فوز متوقع

فوز متوقع

فاز أردوغان بعد جولة ماراثونية من الانتخابات مع منافسه كمال كليجدار أوغلو، الذي كان المنافس الأقوى لرجل الانتخابات الذي لم يجد أيَّ صعوبة تُذكر في طريقه للفوز بالرئاسة ولاية تلو أخرى.

معارضة استطاعت الاصطفاف، وأحزاب تجمَّعت إلا أن ذلك لم يكن كافيًا للنيل من أردوغان، الذي يأتي فوزه في ظل أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، فاقمها زلزال فبراير المدمر.

فوز أردوغان في جولة الإعادة كان متوقعًا، وصبَّت جميع الاستطلاعات في مصلحته، على عكس جولة أولى كانت بعض الاستطلاعات لا ترجّح أن يتقدم على منافسه بفارق مريح، إلا أنه استطاع إحراز فارق بنحو 5 نقاط.

تصريحات كثيرة لمرشح المعارضة العلماني كليجدار أوغلو لم تُجدِ نفعًا، هاجم فيها أردوغان، ووصل الأمر حدَّ توصيف أوغلو لنظام أردوغان بـ "النظام الاستبدادي"، إذ قال بعد الإدلاء بصوته في أنقرة "أمْرٌ بالتخلص من هذا النظام الاستبدادي ... أدعو كل المواطنين للإدلاء بأصواتهم".

تصويت هو الأكثر أهمية منذ أن وصل أردوغان للحكم قبل عقدين من  الزمن، يأتي في ظل ملفات مشتعلة، وخطط لعمل دولي مشترك شهد نوعًا من الجمود قُبيل الانتخابات واليوم بدأ بالذوبان.

ووسط استياء تركي واسع من أزمة اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم نحو 3.5 مليون لاجئ، وعَدَ أردوغان أن يعمل على إعادة مليون لاجئ إلى وطنهم عودة طوعية عن طريق الاتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وعْدٌ قد يكون على الرئيس التركي كي يحققه أن يخطو الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق، عبر انسحاب القوات التركية من المناطق التي تتواجد بها في شمال غرب سوريا لا سيما إدلب.

هو شرط سوري لا يقبل التأجيل أو مجرد التفاوض، كشف عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أخيرًا،  لفتح الباب أمام تطبيع العلاقات ولقاء بين الرئيس بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

فهل يكمل أردوغان ما بدأ به في السنة الماضية، من محاولات تصفير المشاكل مع العديد من الدول، لا سيما العربية كمصر والسعودية.

أردوغان المُنتشي بانتصاره اليوم يعلم تمام العلم، أنه لن يستطيع تحقيق وعده بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات وخلق ستة ملايين وظيفة، بالتزامن مع مهاجمة الغرب، إلا بالتصالح والتطبيع مع الدول العربية والتحالف مع الشرق.

الاقتصاد التركي يعاني من تضخم وصل إلى 44% وثمَّة من يقول إنه "وصل إلى أكثر من ذلك وسط أزمة غلاء في المعيشة، ورغم ذلك انتخب الأتراكُ أردوغان، وينتظرون منه تحقيق الوعود".

أردوغان الآن أمام مهمة تحتاج جهدًا حثيثًا كي يستعيد الاقتصاد التركي المنهك عافيته، ولن يكون ذلك ممكنًا دون المصالحة والتطبيع مع المحيط العربي، وبشكل يثبت أنَّ الرئيس حقًّا تغيّر وفهم المعادلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com