حزب الله.. من منظمة داخلية لبنانية إلى قوة طائفية إقليمية
حزب الله.. من منظمة داخلية لبنانية إلى قوة طائفية إقليميةحزب الله.. من منظمة داخلية لبنانية إلى قوة طائفية إقليمية

حزب الله.. من منظمة داخلية لبنانية إلى قوة طائفية إقليمية

التحولات العاصفة التي ضربت المنطقة في أعقاب ما سمي بالربيع العربي، حولت حزب الله اللبناني من تنظيم داخلي يتنافس على السلطة السياسية في لبنان ويحارب إسرائيل في الجنوب إلى قوة إقليمية تشارك في صراعات تتجاوز حدود البلد الصغير.

وبحسب تقرير لمعهد دراسات الشرق الأدنى، فإن ما يؤكد هذا التحول الاستراتيجي هو أنّ «حزب الله» نقل مقاتليه الرئيسيين الذين كانوا متمركزين سابقاً قرب الحدود الإسرائيلية- اللبنانية إلى مركز قيادة أنشئ حديثاً في سوريا ومواقع أمامية أبعد من ذلك في الخارج، أي في العراق واليمن.

وأودرت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، تقريرا قالت فيه إن القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين قد بدأ بتنسيق الأنشطة العسكرية للحزب في سوريا منذ بدايات الأزمة قبل نحو أربع سنوات، وهو يرأس حالياً القيادة السورية للتنظيم.

وبدر الدين هو أحد القادة المخضرمين داخل الحزب وكان متورطاً في تفجير الثكنات الأمريكية في بيروت عام 1983، ومتهم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 ، وتعيينه هو أقوى إشارة قد يعطيها الحزب عن التزامه تجاه الحرب الأهلية في سوريا.

وبحسب تقرير معهد واشنطن، فإن تركيز التنظيم المكثف على الصراع السوري هو السبب الرئيسي الذي دفع بواشنطن إلى إدراجه على القائمة السوداء في عام 2012، واليوم هناك ما يقرب من6 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل من "حزب الله" في سوريا.

وبينما يعمّق «حزب الله» أنشطته في سوريا، يواصل التنظيم مساعدة الميليشيات الشيعية في العراق ويرسل أعداداً من المدربين المهرة لمحاربة تنظيم داعش.

وفي حين لم يرسل «حزب الله» سوى عدد قليل من المدربين والمقاتلين من ذوي المهارات العالية إلى اليمن، غير أن المكانة البارزة للعناصر التي أرسلها إلى هناك، تشير إلى الأهمية التي يوليها «الحزب» للحرب الأهلية الدائرة في اليمن.

ويشرف قائد العمليات الخاصة السابق والمستشار المقرب من نصر الله، خليل حرب، على أنشطة الحزب في اليمن ويدير عملية نقل الأموال إلى التنظيم داخل البلاد، وكثيراً ما يسافر إلى طهران لتنسيق أنشطة «حزب الله» مع المسؤولين الايرانيين.

ولا يخفى على المراقب أن أنشطة حزب الله هذه تأخذ طابعا طائفيا، فهو يدعم نظام الرئيس بشار الأسد العلوي، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين الموالين لطهران في اليمن، والمعارضة الشيعية في البحرين.

ويرى مراقبون أن مثل هذا البعد الطائفي الفاقع يعقّد التزامات «حزب الله» الأخرى تجاه الدولة اللبنانية، والمجتمع الشيعي في لبنان، لأنّ مصالح إيران ولبنان لا تتلاقى دائماً. ولطالما تعامل «حزب الله» مع هذه الالتزامات المتعارضة بمهارة ودهاء، لكنه سيصبح من الصعب على نحو متزايد القيام بذلك، بينما تؤدي الأولويات إلى أخذ التنظيم بعيداً عن بيروت.

وفي الواقع، تعاني لبنان من انقسام شديد على أسس طائفية ومذهبية، لذلك؛ عندما يحارب «حزب الله» ضدّ السنة في الخارج، فإنه يقوّض قدرته على قيادة السياسة اللبنانية الداخلية.

وحتى الحزب ذاته لا ينكر هذا الحضور الإقليمي له، وهو ما أشار إليه أحد قادة «حزب الله» لصحيفة "فاينانشال تايمز" في أيار/مايو الماضي، إذ قال: "لا يُفترض تسميتنا «حزب الله». فنحن اليوم لسنا حزباً بل نرتدي طابعاً دولياً. نحن في سوريا، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي اليمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com