تعد ولا تحصى يمكن أن تصطدم بكوكبنا في أي وقت.

وقد شهد كوكبنا مثل هذه الحوادث، أكثر من مرة في الماضي، والتي تسببت بانقراض جماعي، وهو ما يعني أهمية حماية البشرية من مثل هذه التهديدات، فليس السؤال فيما إذا كان كويكب كبير آخر سيضرب الأرض، لكن السؤال الأهم، هو "متى؟". إن وجود برنامج فضاء متكامل وحده قادر على الإجابة على هذا السؤال، وأملنا الوحيد في إنقاذ كوكبنا من أي تهديد محتمل قادم.

 

بناء "نسخة حياة احتياطية"

يوجد حاليًا أكثر من 7 مليار إنسان، وهو عدد كبير. ومع ذلك، فنحن جميعًا نعيش معًا على هذا الكوكب الواحد، وإذا حدث شيء ما على الأرض، كاصطدام كويكب ما بنا، على سبيل المثال، فإن جنسنا بأكمله يمكن أن يمحى.

لذا، فإن البحث عن حياة أخرى في نظامنا الشمسي، وقدرتنا على اكتشاف نسخة من "حياة احتياطية" قادرة على البقاء على كوكب ما، سيحمي جنسنا من الفناء، وينقذه من أي تهديد قد يحدث على كوكب الأرض.

وربما سيكون هناك بشر في المستقبل على المريخ، لم تطأ أقدامهم الأرض مسبقًا.

تعدين الفضاء يمكن أن ينقذ العالم

مع تطور تقنياتنا وحياتنا على الأرض، يزداد الضغط أكثر فأكثر على مواردنا الطبيعية، فاستخراج المعادن الثمينة من باطن الأرض، أدى إلى خلق مشاكل عدة، بما في ذلك الأضرار البيئية، والاستغلال البشري السيء لهذه الثروات.

لكن هناك ثروة من المعادن الثمينة في الفضاء، وترغب شركات ناشئة، في استخراج هذه المعادن من الكويكبات بدلًا من الأرض، وهو ما يعني توفيرًا لا حد له من المواد الخام النادرة أصلًا على الأرض.

نحن مستكشفون

رغم جميع الأسباب السابقة لأهمية استكشاف الفضاء، لكن أحد أهم الأسباب الرئيسية للسعي وراء استكشافه، هو أننا بفطرتنا كبشر مستكشفون.

وميزتنا الاستكشافية هذه، وسعينا لمزيد من المعرفة عن العالم الذي حولنا، دفعت جنسنا بأعداده المليارية للتحرك دوما بخطوات مستقيمة نحو الأمام، وهو ما سمح ببناء حضارات وحياة أفضل لنا.

واستكشاف الفضاء يمثل لجنسنا أحد هذه الفرص العظيمة للمعرفة، واكتشاف عوالم جديدة وبناء تقنيات متقدمة. لذا، فإن الجنس البشري عليه أن يعمل معًا بغض النظر عن العرق أو الجنس، للمزيد من الاستكشاف.

فإذا توقفنا عن كوننا مستكشفين، فإننا سنتوقف عن كوننا بشرًا.