منظر مهيب من السعودية يحمل دلالات مرحلة جديدة
منظر مهيب من السعودية يحمل دلالات مرحلة جديدةمنظر مهيب من السعودية يحمل دلالات مرحلة جديدة

منظر مهيب من السعودية يحمل دلالات مرحلة جديدة

تحمل صور التشييع المهيب الذي أقيم للعريف في حرس الحدود السعودي سلمان المالكي، الذي قضى مساء الأربعاء الماضي في إطلاق نار على الحدود اليمنية، دلالات مرحلة جديدة من سياسة الرياض التي تقود عملية عسكرية واسعة في اليمن تحت اسم "عاصفة الحزم".

ورغم أن الخسائر البشرية في صفوف الجيش أمر معتاد في الحروب، ولا يشغل تشييعهم حيزاً كبيراً يتعدى منطقة إقامة الجندي، إلا أن تشييع المالكي شمل كل مدن المملكة الشاسعة التي تقود تحالفاً من عدة دول في عملية عاصفة الحزم ولا تتوقع خسائر بشرية كبيرة.

وقضى المالكي خلال هجوم بالأسلحة الرشاشة من الجانب اليمني على مجموعة من حرس الحدود السعودي المتمركز في نقطة حدودية متقدمة مع اليمن، ما تسبب أيضاً في إصابة عشرة من زملاء المالكي.

وشاركت جموع غفيرة من أبناء مدينة أبها التابعة لمنطقة عسير، إضافة لضباط كبار من حرس الحدود، في الصلاة على العريف المالكي، بعد أن لف زملاءه جثمانه، بعباءة سوداء ترتبط بإرث المملكة الصحراوية ذات الثقافة العربية الإسلامية.

ولقي الإعلان عن الهجوم على مركز لحرس الحدود السعودي وما نتج عنه من خسائر بشرية، اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وظل اسم سلمان المالكي الأكثر تفاعلاً على موقع "تويتر" في السعودية طوال يوم الخميس.

ويقول مراقبون للسياسة السعودية، إن حكام الرياض ينظرون لعملية عاصفة الحزم، كضربة عسكرية من قبل دولة كبرى تمتلك نفوذاً سياسياً وعسكرياً يجعلها قادرة على إجبار الخصم على الالتزام بالاتفاقيات السابقة من دون أن تخوض حرباً بالمعنى التقليدي للكلمة.

وبرزت المملكة في الأشهر الأخيرة كقوة إقليمية عظمى تعتمد سياسة المبادرة في المنطقة لحماية مصالحها، فيما توجت تلك السياسة قبل نحو أسبوع بإعلان بدء عملية عسكرية واسعة في اليمن، يشارك فيها أكثر من عشرة دول عربية وإسلامية.

وقال دبلوماسي خليجي لشبكة "إرم"، إن الاهتمام بتشييع العريف المالكي يحمل دلالات مرحلة جديدة في سياسة المملكة، إنهم ينفذون ضربة جوية، ويدعمون مقاتلين محليين على الأرض بالسلاح، لذلك لايتوقعون خسائر بشرية كبيرة.

وأضاف أن الرد السريع من القوات السعودية على المهاجمين، والقضاء عليهم تماماً، يبعث برسالة للحوثيين بأن المملكة لا تتوقع منهم إلا الرضوخ للحوار مع باقي الأطياف السياسية اليمنية بعد تسليم أسلحتهم، أو مواجهة القوات الشعبية والقبيلة اليمنية التي ترفض هيمنتهم على شؤون اليمن.

وكان المتحدث الرسمي لعمليات "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد العسيري، قد قال عقب الهجوم، إن المدفعية الثقيلة وطائرات القوات البرية تصدت للأفراد الذين هاجموا إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير، وقضت عليهم تماماً.

وأكد خلال المؤتمر الصحفي اليومي لعمليات "عاصفة الحزم"، أن القوات الجوية لقوات التحالف قامت بتمشيط جميع المناطق الحدودية مع اليمن للقضاء على المجموعات التي وجدت على مسافات بعيدة من الحدود لمنع أي تجمع آخر لهم وعدم تكرار هذه العمليات.

وعلق الدبلوماسي الخليجي على تشييع المالكي والاهتمام الرسمي والشعبي الذي حظي به، قائلاً "إن العباءة السعودية التي لف بها جثمان المالكي، توازي أعلام الدول الكبرى التي تلف بها جثامين جنودها الذين يقتلون في ضربات عسكرية خارج الحدود، ولامفر من وقوع خسائر بشرية فيها وإن كانت معدودة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com