ما بين إيران وروسيا والذكاء الاصطناعي.. إسرائيل تتهيأ لمرحلة جديدة من الحرب السيبرانية

ما بين إيران وروسيا والذكاء الاصطناعي.. إسرائيل تتهيأ لمرحلة جديدة من الحرب السيبرانية

بينما ينصب معظم النقاش الأمني في إسرائيل على إمكانية استغلال أسلحة الطاقة الحركية في ميادين القتال، يزداد النقاش على مستوى العالم حول أمن الفضاء الإلكتروني.

فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، دار نقاش مكثف في وسائل الإعلام وبين العلماء وقادة شركات التكنولوجيا المتطورة حول الآثار المحتملة للتقدم الهائل الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي، الذي سيكون له أيضًا أثر بالغ على كيفية جمع المعلومات، وتطوير تقنيات قتالية جديدة، والاستخدام الواسع النطاق والمُنسَّق لوسائل القتال، لا سيما الوسائل المستخدمة دون تلامس بشري.   

يدور حديث أيضًا في جيش الدفاع الإسرائيلي عن اجتماع ثلاث ظواهر مستقبلًا سيتزايد أثرها على ميادين القتال، ألا وهي الذكاء الاصطناعي، والهجمات السيبرانية، واستخدام أساليب الحرب النفسية ونشر المعلومات الزائفة عبر شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة مشتركة لزعزعة وعي العدو وروحه القتالية.

ويتسرب بعض من هذه الأساليب إلى المجال الأمني من الساحة السياسية، والنتيجة هي أنه في المستقبل القريب سيجد الناس في الأنظمة الديمقراطية صعوبة متزايدة في التمييز بين الأخبار الحقيقية والأكاذيب المُتعمَّدة. 

"كلما زاد استهلاك المعلومات في العالم الرقمي، زاد انطماس حدود الواقع"، هذا ما جاء على لسان أحد كبار الضباط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الذي أضاف: "إنَّ التلاعب بالحقائق سيسفر عن انتشار الفوضى في أنحاء العالم. وسيكون على إسرائيل تعلُّم كيفية الدفاع عن نفسها على نحو أفضل، سواء في الفضاء السيبراني أو ضد هجمات الحرب النفسية التي ستستغل شبكات وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مرادها".

كانت الدروس المستفادة من أوكرانيا، وكذلك خرق روسيا لنظام سولارويندز لجمع المعلومات في عام 2020، محور التدريب الأمريكي الإسرائيلي المشترك على الأمن السيبراني تحت مُسمَى "القبة السيبرانية"

ومن السيناريوهات المستقبلية المحتملة التي تثير قلق إسرائيل اكتساب إيران قوة هائلة في الحرب السيبرانية. في الوقت الراهن، يتمتع بهذه القوة عدد صغير من الدول يشمل الولايات المتحدة وروسيا والصين. ويضيف البعض إسرائيل إلى هذه القائمة. واكتساب قوة هائلة في هذا المجال يمكن أن يسمح للإيرانيين، مثلًا، باختراق النظام الوطني لإسرائيل وتسريب معلومات زائفة قائمة على الذكاء الاصطناعي على نحو يتدخل في نشاط الدولة.

تعمل إسرائيل أيضًا، بمساعدة أعضاء حلف الناتو والشركات التكنولوجية العملاقة في الغرب، على تحليل أحداث الحرب في أوكرانيا من الناحية الإلكترونية. وفي فبراير الماضي، قبل احتلال روسيا لأوكرانيا، كثرت التقارير والتقييمات في الغرب عن القدرات الهائلة التي يملكها الروس كما يبدو على شنِّ الهجمات السيبرانية. ولكن، في النهاية، اتضح أن قدرات روسيا في ذلك المجال مخيبة للآمال كما هو الحال مع استخدامها وحدات المغاوير وقوات الدبابات.

نفذ الروس بالفعل خطة لتفعيل "الزر الأحمر"، وهو نظام هجوم سري يخترق أنظمة العدو الحاسوبية ويُستخدَم في الأوقات الحرجة لإحداث شلل كامل في قدرات هذه الأنظمة. وأعدت روسيا لذلك الهجوم السيبراني على مدار عدة أشهر على الأقل.

ولكن بالرغم من تعطيل البنى التحتية للإنترنت في أوكرانيا، تعافت كييف سريعًا من ذلك الهجوم. ويرجع أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك إلى المساعدة التي قدَّمها الملياردير إيلون ماسك لأوكرانيا؛ إذ وضع تحت تصرفها شبكة ستارلينك، وهي مجموعة الأقمار الصناعية الخاصة به الموجودة على مدار منخفض. ومن خلال ذلك، أعاد ماسك الحياة إلى شبكة الإنترنت في أوكرانيا، وانضم إليه فيما بعد عمالقة آخرون في المجال الرقمي في الغرب. 

كانت الدروس المستفادة من أوكرانيا، وكذلك خرق روسيا لنظام سولارويندز لجمع المعلومات في عام 2020، محور التدريب الأمريكي الإسرائيلي المشترك على الأمن السيبراني تحت مُسمَى "القبة السيبرانية" في نوفمبر الماضي.

وقد شارك في ذلك التدريب السنوي كلٌ من القيادة السيبرانية للولايات المتحدة، وفرع معالجة البيانات عن بُعد في جيش الدفاع الإسرائيلي، وغير ذلك من وحدات جيش الدفاع الأخرى. ويستفيد جيش الدفاع الإسرائيلي من ذلك التدريب لوضع خطة لبناء قوىة للدفاع السيبراني خلال الأعوام القادمة.

ويشارك الجانبان في تدريبات محاكاة للحرب المتعددة الميادين، مع تنظيمهما إدارة مشتركة بينهما والتعاون معًا في بناء نظام دفاعي. وثمة رضا في إسرائيل عن التقدم المحرز في هذه التدريبات المشتركة التي تحصل فيها القدرات المُطوَّرة في إسرائيل على درجات عالية من الجانب الأمريكي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com