ذئاب روسية
ذئاب روسيةأ ف ب

دراسة: بعض الكائنات "مرنة" ضد الأضرار الإشعاعية

أظهرت دراسة حديثة مرونة بعض الكائنات الحية في مواجهة التعرض للإشعاع المزمن، في الوقت الذي ترك الانفجار الكارثي في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، العام 1986، علامة لا تمحى في التاريخ، حيث أوقع عشرات القتلى ومئات آلاف المصابين.

وفي التفاصيل، ذكر تقرير نشره موقع "Metro" البريطاني أنه تم اكتشاف ظاهرة مثيرة للدهشة داخل منطقة الحظر، التي تبلغ مساحتها 1000 ميل مربع، حيث تبين أن الذئاب المقيمة في هذه المنطقة شديدة الإشعاع تمتلك جينات مضادة للسرطان، مما يوحي بتكيف الطبيعة مع الظروف القاسية.

أخبار ذات صلة
"محطة نووية على القمر".. هذا ما تخطط له روسيا والصين

ووفقًا للموقع، شرع فريق من الباحثين في دراسة لبحث تأثير الإشعاع المزمن على الكائنات الحية المجهرية في منطقة تشيرنوبيل المحظورة، وقدمت النتائج التي توصلوا إليها رؤى مقنعة حول قدرة الديدان الخيطية على مقاومة الضرر الإشعاعي.

وأكدت صوفيا تينتوري، الباحثة الرئيسة للدراسة، على الحاجة المُلحة لفهم الآثار طويلة المدى لكارثة تشيرنوبيل على السكان المحليين، مشيرةً إلى الأسئلة العالقة المحيطة بما إذا كان التحول البيئي المفاجئ يشجع على بقاء الأنواع أو الأفراد الذين لديهم مقاومة متأصلة للإشعاع.

وقالت الباحثة إن فريق البحث لجأ إلى الديدان الخيطية، التي تمتلك جينومات بسيطة ودورات تكاثرية سريعة، لفهم استجاباتها التطورية للضغوطات البيئية. وغامرت تينتوري وزملاؤها بالدخول إلى قلب منطقة تشيرنوبيل المحظورة مجهزين بمعدات الحماية، وجمعوا عينات من الديدان الخيطية بدقة من مستويات إشعاع مختلفة عبر المنطقة.

خلافًا للتوقعات، فشل تحليل جينومات الديدان الخيطية في الكشف عن أي ضرر ملحوظ ناجم عن الإشعاع، مما يوحي بمقاومتها المتأصلة للإشعاع. وبالرغم من عدم إعلان منطقة تشيرنوبيل أنها آمنة، إلا أن الدراسة تقدم رؤى قيمة حول مرونة بعض الكائنات الحية في ظل الظروف القاسية.

الإنسان ومرض السرطان

وأشار الموقع إلى أنه تم تحديد سلالات معينة من الديدان الخيطية المعرضة لتلف الحمض النووي، مما يعد اكتشافًا ذا آثار محتملة لفهم قابلية الإنسان للعوامل المسببة للسرطان.

وسلطت الدكتورة تينتوري الضوء على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث باستخدام سلالات الديدان الخيطية المرنة لفهم الفروق الفردية في الاستجابة للمواد المسرطنة، وتحسين الفهم لعوامل خطر الإصابة بالسرطان.

وتوفر الدراسة لمحة مقنعة عن القدرات التكيفية للكائنات الحية في مواجهة الشدائد البيئية، وتعزز الأمل في فهم وتخفيف التأثيرات الطويلة المدى للكوارث النووية مثل تشيرنوبيل، وذلك من خلال مثل هذه المساعي العلمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com